العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: طارق مهدي اللواء (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال أغرب حالات مرضية في عالم الطب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أغرب القوانين حول العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أغرب عمليات التجميل واكثرها جنونا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أضخم المخلوقات التي مشت على وجه الارض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاحتضار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: الموضة الممرضة والقاتلة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: لعنة مومياء الثلج أوتزي الرجل الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-05-2011, 10:54 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(63)
وهكذا تتعانق هذه الأشياء المتباعدة على هذا النحو الغريب ، لتوحي بهذه الأحاسيس الغريبة ، وهذه المشاعر الغامضة المركبة التي تعجز اللغة العادية عن التعبير عنها ، وعن طريق هذا التراسل تتجرد هذه المحسوسات عن حسيتها وماديتها وتتحول إلى مشاعر وأحاسيس خاصة "ذلك أن اللغة في أصلها رموز اصطلح عليها لتثير في النفس معاني وعواطف خاصة ، والألون والأصوات والعطور تنبعث من مجال وجداني واحد ، فنقل صفات بعضها إلى بعض يساعد على نقل الأثر النفسي كما هو أو قريبًا مما هو ، وبذا تكمل أداة التعبير بنفوذها إلى نقل الأحاسيس الدقيقة ، وفي هذا النقل يتجرد العالم الخارجي عن بعض خواصه المعهودة ليصير فكرة أوشعورًا، وذلك لأن العالم الحشي صورة ناقصة لعالم النفس الأغنى والأكمل".(62)
مزج المتناقضات :
لم يقف عبث الشاع الحديث بالعلاقات المألوفة بين عناصر الصور عند حدود الجمع بين الأشياء المتباعدة عن طريق تراسل احواس وغير ذلك من الوسائل الفنية ، وإنما تجاوز الأمر ذلك إلى مزج المتناقضات في كيان واحد يعانق في إطاره الشيء نقيضه ، ويمتزج به مستمدًا منه بعض خصائصه ومضفيًىا عليه بعض سماته ، تعبيرًا عن الحالات النفسية والأحاسيس الغامضة المبهمة التي تتعانق فيها المشاعر المتضادة وتتفاعل ، فحين يقول شاعر كأديب مظهر في قصيدته "نشيد السكون" التي تعد من النماذج المبكرة في شعرنا العربي الحديث التي تأثرت تأثرًا واضحًا بوسائل الإيحاء في الشعر الرمزي:
__________
(62)د.محمد غنيمي هلال :النقد الأدبي الحديث ص 425،ص426
وانظر :د.محمد فتوح أحمد : الرمز والرمزية في الشعر المعاصر .ص137،138.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 11:00 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(64)



أعد على مسمعي نشيد السكون
حلوًا كمر النسيم الأسودِ
واستبدل الأنات بالأدمع
واسمع عزيف اليأس في أضلعي

واستبقني بالله يا منشدي


نجد الشاعر بالإضافة إلى اعتماده اعتمادًا أساسيًا على تراسل الحواس وغير ذلك من الوسائل الإيحائية الأخرى يعتمد على مزج النقيضين في البيت الأول وهما "النشيد" و"السكون".
.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-05-2011 الساعة 08:14 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 08:27 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


(65)
حيث يجعل للسكون نشيدًا ،تعبيرًا عن إحساسه بأن للصمت صوته الخاص وللسكون نشيده الخاص الذي يسمعه الشاعر ، ويحسه ليس بسمعه فحسب وإنما بكل حواسه ، حيث يراه ببصره ، ويتذوق طعمه ، ويلمسه بحواسه ، ولا شك أن المزجبين النقيضين هنا قام بدور أساسي في تصوير تلك الحالة النفسية المبهمة الغريبة .
ومن هذا القبيل قول الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة في قصيدته :"أجلس كي أنتظرك" :
أدخل وحدي نصف القمر المظلم
تبلغني في منفاي رسالة
يبعثها الصيف القادم
يتساقط منها ثلج أسود
حيث يمزج الشاعر بين الأشيء المتناقضة ، فهو يمزج في البيت الأول الضياء (القمر) بالظلام ، حين يصف القمر بالإظلام ،ويمزج في البيت الأخير البياض (الثلج) بالسواد ، حين يصف الثلج بالسواد ،بل إن هذا المزج يصبح أكثر تركيبًتا وتعقيدًا حين نعرف أن هذا "الثلج الأسود " يتساقط من رسالة يبعثها "الصيف" القادم- بما يوحه الصيف من الدفء والحرارة – وإذن في الصورة مجموعة من المتناقضات المتعانقة التي يعتبر "الثلج " هو القاسم المشترك بينها ، حيث نجد الحرارة "الصيف" تمتزج بالبرودة "الثلج" من جهة ، كما نجد البياض "الثلج" يمتزج بالسواد من جهة ثانية ، وهذا المزج يوحي بحالة نفسية خاصة يمتج فيها الضياء بالظملة –أو بتعبير آخر يتحول في إطارها الضياء إلى ظلمة – كما يختلط الإحساس بالبرودة بالإحساس بالقتامة ؛فالقصيدة كلها تدور حول انتظار الشاعر لحبيب –أو شخص ما –يبدو أنه لن يجيء ، وانتظاره له لا يزيده إلا إحساسًا بالوحشة ، ولا يقوده إلى إلى عوالم شديدة الغرابة ، ومناف جديدة يزداد فيها وحدة وغربة ، حيث لا يصله في هذه المنافي إلا رسالة غريبة يبعثها الصيف القادم-لعلها بدورها وعد بدفء لن يجيء- هذه الرسالة لا يتساقط منها دفء الصيف وحرارته ، وإنما "يتساقط منها ثلج أسود". وهكذا يسهم المزج بين هذه المتناقضات الكثيرة بدور بارز في الإيحاء بتلك الأحاسيس والمشاعر الغريبة ، وبهذه الوحشة التي تحيط بجو م نالبرودة القاتلة القاتمة التي تتجمد في نطاقها كل لمحة دفء أو ومضة ضوء .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 11:41 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(66)
الغموض
نتيجة لاستخدام الوسائل السباقة في تشكل الصورة ، بكل ما تقوم علهي من تحطيم للعلاقات المنطقية المألوفة بين الأشياء ، وابتداع علاقات جديدة غريبة بينها ، فإن الصورة الشعرية في القصيدة الحديثة تتوشح بنوع من الغموض الشفيف المشع . وهذا الغموض ليس مجرد نتيجة للعبث بالعلاقات المنطقية بين عناصر الوجود فحسب ، وإنما هو أيضًا وسيلة يستخدمها الشاعر عن وعي لتقوية الجانب الإيحائي في الصورة ، وبخاصة إذا كانت هذه الصورة توحي بتلك الأبعاد الخفية المستترة من تجربة الشاعر ، التي لا يستطيع الشاعر –حتى إذا أراد- أن يعبر عنها بشكل واضح محدد ، دون أن يغير طبيعتها ، ومثل هذه الصور لا تقدم شيئًا محددًا واضحًا ، وإنما هي تشف عن مجموعة من الدلالات والمعاني من خلال هذه الغلالة الشفيفة من الغموض وعدم التحدد ، وبواسطة هذه الظلال الموحية غير المحددة تستطيع الصورة أن تعبر عما لا يستطيع التعبير عنه الألوان المحددة الواضحة ، ويعبر عن هذا المعنى الشاعر الرمزي الفرنسي فرلين في قصيدة له بعنوان :فن الشعر Art poetique التي تحدد بعض ملامح المذهب الرمزي حيث يرى أنه لا شيء أثمن من الأغنية الرمادية التي يلتقي فيها الواضح بالمبهم ، ويشبهها بعيون جميلة من وراء نقاب ، ويبرر إيثاره لمثل هذه الأغنية الرمادية بأ،هم ينشدون الظلال لا الألوان ، الظلال و لا شيء غيرها .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 11:45 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(67)
وتوظيف الغموض المشع للإيحاء فنيًا بالجوانب الغامضة المستترة في رؤية الشاعر يرتبط من بعض الجوانب بفكرة مشاركة القارئ للشاعر في عملية الاكتشاف والإبداع ، لأن الصورة إذا ما حددت للقارئ كل شيء فإنه لن يبقى له شيء يكتشفه ويشعر بمتعة اكتشافه ، كما أن في الوضوح خطر الملل ، لأن القرائ يؤثر أن يكتشف هو أسرار الصورة بنفسه على أن تتكشف له هذه الأسرار من تلقاء نفسها ،فتضع عليه لذة الاكتشاف والمشاركة في الإبداع .(64)
وهذا الغموض الموحي سمة من سمات معظم الصور الشعرية في القصيدة العربية الحديثة ، حيث لا تنم هذه الصور في الغالب عن مضمون واضح محدد ، وإنما تشع بإيحاءات خفية غير محددة يحسها القارئ دون أن يفهمها فهمًا دقيقًا ، فحين نقرأ قول الشاعر محمد أبي سنة في قصيدته التي عرضنا لها منذ قليل :
تبلغني في منفاي رسالة
يبعثها الصيف القادم
لا نستطيع أن نقول إننا فهمنا هذه الصورة ، أو أنها قدمت لنا شيئًا محددًا ملموسًا يمكن الإمساك به و القول بأن هو "معنى الصورة"إن الصورة لا تقدم لنا أكثر من إيحاء غامض بوعد بالدفء يتلقاه الشاعر في برودة وحدته التي ينتظر فيها ذلك القادم الذي يبدو أنه لن يقدم أبدًا ، ولكن حتى هذا الوعد غير المحدد بالدفء تشوبه ملامح البرودة ، ويلفه ذلك الجو الجليدي القاتم الذي يلف رؤية الشاعر كلها ، فإذا بهذه الرسالة "يتساقط منها ثلج أسود" . وهذه الإيحاءات غير المحددة تشع من وراء ذلك النقاب الشفيف من الغموض الذي يغلف الصورة .
على أننا ينبغي أن نفرق بين هذا النوع من الغموض الشفيف الموحي ، الذي تشع من خلفه إيحاءات الصور ودلالاتها الغامضة كما تشف العيون الفاتنة من وراء نقاب –كما يقول فرلين – والذي يعتبر وسلة من وسائل الإيحاء وبين نوع آخر من الغموض الكثيف ،الذي لا يكاد يشف عن شيء ، الذي يقوم حاجزًا سميكًا بين القارئ ودلالة الصورة الشعرية ، بل بين القارئ والقصيدة الحديثة بوجه عام(65) .فهذا النو ع الأخير من الغموض لا يستطيع القارئ أن يخترقه إلى عالم الشاعر مهما بذل من الجهد الصادق قأن ينفذ منه إلى إيحاءات الصور ودلالاتها ، ومن ثم إلى الرؤية الشعرية التي يجسدها الشاعر في قصيدته.
ولا شك أن هذا الغموض الكثيف يعد واحدًا من أهم عوامل الأزمة القائمة بين القصيدة العربية الحديثة وقرائها ، حيث صار سمة من أبرز سمات النتاج الشعري الحديث وشاع شيوعًا كبيرًا في نتاج بعض شعرائنا إلى الحد الذي كاد نتاجهم يتحول معه إلى عوالم منغلقة عليهم ، ويصعب على أي قائ أن ينفذ إليهم فيها.
_______________________________
(64):النص منقول عن :النقد الأدبي الحديث ص429 و"الرمزية في الشعر المعاصر "ص194
Verlaine :Jadis et Naguere .Ed.LE liver de Poche.Paris 1968-p. 25 (65)
وانظر أيضًا : د.أنطون غطاس كرم .الرمزية والأدب العربي الحديث .دار الكشاف.بيروت 1949 ص103،104 ود.محمد غنيمي هلال :النقد الأدبي الحديث ص426،427
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 11:48 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(68)
ومن الشعراء الذين شاع في شعرهم هذا الغموض الكثيف الشاعر السوري الأصل أدونيس(عليى أحمد سعيد)والشاعر المصري محمد عفيفي مطر ، وإلى حد ما الشاعر الكبير الراحل محمود حسن إسماعيل فضلاً عن معظم الشعراء الشباب في شتى أقطار الوطن العربي .
ولنتعرف على طبيعة هذا الغموض الكثيف نقرأ بعض نماذجه ، وليكن مثلاً مقطع "مرآة الحلم"من قصيدة أدوينس الطويلة "مرايا وأحلام حول الزمان المكسور ".يقول أدونيس في هذا المقطع(66) :
خذيه ، هذا حلمي ، خيطيه والبسيه
غلاله : أنت جعلت الأمس
ينام في يدي
يطوف بي ، يدور كالهدير
في عربات الشمس
في نورس يطير
كأنه يطير من عيني
نجد الصور في مجموعها تستح في جو من الضباب الكثيف الذي يتعذر على القارئ اختراقه ، النفاذ منه إلى دلالات هذه الصور وإيحاءاتها ، ولا يكاد القارئ يحس بأ،ه قد أمسك بخيط من الخيوط التي تهديه كإلى مسار الخطب الشعوري في الأبيات الذي ينتظم كل هذه الصور حتى يتفلت مه هذا الخط من جديد ، ويضيع في خضم الغموض الكثيف الذي تسبح في الصور كلها ، ويخرج القارئ في النهاية خالي الوفاض إلى من نتف من إحساسات ومشاعر مبعثرة لا يربطها رابط ولا يجمعها نظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(66):أدونيس :الآثار الكاملة.المجلد الثاني .دار العودة.بيروت 1971.ص353.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 11:51 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


(69)
الصورة بين الحقيقة والمجاز :
ليس معنى كون الغموض الشفيف وسيلة من وسائل الإيحاء في الصورة الشعرية أن الصورة ينبغي أن تكون دائمًا غامضة ، أو أن هذا الغموض شرط من شروط جوتها أو مقياس من مقاييس حسنها ، بل ليس معنى كون "التشخيص" أو "تراسل الحواس" أو "مزج المتناقضات" او غير ذلك من الأساليب المجازية هي الأدوات الأساسية لتشكيل الصورة الشعرية الحديثة أن هذه الصورة ينبغي أن تعتمد على المجاز في كل الأحوال ، فمن الممكن أن تكون الصورة على أكبر قدر من الوضوح ، ومن الممكن ألا يكون في الصورة أي مجاز لغوي ، ومع ذلك تكون صورة شعرية بكل المقاييس ، وإيحائية كأغنى ما تكون ا لصورة الشعرية بالإيحاء . وتراثنا الشعري القديم والحديث حافل بكثير من الصور التي لا تقوم على أي مجا زلغوي ، ومع ذلك ففيها من الطاقات الإيحائية ما ليس في كثير من الصور التي تقوم على المجاز المتكلف المفتعل .
ومقياس جودة الصورة في النهاية هو قدرتها على الإشعاع ، وما تزخر به من طاقات إيحائية ، فبمقدار ثراء الصورة الشعرية بالطاقات الإيحائية ترتفع قيمتها الشعرية ، فنحن حين نقرأ من ترثانا القديم قول ذي الرمة فلي التعبير عن ذلك الإحساس بالذهول والاسي الذي اعتراه حين عاد إلى منزل أحبابه فوجده خاليًا موحشًا :
عشية ما لي حيلة غير أنني
بلقط الحصى والخط في الترب مولع
أخط وأمحو الخط ثم أعيده
بكفي والغربان في الدار وقّعُ(67)
نحس بمدى الذهول والحزن الذي ران على الشاعر من خلال الإيحاءات الفنية التي تشعها هذه الصورة البسيطة البارعة ،الخالية تقريبًا من أي استخدام مجازي للكلمات.
___________________________
(67):النص منقول من كتاب (النقد المنهجي عن العرب ) للدكتور محمد مندور ، دار نهضة مصر.القاهرة (بدون تاريخ) ص 33
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .