العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلمة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 28-05-2011, 11:59 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(73)
وقد يقرأ القارئ هذه الصورة فلا يدرك منها سوى مدلولها الحرفي المباشر ،دون أن يستشف ما وراء هذا المدلول المباشر من إيحاءات ، فل ايفهم من هذه الصورة مثلاً أكثر من أن الشاعر عاد مخمورًا في آخر الليل ، ثم استوقفه الشرطي ، فرشاه ، وسار في طريقه ، وبعد أن استوقفته المرأة الساقطة في استنادها المثير إلى عمود النور ..إلخ
ويتقلص عطاء الصورة بالنسبة له إلى مجرد حوار بين ساقطة وشاب مخمور . لكن القارئ الأكثر تدقيقًا يستطيع أنيلتقط من وراء المدلول الحرفي المباشر لعناصر الصورة كل دلالاتها وإيحاءاتها الأكثر عمقًا وخفاء ، ودون أن تكف هذه العناصر عن دلالتها الواقعية المباشرة ، فمثل هذه الصور أيضًا –شأنها شأن الصور المجازية – لها أكثر من مستوى دلالي ، وما يقال عن هذه الصورة يقال أيضًا عن صورة ذي الرمة السابقة.

حتى تؤدي الصورة وظيفتها :
تعرفنا عرضًا أثناء درسة مفهوم الصورة وأساليب تشكيلها على بعض المزالق والعيوب التي تهبط بقيمة الصورةر ، وتحيد بها عن أداء وظيفتها الفنية باعتبارها أداة أساسية من أدوات الشاعر في تشكيل رؤيته الشعرية تشكيلاً فنيًا ،والإيحاء بالأبعاء المختللفة لهذه الرؤية ، ونحن في هذا المبحث نحدد أهم هذه المزالق والعيوب التي تعتري بناء الصورة فتعوقها عن أداء ءمهمتها الإأيحائية ، وتبتهط بالتالي بقيمتها الفنية من وجهة نظر نقدية حديثة . وأهم هذه العيوب:
الوقوف عند التشابه الحسي :
الوظيفة الأساسية للصورة هي تصوير ا لعالم الداخلي للشاعر -إذا صح هذ االتعبير –بكل ما يموج به من مشاعر وخواطر وهواجس وأفكار ، وإذا كان الشاعر يستغل في الإيحاء بأبعاد هذا العالم الداخلي الشعور معطيات العالم الخارجي المحسوس فإنه لا ينبغي أن يقف عند هذه المعطيات الحسية مكتفيًا بتسجيل التشابهات المحسوسة بينها ، وإنما لابد أن يحول هذه المعطيا ت إلى أدوات للإيحاء بواقعه النفسي الخاص ، ومن ثم فإن الوقوف عند تسجيل اتشابه الحسي الملموس بين عناصر الصورة يعد عيبًا من العيوب الخطيرة في تشكيل الصورة وتوظيفها.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 12:02 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(74)
وقد رأينا كيف نبه ؤرواد التحديد في شعرنا ونقدنا المعاصرين إلى هذ االعيب منذ وقت مبكر ، ومن ثم فإن الصور الحسية التي عرضنا لها من شعر ابن المعتز وسواه في مثل هذه الصور عند حدود رصد التشابه المادي الملموس بين عناصر الصورة وأطرافها .
وعلى هذا الأساس فإن تشبيه نزار قباني لشعر المرأة الأصفر بسنابل القمح في قوله من
قصيدة :"تعود شعري عليك "(70):
تعود شعري الطويل عليك
تعودت أرخيه كل مساء
سنابل قمح على راحتيك

صورة معيبة فنية لوقوفها عند تسجيل التشابه الحسي المتمثل في اللون والشكل بين الشعر الأصفر من ناحية ، وسنابل القممح من ناحية أخرى ، ولم يستطع الشاعر النفاذ من هذا التشابه الحسي إلى الإيحاء ببعد نفسي أو شعوري .
ومن هذا القبيل أيضًا قول نزار في تشبيه عيون الإسبانيات الواسعة السوداء باللؤلؤ الأسود في مقطع "اللؤلؤ الأسود" من قصيدة" أوراق أسبانية "71)
شوارع غرناطة في الظهيرة
حقول من اللؤلؤ الأسود
فمن مقعدي
أرى وطني في العيو ن الكبيره
فالشاعر هنا أيضًا يقف عند تسجيل التشابه الحسي في اللون بين أعين الإسبانيات الوساعة السوداء التي تمتلئ بها الشوارع وبين حقول اللؤلؤ الأسود ، وواضح أنه لا صلبة بين الطرفين سوى اللون وهو صلة حسية لم يستطع الشاعر أن يصور من خلالها إحساسه الخاص بهذه العيون ، بل إن هذا التشابه الحسي يحجب لونًا من التباعد في الواقع النفسي بين الطرفين لم يفطن إليه الشاعر في غمرهم فرحه باكتشاف هذا التشابه الحسي ، فأين الواقع الذي تتركه لؤلؤة سوداء في نفس القارئ من ذلك الوقع العميق الذي تتركه العيون السوداء ، ولا سيماء أن الشاعر بمعرض تصوير جمال هذه العيون وقوة تأثيرها في نفسه .

________________________
(70) :نزار قباني :ديوان الرسم بالكلمات .الطبعة الثانية .منشورات نزار قباني .بيروت 1967ز ص 188.
(71)السابق ص 170
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 12:05 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(75)
على أن رصد التشابه الحصي بين عناصر الصورة ليس معيبًا في ذاته ، ولكن المعسيب هو الوقوف عند رصد هذا التشابه وتسجيله وعدم توظيفه إيحائيًا وإلا فأن كثيرًا من الصور الشعرية البارعة تقوم على مثل هذ االتشابه الحسي ، ولكن الشاعر يتجاوز هذا التشااهب وينفذذ من خالله إلى البوح بمكنون نفسه الدفين ، فحين يقول الاشعر أحمد عبد المعطي حجازي مثلاً في تصوير إحساسه بهجير المدينة وقسوتها وجهامتها في ديوانه الذي أطلق عليه اسم "مدينة بلا قلب "72)
شوارع المدينة الكبيره
قيعان نار
تجتر في الظهيره
ماشربته في الضحى من اللهيب
يا ويله من لم يصادف غير شمسها
غير البناء والسياج والبناء والسياج
غير المربعات والمثلثات الزجاج

_________
(72)أحمد عبد المعطي حجازي:قصيدة "إلى اللقاء " من يوان" مدينة بلا قلب" .الطبعة الثانية.دار الكتاب العربي .القاهرة .1968ص119
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 12:06 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(76)
نجده يبدأ من تشابه حسي بين عنصري الصورة : شوارع المدينة من ناحية ، والقيعان من ناحية أخرىفكل منهما يشبه الآخر شكليًا في أنه مكان منخفض بين مرتفعات ولكن الشاعر لا يقف أمام هذا الشبه الشكلي المادي إلا بمقدار ما يعقد صلة بني الطرفين ليحول هذه الصلة إلى تشاهب عميق في الواقع النفسي للطرفين ، ليعكس من خلاله إحساسه نحو هذه المدينة القاسية الجهمة ، التي تصلي الغريب بحر لهيبها المختزن ، وتواجهه بوجه جامد صلد ، فليس ثمة سوى هذه الأشكال الجامدة التي لا معنى لها ، ولا حس فيها :البناء ،والسياج ،والمربعات والمثلثات والزجاج.
أية غربة قاسية ، وأي أدوار وأية أحاسيس بالضياع والضآلة يعانيها الغريب في شوارع هذه المدينة بلا قلب ؟!
لقد نجح الشاعر في أن يحول هذا التشابه الشكلي المحسوس بين الطرفين إلى أداة للإيحاء بهذا البعد الاساسي من أبعاد تجربته في هذ االديوان كله .

وتبين لنا قيمة صنيع الشاعرهنا حين نقارته نصينع نزار قباني في تشبه شوارع غرناطة الملأى بالإسبانيات ذوات العيو السوداء الواىسعة بحقول اللؤلؤ الأسود ، فالصورة هناك صورة جامدة لا حياة فيها ولا حس ، أما هنا فالصورة تنبض بالحياة والحركة وتفيض بالإيحاءات ، على الرغم من أن عناصرها جامدة ، ولكن الشاعر استطاع أن يكسبها حياة من خلال المشاعر التي حاول أن يجسدها بواسطتها مع ملاحكة أن الشوارع طرف أساسي في كلتا الصورتين ، ومع ملاحظة أن الشوارع في صورة نزار تموج بالحياة ولكن الشاعر جمد ما فيها من حياة وحيوية بوقوفه عند التشابه الحسي على حين أن الشوارع في صورة حجازي جامدة أساسًا لا حياة فيها ، ولكن الشاعر استطاع- بمحاولته ربط هذه العناصر الخارجية الجامدة بعالمه النفسي الداخلي الموار بالحاءة والحركة –أن يضفي علها جمود الشوارع حركة نفسية بالغة الغنى .



__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 12:09 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(77)
التنافر :
ثمةلونان من ألوان التنافر الذي يمثل عيبًا من عيوب الصورة الشعرية ، أولهما يمكن تسميته "تنافر عناصر الصورة "أما الثاني فيمكن تسميته "تنافر الصور".
أما "تنافر عناصر الصورة " فيتمثل في أن يكون الوقع النفسي لأحد طرفي الصورة مناقضًا لوقع الطرف الآمخر الذي مفروض فيه أن يدعمه ويقويه ، وهذا النوع من اتتنافر غالبًا ما يكون نتجية لولع الشاعر برصد التشابه الحصي بين الأشيا دون أن يفطن إلى ما بين هذه العناصر المتشابهة في الحس من تنافر من ناحية إيحاءاتها النفسية ، كما رأينا في تشبين ابن المعتز للثريا في السماء المظلمة بقدم تبدت من ثياب حداد ، فلا شك أن بين الطرفين من التباعد في الأثرر النفسي ما بين السماء والأرض ، وأن معاني الضياء والغراق والوضاءة التي تثيرها الثريا في النفس متنافرة أشد التنافر مع ما يثيرة القدم من أحاسيس ومشاعر ، وكذلك الأمر بالنسبة للسماء وثياب الحداد.
ومن هذا القبيل أيضًا قول الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل من قصيدته "عاهل الريف"(73)-الثور- في تصوير العذاب الذي يقاسيه الثور :
يا ثور كيف غزتك أسواط الورى
وتقطعت في جانبيك جلودها
مردت على كتيفيك محرابًا إذا
صلّت بلهب يفري حشاك سجودها
حيث يشبه حركة السياط صعودًا وهبوطًا على جسد الثور المسكين ، بحركة المصلي سجودًا ورفعًا ، ولا شك أن بين الحركتين –على الرغم ممن تشابههما الشكلي المحسوس-تنافرًا شديدًا من ناحية الوقع النفسي لكل منهما ؛فأين معاني القسوة والظلم والعدوان والرعب التي ترتبط نفسيُا بحركة السوط من معاني الرحمة والأمان والسلام والطمأنينة التي تثيرها في النفس حركة المصلي سجودًا وركوعًا ورفعًا ؟ إن انسياق الشاعر وراء التقاط مثل هذا التشابه الحصي بين أطراف الصورة يصرف عن إدراك ما بين هذه الأطراف من تنافض في إيحاءاتها ودلالاتها النفسية ومن ثم يقع في هذا اللون من ألوان التنافر .
_________________________
(73)محمود حسن إسماعيل : ديوان هكذا أغني مطبعة الاعتماد .القاهرة 1938.ص126 وانظر "د.محمد فتوح أحمد :الرمز والرمزية في الشعر المعاصر :ص256،257
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 12:11 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


(78)
على أننا ينبغي أن نفرق بين تنافر عناصر الصورة –الذي هو عيب من عيوب الصورة- وبين ما سميناه مزج المتناقضات – الذي هو وسيلة من وسائل تشكيل الصورة الشعرية – إذ على الرغم من أن الاثنين يشتركان في وجود تنافر وتناقض فيهما بين العناصير التي تتألف منها الصورة ، فإن هذا التناقض في مزج المتناقضات يكون مقصودًا من الشاعر ، كما أن العناصر المتناقضة فيه تمتزج بعضها ببعض وتفقد استقلالها وتمزيها ، وينتج من مزجها مركب جديد ، أما في تنافر عناصر الصورة فإن هذ التنافر يتم بدون قصد من الشاعر ، بل وبدون وعي منه ، كما أن الأطراف المناقضة فيه لا تمتزج ، كما أن الأطراف المتناقضة فيه لا تتمازج وإنما تتنوازى ويظل لكل منها استقلاله وتميزه وتظل العلاقة بينها – من وجهة نظر الشاعر – هي العلاقة بين العناصر المتشاهبة التي تتوارد على فكرة واحدة ، وليست العلاقة بن العناصر الممتزجة التي تفقد في إطار المزج الجديد ممزاتها وخواصها ، ففي تشبهي حركة السوط بحركة المصلي يظل العنصران مفترقين ، ويظل كل منهما – من وجهة نظر الشاعر – معادلاً للآخر ومشابهًا له ، أما في "نشيد السكون " مثلاً أو "الثلج الأسود " فإن كلا العنصرين ليس موازيًا للآخر ، ولا مشابهًا له – من وجهة نظر الشاعر – فليس النشيد معادلاً للسكون ، ولا الثلج مكافئًا لصفة السواد ، وإنما يندمج كل من العنصرين في الآخر ، وينتج من هذا الاندماج شيء واحد هو "نشيد السكون" أو "الثلج الأسود " .
أما تنافر الصور فأحرى به أن يكون عيبًا من عيوب وحدة القصيدة وليس عيبًا من عيوب الصورة ، لأ،ه ليس عيبًا فلي الصورة المفردة ،وإنما هو عيب في علاقة الصور في القصيدة بعضها ببعض ، فتنافر الصور معناه أن تعطى بعض الصور – مع خلوها من التناقض بين عناصرها – إيحاء مناقًا لإيحاء بقية الصور في القصيدة ، أو أن تعبر عن فكرة أو إحساس يتنافى مع المسار الشعوري والفكري العام في القصيدة أو في جزء من أجزائها ،فتنافر الصور إذن يتم بين صورة وصورة وليس بين عنصر وآخر من العناصر التي تتألف منها الصورة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-05-2011, 12:12 PM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(79)

ومن نماذج تنافر الصور قول شوقي في قصيدته عن أبي الهول مصورًا عداء الدهر لأبي الهور ، وكيف سلط عليه ديك الصباح فنقر عينيه :
أسال البياض ، وسل السواد
وأوغل منقاره في الحفر
فعدت كأنك ذو المحبسين
قطيع الكلام سليب البصر
وقوله بعد ذلك في نفس القصيدة :
تطل على عالم يستهل
وتوفي على عالم يحتضر
ثم قوله في موضع ثالث من نفس القصيدة :
تجوس بعين خلال الديار
وترمي بأخرى فضاء النهر
فالصورتان الأخيرتان تتنافران مع الصوةر الأولى ، وذلك لأن الشاعر في الصورة الأوىل صور أبا الهور وقد فقد بصره بعد أن نقر ديك الصباح عينيه فأصبح كأنه "ذو المحبسين ، قطيع الكلام سليب البصر "على حين يثبت له في الصورتين الأخيرتين حاسة الإبصار حيث يجعله في الصورة الأولى منهما يطل بعينيه على الأجيال المتعاقبة ، يستقبل من يأتي ويودع من يذهب ، فإحدى عينيه تستقبل من يولد والأخرى تشيع من يرحل ، وفي الصورة الأخيرة يصوره وهو يجوس بإحدى عينيه عبر البلاد ويعبر بالأخرى فضاء النهر . وعلى هذا النحو تتنافر إيحاءات الصور الثلاث ودلالاتها وينقض بعضها بعضًا .(74)
______________
(74)انظر : د.إحسان عباس : فن الشعر .الطبعة الثالثة . دار الثقافة بيروت.ص240 وما بعدها.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .