اتسمت هذه القصيدة بمجموعة من المزايا منها:
*اختيار البحر مجزوء الوافر أو بحر الهزج والذي فيه القصيدة قصيرة الأشطر مما يناسب مقام الحالة اللاهثة المتأوههة رغم أن هذا البحر يناسب حالات المرح إلا أن الإيقاع يكاد لا يكون واضحًا وهذا يُحسب لك .
* حروف الرويّ أو القافية حرف الحاء والذي يشبه الفحيح يؤكد حالة التأوه وهذا هو حال الحروف الحلقية عموماً(الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء )
* الفكرة والتي جاءت على غير ما نتوقع كلنا جاءت الفكرة فانتازية
وراءَ البابِ غاباتٌ ،
سماواتٌ ،
وأنهارٌ مِن الياقوتِ والمَرْجَانْ
بِمِسْكٍ شَطُّها يَنضَحْ
وخلفَ البابِ أهوالٌ ، وإعصارٌ ،
وريحٌ تَحملُ البُلدانَ
تَنقُلُها إلى المَسرحْ
أنا حاولتُ في يومٍ
أُحطِّمُهُ ..
ولم أنجحْ
فحاوِلْ ربَّما تُفلِحْ
\أعجبتني بما رسمته من صور في المخيلة كألف ليلة وليلة وهنا اتكأت أنت على مفهوم (سحر الكلمة ) والإيحاءات المتبادرة إلى الذهن بشكل قوي ومباشر وهذا في صالح القصية والمرجان والياقوت وسائر ما في البيئة التي استخدمت في التشبيه يناسب حالة العشق والهوى وحالة التشوق والتشوّف لما بعد العالم .
ووجود الحكيم الذي يعطي الوصايا كانت تأكيدًا على فهمك للفكرة المراد إيصالها للقارئ .
وكلبٍ عاشَ عَشرَ سنينَ
لم يَنبحْ
هذا الشطر أظنه مفتاح القصيدة والتي هي في حب الوطن ولولا هذا الشطر لكانت القصيدة مزدوجة التفسير حب الوطن أو الأنثى لكني لا أعرف هل يمكن للعاشق المحب للأنثى أن يرتضي لنفسه هذا التشبيه ؟ بلا شك هي عن وطن (...كفاية كده).
لفظة الحوت ( يا لجرأتك ) ثبتت عندي معنى الوطن وما يجري به (الله يصبرنا )
وماءُ الوردِ من وردٍ
إذا لامستَهُ يَجرحْ
أعجبني هذا التشبيه وإن كنت أرى اتساعًا في تأويله لكني لا أستطيع تأويله على وجهة معينة.
قُمْ واذبحْ
وبعدَ الذبحِ تُحرِقُهُ
بِنيرانٍ مِن الأشواقِ
تَنثُرُهُ
على الجُدرانِ والأسطُحْ
وتَصرخُ صرخةَ العشاقِ
يَهتزُّ ..
لها الكونُ
فتسمعُ مَنْ وراءَ البابْ
يُنادي البابَ ..
أن يُفتَحْ
أرى فيها إغراقًا في التفاصيل ربما لو اختزلته لكان أفضل .
القصيدة من وجهة نظري الشخصية تستحق كل التقدير وتمثل مزجًا من الفانتازية الهادئة والوصف الواضح غير المغرق في الغموض ..
أهنئك ولك مني خالص التحيات والشكر
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
*** تهانينا للأحرار أحفاد المختار
|