العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال لماذا الاسم الحقيقي لأبو الهول هو مقام إبراهيم؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انطلاق ثورة كردية ضد الاحزاب الحاكمه شمال العراق (آخر رد :اقبـال)       :: الخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الدراية في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاول من كانون الاول يوم الشهيد العراقي (آخر رد :اقبـال)       :: العوج فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: السودان زوجة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الدرك في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المد في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-01-2010, 08:28 PM   #1
خوشناو
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 39
إفتراضي

خاتمة
و استحسن ان اختم الکلام بما یزداد به وجوب رعایة أصل (توفیق الاحتجاج بالاحادیث على النظر فی أصولها من الکتاب) تأکداً، فاقول:
لقد ادى اهمال الاصل المذکور و قبول الروایات بمجرد عدم الاطلاع على الضعف فی اسانیدهها إلى ما لم یکن ینبغی ان یصیر الیه من قد انعم الله علیه بهدی القرآن.
ففی نجال أخذ صور الحقائق و تلقی علم الاعتقادیات ادى ذلک الى اختلاط نور العلم بظلمة ظنون. و لم یقف الامر عند هذا الختلاط. و ان کان هذا فی ذاته عظیماً فان الماخوذات منطلق التطور؛ فلکذلک سرى الضعف الى طور التزکیة و مجال اداء الاعمال؛ فجائت الملکات ضعیفة و الاعمال المعیبة. و بیان هذا بحاجة إلى تفصیل لا یلیق بهذه الرسالة الموجزة. و انما یحدث هذا الامر لان الاهمال المذکور یستلزم فی کثیر من الاحیان قبول احادیث باطلة قد رویت باسانید ظاهر الصحة؛ کما یؤدی کثیراً الى وضع اشیاء من الحق قد وردت باسانید صحیح فی غیر مواضعها؛ الامر الذی لا ینجو منه من یغفل عن الاصول و یکتفی بالفروع.
و فی مجال التصییر التزکیة ادى ذلک إلى نشوء خصال افراطیة عند بعض، و حصول صفات تفریطیة عند آخرین؛ و کأین من امریء استبدل بالرجاء أمانیّ، و بالخوف أمنا، و بکذا کذا ثم ان الصفات المریضة و الخصال المعیبة لامفر لاصحابها من الوقوع فی غیر ما ینبغی من الاعمال؛ کما هو شأن أکثر أهل الاسلام الیوم و فی عصور قد خلت.
و فی مجال أداء الاعمال الصالحات أدی ذلک الى ترک أشیاء من الخیر، و القیام بأشیاء من السوء، و وضع أشیاء عن رفعتها، و رفع اشیاء عن وضعتها. و لم یقف الامر عند ذلک؛ فان الاعمال أثاراً تعود على النفس؛ فینشأ ما ینشأ من الخصال، و یتقوى مانشاء منها؛ فان تکن الاعمال کما وصفنا، لا تکن الخصال على ما ینبغی.
هذا و اذا تجاوزنا العام إلى العلماء فی اختصاصاتهم وجدنا من أثار ذلک الاهمال ما سنتلوا علیک:
فاما اهل التفسیر فترى کثیراً منهم اصبحوا -بعد ما وقعوا فی ذلک الاهمال- یا ینزرون فی آیات القرآن -فی کثیر منها- الا و وهم مشغولون بظنون جائتهم من روایات؛ مما جعلهم یانون، مکان تبین مراد الله من کلاماته. بما یضر کثیراً و لا ینفع.
و اما اهل الحدیث فتجد کثیراً منهم استغنوا بما لدیهم من الروایات عن کثیر من علم الکتاب؛ اخذوا الفروع و ما لبس ثوب الفروع؛ و فرطوا فی الاصول؛ فاصبح کل منهم -فی احسن مالدیه- بحراً طویلاً عریضاً، و لکن بعمع بضعة اشبار؛ و لهم -بعد ذلک- شأن فی جمع الفن إلى السمین.
و اما أصحاب کتب العقائد الذین وقاهم الله سیئات کلام المتکلمین -فجعل الاهمال المذکور کثیراً منهم یضعون -فی بعض الامور- موضع الاصول الفروع؛ فیبنون الاعتقادیات على غیر اصولها. و جعلهم -کذلک- یخلطون- فی مسائل بعضاً من اهم المسائل- علماً و ظناً و حقاً و باطلاً.
و قل مثل ذلک فی أصحاب الکتب التزکیة و الاخلاق.
و اما کتاب السیر و التاریخ فحدث عنهم و لا حرج.
و اما الفقهاء فکان علیهم ان لا یقدموا على استنباط شیء الا بعد بذل الجهد فی البحث عن القواعد الکلیة المتعلقة بباب ذلک الشیء فی اثناء آیات کتاب الله، و استفراغ الوسع فی ادراک غایات تلک القواعد، ثم فی استقراء ماجاء فی کتاب الله -ایضاً- من الاحکام التفصیلیة الحکمة التی تحقق الغایات المذکورة، الامر الذی یعلمون به طرق الوصول الى تحقیق تلک الغایات، فیتمکنون به من معرفة الحق من المرویات. و هو یماثل الحکمة القرآنیة. عما یخالف ذلک، مفرقین بین الثابت من الحکمة و المتطور منها، ثم فی الکشف عن غیر الاحکام المرویة من احکام تفصیلیة لابد منها فی تحقیق تلک الغایات فی الظروف القائمة.
و لکنک تتصفح الکتب الفقهیة فتجد کثیراً من اولئک یفتتحون الباب من ابواب الفقه بالروایات؛ و یسیرون فیه مع الروایات؛ و یختمونه بالروایات؛ الا قلیلاً، حین ینجر الکلام إلى ذکر شیء من الآیات ثم ان الاکتفاء بالنظر فی الاسانید یوقع -ولابد- فی خلط الحق ببعض الباطل. هذا و قد بلغ العجز عن الخروج عن اسر المرویات بهم انک تجد الباحث منهم یتعب نفسه فی محاولة اثبات ما یسمیه اصلاً المرویات بهم انک تجد الباحث منهم یتعب نفسه فی محاولة اثبات ما یسمیه اصلاً من اصول الاسلام عظیماً بحدیث لا یبلغ درجة الصحة، و هناک فی کتاب الله فی اثبات ذلک آیات بینات! و کثیراً ما تجدهم یأتون فی الباب من ابواب الفقه الحلال و الحرام- بالحسن من الحدیث فضلاً عن الضعیف و تراقبهم عن کثب فیجهم حذاقاً فی الاستنباط من الاحادیث؛ حتى اذا جائت الایات القرآنیة رأیت الرجال غیر الرجال. و اما التفریق بین الثابت من الحکمة و المتطور فما اعز ان تعثر علیه!
هذا آخر ما کان علیّ أن أؤدیه من النصیحة؛ هذا الذی یؤدی -ولاشک- إلى ان یحذف کثیر من الممدود من الصحیح؛ فضلاً عن الحسن و غیره؛ الامر الذی یعظم على کثیر من الناس؛ و لکنه ضالة المؤثرین على قلق الاوهام و الظنون طمأنینة العلم و الیقین.
فاما انا فادّیت ما کان علیّ؛ و اما أنتم -ایها الکرام- فیرجى منکم الاقبال و القبول؛ و من علامة ذلک ان لا یقدم على ذلک العظیم الا جماعة مؤتلفة من أکابر المفسرین و المحدثین و المؤرخین و الدعاة و الفقهاء. ومن الله التوفیق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1- یدل على هذا قوله -تعالى- حکایة عن ابراهیم قال: اتعبدون ماتنحتون و الله خلقکم و ما تعملون.
2- اشارة الى آیات صدر سورة النحل، التی تبین أن المشرکین أنما یقترفون تشبیه الخالق خلقه، لا تشبیه الخالق بخلقه؛ لان الخلق لیس له نعمة یشبه فیها الخالق؛ و أما الخالق فبعد فنعمة یشبه الخلق؛ فیتأتی تشبیهه به، سبحانه و تعالى عما یشرکون.
3- و لا تلتفت إلى قول من تکلف، فزاد مالیس فی الروایات من انه اما جاز جعله مرفتین بعد تقطیع التماثیل على انه لا فرق بین الکامل من التماثیل و غیر الکامل ان زعمنا أن تصویر الصورة انما یحرم لکون تصویر الصورة، ذات اتخاذ الصورة انما یحرم لکونه اتخاذ الصّور.
4- و لا تلتفت الى قول من قال: ان هذا محموا على انه کان قبل تحریم اتخاذ ما فیه صورة یعنی ایاه کانت الصورة من ذرات الانفس، فلهذا کان رسول الله یدخل و یراه و لا ینکره قبل قبل هذه الحرة الاخیرة، فانه قول غیر مسند إلى بینة.
5- و لا تلتفت إلى قول من زعم هذا انما هو رخصة اقتضت استثناء هذا النوع من حکم الصور؛ و لا إلى قول من زعم ان اباحة اللعب بالبنات منسوخ بما قد جاء فی الباب من الاحادیث. فانهما ادعائان غیر قائمین على اساس من البرهان.
6- نسبة هذا القول الى جماهیر الصحابة و التابعین ادعاء لا یستند الى برهان.
خوشناو غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .