العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: The world centre (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 11-06-2011, 01:00 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(142)
متلازمان
متعانقان
في كل آونة وآن
كالظل في كبد الغدير .. يهومان
وكالشعاعة في تلفت نجمة وحشا هجير ..يهبطان
كالوهم ..حين تروغ حيته بأغصان الشعور ..يداهمان
كالحم يخلق من خريف النفس أجنحة تطير ..يرفرفان
.. .. .. .. .. ..
متلازمان
متعانقان
أنا والحقيقة كل آن
القصيدة من بحر الكامل والشاعر لم يلتزم بتكرار واحدة إيقاعه "متفاعلن" عددًا محددًا من المرات في كل بيت ، وإنما تتنوع أطوال الأبيات ما بين وحدة واحدة كالبيتين الأول والثاني مثلاً ، ووحدتين كالبيت الثالث ، وثلاث كالبيت الرابع ، وخمس كالبيت الخامس ، والسادس والسابع ، وهكذا..
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-06-2011, 02:30 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(143)

ولكن الشاعر في غمرة سبحه في ذلك الأفق الصوفي -الذي يحس فيه بتعانق روحه الحقيقية وامتزاجها بها-أحس بأنه في حاجة إلى تكثيف الجانب الإيقاعي وإثراء الناحية الغنائية وذلك عن طريق التقفية ، فالتزم قافية واحدة طوال القصيدة ، بل إنه لم يكتف بهذه القافية الموحدة في نهاية كل بيت فراح يدعمها بمجموعة من القوافي الداخلية ،التي تتناثر داخل الأبيات فتغني الإيقاع وتكثفه ، وذلك كالراء المسبوقة بياء أو حرف واو -ومعروف أن الواو والياء إذا وقعت إحداهما ردفًا (وهو حرف المد الذي يسبق حرف الرويّ في القافية) يجوز تبادلها مع الأخرى-وهذا واضح في الأبيات من الرابع إلى السابع ، وفي أبيات أخرى في القصيدة . ونتيجة لالتزام الشاعر قافية واحدة فإن صيغة الضرب جاءت بدورها موحدة على امتداد القصيدة ، حيث جاءت تفعيلة الضرب في كل بيت على صيغة "متفاعلان" وهي الصيغة المذيلة-التي زيد في آخرها حرف ساكن- لوحدة إيقاع الكامل .
وإذا كان في الشعر الحر مثل هذه النماذج التي التزمت قافية واحده فإن فيه في مقابل ذلك نماذج أخرى لم تلتزم التقفية إطلاقًا ، وقد مرت بنا بعض هذه النماذج كقصيدة "مائدة الفرح الميت" (130)للشاعر محمد إبراهيم أبي سنة مثلاً التي لا يتشابه فيها بيتان في قافيتهما . فالقافية في القصيدة الحرة باختصار ليس لها نظام ثابت ملتزم ، وإنما يتصرف فيها الشاعر وفق طبيعة رؤيته الشعرية الخاصة .
وإذا كانت الغالبية العظمى من الشعر الحر قد كتبت في إطار النمط البسيط من نمطي الأوزان العروضية الموروثة فإن هناك محاولات كثيرة كتبت أيضًا في إطار النمط المركب بقسميه .
_______________
(130): انظر هذا الكتاب ص 63
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-06-2011, 02:32 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(144)

فمن نماذج القسم الأول - وهو الذي تتألف وحدة الإياقع فيه من تفعيلتين اثنتين -يقول السياب في المقطع الرابع من قصيدة"سفر أيوب"(132)-وهي قصيدة طويلة كتبها الشاعر وهو يعالَج في لندن من مرضه الطويل الذي انتهى به إلى الموت :

أطفال أيوب من يرعاهم الآنا
ضاعوا ضياع اليتامي في دجى شات ِ
جيكور ، والشمس ، والأطفال راكضة بين النخيلات ِ
وزوجة تتمرى وهي تبتسم
أو ترقب الباب ، تعدو كلما قرعا
لعله رجعا
مشاءة دون عكاز به القدم

فالقصيدة من بحر البسيط الذي تتركب وحدة إيقاعه من تفعيلتين "مستفعلن فاعلن"ولكن الشاعر لم يلتزم هنا بتردد هذه الوحدة أربع مرات في كل بيت -كما هي تقاليد الشكل الموروث- وإنما تراوح تردد هذه الوحدة ما بين مرة واحدة ،ومرتين ، وثلاث ، فهي تتردد مرة واحدة في البيت السابع :
لعله رجعا
متفعلن فعلن
وتتردد ثلاث مرات في اليبت الرابع :
______________
(131):بدر شاكر السياب .ديوان "منزل الأفنان".دار العودة.بيروت1971ص 33

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 13-06-2011 الساعة 07:43 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-06-2011, 04:35 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(145)


جيكور ، والشمس ، والــ\ راكضة \بين النخيلات ِ(132)
مستفعلن فاعلن \مستفعلن فعلن\مستفعلن فعلن
وتتردد مرتين في بقية الأبيات ، فالبيت الأول مثلاً :

أطفال أيـ \وب من \ يرعاهم الــآنا
مستفعلن فاعلن \مستفعلن فعلن
أما القسم الثاني من قسمي النمط المركب -وهو ذلك الذي تركب وحدة الإيقاع فيه من ثلاث تفعيلات-فإن معظم النماذج التي كتبت به-باستثناء تلك التي كتبت من بحر "السريع"-كتبت بأسلوب "التدوير " وسنحلل بعض هذه النماذج حين نعرض لهذا الأسلوب .

5-المزج بين الشكلين الحر والموروث :
ظل الشكل الموسيقي الموروث يستخدم مع الشكل الحر جنبًا إلى جنب في بناء القصيدة العربية الحيدثة ، وإن كانت نسبة استخدامه آخذة في التضاؤل بالقياس إلى الشعر الحر ، ولكن الشاعر العربي الحديث ما زال يشعر أن من أبعاد رؤيته الشعرية ما لا يصلح للتعبير عنه إلا الشكل الموروث بإيقاعه المحكم الدقيق ، ومن ثم فإننا نجد القصائد الحرة تتجاور في الديوان الواحد مع القصائد المكتوبة بالشكل الموروث ، بل إن الشاعر أيحانًا يحس أن بعض أبعاد رؤيته الشعرية في إطار القصيدة الواحدة يلائمها استخدام الشكل الحر ، بينما يلائم بعضها الآخر الشكل الموروث ، ومن ثم فإنه يمزج الشكلين في القصيدة الواحدة ، وخصوصًا تلك التي يكون فيها نوع من الحوار والصراع بين صوتين،أو بين بعدين من أبعاد رؤية الشاعر ، ومن النماذج البارعة لهذه المزج بين الشكلين قصيدة "بورسعيد" (133)لبدر شاكر السياب .

_________________________
(132): لم نلتزم هنا -وفي كل المواضع الأخرى- بالكتابة العروضية،باستثناء كتابة الحرف المشدد حرفين إذا كان مشتركًا بين تفعيلتين .
(133):ديوان "أنشودة المطر"ص181 وسنعرض لهذه القصيدة في مبحث"البناء الدرامي للقصيدة الحديثة"
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2011, 07:46 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(146)

ولقد تأثر بالفكرة الموسيقية في هذه القصيدة كثير من الشعراء ، ومن الذين تأثروا بها الشاعر الفلسطيني سميح القاسم في قصيدته "حوارية العار"(137) التي تتحاور فيها مجموعة من الأصوات ، هي صوت "السلطان" وصوت"السادن" وصوت "العبيد" وصوت "أوزيريس" وصوت "الشاعر " ، وتدور القصيدة حول ذلك الصراع الأبدي بين السلطان المستبد وعملائه من ناحية ، وبين قوى المقاومة والصمود من ناحية أخرى ؛السلطان بكل ما يملكه من إمكانيات الترغيب والترهيب ، وقوى المقاومة بكل ما تمتلكه من قدرة على البذل ، والتضحية والفداء ، وإذن فعلى الرغم من تعدد الأصوات في القصيدة فإن الصراع أساسًا يقوم بين طرفين أساسيين ، يتمثل الطرف الأول في السلطان وعملائه-ممثلين في "السادن"- ويتمثل الطرف الثاني في قوى المقاومة ممثلين في "أوزيريس" من ناحية ، "والشاعر " من ناحية أخرى -ولعل الشاعر يرمز بأوزوريس إلى عنصر الفداء والتضحية في قوى المقاومة ، فأوزوريس في الميثولوجيا المصرية هوي رمز الخير الذي صرعه رمز الشر "ست" وبعثر أشلاءه في أرجاء مصر ، ولعله يرمز في جانب من جوانبه إلى القيادات الفكرية والروحية للمقاومة ، أما "الشاعر " فهو رمز لعنصر الصمود والإصرار في قوى المقاومة ،ولعله أيضًا في بعض جوانبه يعبر عن صوت جماهير المقاومة ، أما "العبيد " فهم رمز الطبقة المسحوقة التي لا تفعل أكثر من ترديد صوت السلطان وعملائه .
ولقد استخدم الشاعر الشكل الحر في التعبير عن كل الأصوات ما عدا صوت "الشاعر" حيث كتبه بالشكل الموروث بكل ما فيه من علو نبرة وفخامة إيقاع ، وكأنما يريد أن يجعل نبرة صوته أعلى من كل النبرات ، وبؤكد من خلال ارتفاعها إصرار المقاومة على الاستمرار رغم كل التضحيات وكل البذل ومن ثم فإنه يعبر عن صوت "أوزوربس"نفسه بالشكل الحر ، لأنه يريد أن يجعل صوت الصمود-الذي يرمز إليه الشاعر-أعلى من آلام التضحية -التي يرمز إليها أوزيريس-ولأن صوت القيادات الروحية والفكرية للمقاومة- التي يرمز إليها أوزيريس أيضًا في بعض جوانبه-يكون عادة أهدًا نبرة من صوت جماهير المقاومة، ممثلة في الشاعر .
________________________________
(134):سميح القاسم :ديوان :"دمي على كفي " دار العودة ، بيروت (بدون تاريخ)ص102
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2011, 07:47 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(147)

وتبدأ القصيدة -بعد افتتاحية قصيرة تقدم بإيجاز شديد المسرح الذي يجري عليه الصراع بين الأصوات المختلفة -بصوت "السادن"العميل ، وهو يزين لسيده السلطان الاستبداد بالرعية والإغداق على أتباعه والعصف بخصومه:
مولاي ..يمتثل الجموع
الخزي والدمع والدموع
والعبد ، عن كرم، يبيح السيد المعبود أرضه
ويبيحه إن شاء عرضه
هذي صكوك الذل وقعها القطيع
وتهافت الخصيان ، فامنحهم فتات المائدة
.. .. .. .. .. .. .. ..
أمطر على الأتباع ياقوتًا ، ونيرانًا على زمرالفلول الجاحدة
هذا الزمان كما تشاء ، ورهن شهوتك الفلك
والخصب في كفيك يا تموزنا . .والمجد لك

وهكذا يقسم "السادن" القوى إلى ثلاث فئات : فئة "الأتباع" الذين يطلب من السلطان أن يمطر عليهم ياقوتًا ، وفئة الخصوم من "زمر الفلول الجاحدة" وهؤلاء يغري بهم السلطان ويطلب منه أن يمطر عليه منيرانًا ، وأخيرًا فئة العبيد من الجماهير المسحوقة التي توقع صكوك الذل للسطان ، وهؤلاء ليس لهم لدى السلطان سوى "فتات المائدة" يطلب من السلطان أن يمنحه لهم .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2011, 07:51 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(148)
وعقب صوت السادن مباشرة يأتي صوت "العبيد" -خانعًا مسحوقًا ذليلاً- مرددًا في بلاهة مسكينة أصداء صوت السادن ، حيث لا دور لهم على السمرح سوى ترديد عبارة "المجد لك" مرتين ، ثم في موضع آخر من الحوارية يردد عبارة أخرى ليست أقل خنوعًا ، وهي عبارة "ما شئت لك " وهكذا يصور الشاعر على هذا النحو البارع شحوب هذا الصوت وضياعه وسط خضم الأصوات المتصارعة .
وعقب صوت "العبيد" يأتي صوت "أوزيريس" هدائًا ولكن في صلابة ، معبرًا عن تطلعات الجماهير إلى الحرية وأملهم الباقي فيها ، مهما كانت التضحيات والآلام :

عبر القرون الدامسات ، وعبر طوفان الدماء
عبر المذلة ، والخيانة ، والشقاء
عبر الكوارث والمخاطر
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
عدنا ،وملء قلوبنا وهج النبوءة والفداء
عدنا ، وملء شفاهنا تسبحة الأفق المكبل للضياء

وبعد صوت أوزيريس-الذي يعبر عن بعد التضحية والفداء في المقاومة-يأتي صوت "الشاعر " الذي يعبر عن بعد الصمود والإصرار -هادرًا ، وحاسمًا، وعالي النبرة ، يؤكد عدم الخضوع إلى لداعي الحرية وندائها ، ويصوغ الشاعر هذا الصوت في شكل موسيقي كلاسيكي بارز الإيقاع صارمه :

غير اللواء الحر لا نترسم
وبغير صك جراحنا لا نقسم
ولغير قدس الشعب لسنا ننحني
وبغير وحي الشعب لا نتكلم
فلتشرب الرايات نخب جراحنا
كأسًا يفيض على جوانبها الدم
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .