العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلمة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-06-2011, 12:11 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(160)

وقد طور بدر شاكر السياب هذه المحاولة للتعبير عن لون جديد من ألوان الصراع بين الأبعاد المختلفة للرؤية الشعرية ، حيث مزج بين الشكل الموسيقي الموروث والشكل الحر للتعبير عن الصرا ع بين حركتين نفسيتين تمثلان البعدين الأساسيين من أبعاد رؤيته الشعرية في قصيدة"بورسعيد"(142)على حين كانت محاولة جبران بوزنيها في إطار الشكل الموروث .
وقد كتب السياب هذه القصيدة عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ،والنسيج الشعوري في هذه القصيدة يتركب من الصراع بين حركتين نفسيتين متقابلتين ، تتمثل أولاهما في الاعتزاز بصمود المدينة الباسلة وانتصارها لى قوى ىلعدوان ، بينما تتمثل الثانية في الإحساس الأليم بمدى فداحة التضحيات التي قدمتها المدينة ثمنًا لهذا النصر ، وقد اختار الشاعر للتعبير عن الحركة الأولى وزنًا كلاسيكيًا جهير الإيقاع هو وزن البسيط واختر الشكل الحر ليعبر من خلاله عن الحركة الثانية ،فحين يغلب على رؤيته الإحساس الأول بما يفيض به من شموخ واعتزاز وحماس يهدر إيقاع البسيبط بما فيه من حماس :

من أيما رئة .. من أي قيثار ِ
تنهل أشعاري ؟
من غابة النار ؟

___________________
(142): ديوان "أنشودة المطر".ص 181
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:13 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


(161)



أم من عويل الصبايا بين أحجار ِ
منها تنزّ لدماء السود واللبن المشوي كالقار
من أي أحداث طفل فيك تغتصب ؟
من أي خبز وماء فيك ما صلبوا ؟
من أيما شرفة ؟ من أيما دار ِ؟
تنهل ّ أشعاري

وهكذا يستمر الصراع بين هذين البعدين حتى نهاية القصيدة ، حيث يندجمان ليصبحا إحساسًا واحدًا يمتزج فيه الاعتزاز بالأسى ، ويصبح الشعور بفداحة التضحية باعثًا من بواعث الفخار بالنصر ،ويختار الشاعر الشكل الموروث -بنبرته القوية -ليصوغ فيه هذا الشعور الجديد الذي امتزج فيه البعدان تعبيرًا عن غلبة نغمة الشموخ والاعتزاز في النهاية :

يا قلعة النور .. .. تدمى كل نافذة
فيها ، وتلظى ، ولا تستسلم الحُجَرُ
أحسست بالذل أن يلقاك دون دميال
شعري ،وأني بما ضحيت أنتصرُ
لكنها باقة أسعى إليك بها
حمراء ، يخضل فيها من دمي زهر ُ

وقد تأثر بمحاولة السياب هذه أكثر من شاعر من شعرائنا المعاصرين ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الفصل السابق .
ولكن الرؤية الشعرية ازدادت تشابكًا وتركيبًا ، وأصبحت أبعادها ومستوياتها في بعض الأحيان أكثر تنوعًا من أن تستطيع الوسائل الشعرية منفردة التعبير عنها ، ومن ثم لجأ الشاعر إلى تكنيكيات فنية مخلتفة للتعبير عن تعدد الأبعاد هذا في القصيدة الحديثة .
اخترع بعض الشاعر بعض هذه التكنيكات كالرمز التراثي والمفارقة التصويرية ، بما فيهما من تصوير للحوار والصراع بين الأبعاد المختلفة في رؤية الشاعر ، فالرمز التراثي-والرمز عمومًا-يعكس التفاعل والحوار بين الدلالة التراثية أو الواقعية للرمز وبين دلالته الرمزية ، والمفارقة التصويرية تعكس الصراع والحور بين طرفيها بشتى الصور والأنماط التي تصرو التناقض بين هذين الطرفين . ولم يكتف الشاعر بهذه التكنيكات الفنية التي ابتكرها ، وإنما لجأ إلى الفنون الأخرى يستعير من أدواتها وتكنيكاتها الفنية ما يعبر به عن تعدد الأبعاد وتفاعها في رؤيته الشعرية الحديثة .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:16 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(162)

الفصل الثامن

التكنيكات المسرحية في القصيدة الحديثة

صلة القصيدة بالمسرح :
لعل المسرحية هي أوثق الفنون الأدبية بالشعر ، فقد بدأ الشعر مسرحيًا ، أو بدأ المسرح شعريًا ، وكان مصطلح "الشعر" في التراث اليوناني محضورًا في إطار المسرحية الملحمة ،وظل كذلك حتى ابتدأ القصيدة الغنائية -منذ الحركة الرومانتيكية - تنازع المسرحية هذا المصطلح - بعد أ، انقرضت الملحمة كشكل أدبي-حتى انتزعته منها، وأصبح مصطلح "الشعر " منفردًا ، ولكن الصلة لم تنقطع أبدًا بين المسرح والشعر ، فظلت المسحرية تكتب في الكثير من نماذجها شعرًا ، على حين ابتدأت القصيدة بدورها تستعبر من المسرحية بعض تكنيكاتها وسائلها الفنية للتعبير بواسطتها عن الطبيعة الدرامية للرؤية الشعرية الحديثة .
ومن التكنيكات التي استعارتها القصيدة من المسرحية :
1- تعدد الأصوات والأشخاص :
تعددت الأبعاد في الرؤية الشعرية الحديثة ، وأخذت بعض هذه الأبعاد أصواتًا مستقلة مما نشأ عنه ما يمكن أن يسمى "تعدد الأصوات " في القصيدة ، وقد رأينا كيف حالو الشاعر المعاصر في البداية أن يعبر عن تعدد الأصوات-التي تمثل الأبعاد النفسية والشعورية المختلفة لرؤيته الشعرية-بوسائل شعرية خالصة كالموسيقى ، ولكنه لم يقف عند هذا الحد في محاولته إضفاء لون من الدارمية على رؤيته الشعرية ، وإنما تجاوز ذلك إلى تجسيد بعض أبعاد رؤيته الشعرية في صورة أشخاص تتصارع وتتحاور ، ومن خلال تصارعها ينمو بناء القصيدة وتبرز دراميتها ، وقد تعرفنا على نموذج من هذا في قصيدة "حوارية العار" للشاعر الفلسطيني سميح القاسم ، حيث مزج الشاعر بين الأصوات الشعرية الخالصة كتعدد الأوزان ، والأدوات والتكنيكات المسرحية كتعدد الشخصيات والصراع بينها ،للتعبير عن تعدد أبعاد رؤيته الشعرية ، والتفاعل بين هذه الأبعاد .
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:18 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(163)


ونماذج تعدد الأشخاص في القصيدة الحديثة غير قليلة ، وهذه الأشخاص في الغالب تعبر عن أبعاد فكرية وشعورية متصارعة من أبعاد رؤية الشاعر أكثر مما تعبر عن أحداث درامية تتطور وتنمو ، أي أن هذه الشخصيات المتحاورة المتصارعة هي بمثابة رموز لأفكار الشاعر وأحاسيسه ؛ففي مقطع أسماه الشاعر -ولي اعتراض على هذه التسمية -"تصادم الأقدار(143) مثلاً من قصيدة "عن الحسن بن الهيثم" المطولة للشاعر محمد عفيفي مطر تطالعنا ثلاث شخصيات متحاورة هي شخصية "الحاكم بأمر الله" وشخصية "داعي الدعاة" وشخصية "الحسن بن الهيثم " . وهذه الشخصيات الثلاث ترمز إلى بعض أبعاد رؤية الشاعر في القصيد ةوتجسدها ، فالحاكم بأمر الله رمزالسلطة الباطشة التي تريد أن تبسط سلطانها على كل شيء ، وأن تخضع كل مظاهر الوجود لأمرها وإرادتها ، فهو يريد أن يفرض الصمت والموت على كل ما في الحياة من كائنات حتى لا يُسمع في الوجود صوت غير صوته ، ولكن ما يضنيه هو إحساسه بأنه حتى وإن استطاع أن يفرض الصمت على كل شيء فإنه لم يستطع أن يفرض إرادته أو احترامه حتى على مظاهر الحياة التي فرض عليها الجمود ولاصمت ، فكل شيء يسخر منه :

_________________
(143) : محمد عفيفي مطر : كتاب الأرض والدم .منشورات وزارة الإعلام العراقية.بغداد1972.ص61
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:19 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(164)




هذه الأرض اللعينة
بعد أن علقت في أبوابها القفل ، وأحكمت الرتاج
وانتظر الزمن الصارخ أن يصبح صمتًا وسكينه
علني أسمع صوتي المنفرد
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
غير أن الأرض حبلى بالشقوق
كل شق قبضة غاضبة ، أو حنجرة
فأرى حتى جذوع الشجرة
أوجهًا تضحك مني

أما شخصية"داعي الدعاة" فهي نمط آخر من شخصية "السادن" في حوراية العار ، إذا ما عتبرنا شخصية "الحاكم" هنا نمطًا من شخصية "السلطان" هناك ، فالداعي هنا هو صوت السلطان وسوطه ، ووسيلته لفرض سلطانه على الناس والحياة ، وهو يردد ما يرضي الحاكم من أقوال ،والحاكم من وجهة نظره المعلنة على الأقل "متأله مغترب.بين شعب كل من فيه قميء ونبات متطفل " وهو يحاول أن يفرض سلطان الحاكم على هذا الشعب ، فينفخ فيهم من وجيه آبة بعد آية ، فيراهم يسجدون لجلال الحاكم ، ويلجم ألسنتهم بالخوف ولكنه لا يلبث أن يراهم :

..يمضون فرادى ، يلتقون
بين أسنانهم الخوف لجام حجري ومقاود
فإذا هم يضحكون
ويحيلون الدم النازف والموتى حكاية
والمآسي نكتة ضاحكة ، والرعب خيلاً خيول الثرثرة
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:22 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(165)

أما الحسن بن الهيثم فهو رمز للإنسان الباحث عن الحقيقة ، الذي يرى في بكاء النهر-الذي قطع الحاكم رأسه ولسانه-لونًا من الغناء ، ويعرف ما كان وما سوف يكون ، حيث يدور بينه وبين الحاكم هذا الحوار :
الحسن بن الهيثم :
سيدي عفوًا ، فقد جئت لكي أسمع هذا النهر في الليل يغني
الحاكم :
هو يبكي
الحسن : هذه الطينة موال مجمد
فهو يبكي ليغني
وأنا أعرف ما كان .. وما سوف يكون

الحاكم :
أيها الضيف .. انتصب ، قل لي :أتدري لغة النهر
الحسن :
أجل ، أعرف ما ينطقه الماء ، وما تكتمه الأرض الحزينة
وأرى في كل شيء قائم غربة ما سوف يكون

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

وهكذا يزداد ألم الحاكم وضناه لأن الطبيعة تمنح أسرارها شخصًال عاديًا ليس له سلطانه ولا أدوات بطشه ، ولأنه هو لم يستطع أن ينال بسلطانه وعسفه من هذه الطبيعة إلا نظرات الازدراء الصامت العميق ، وقد استخدم الشاعر هذا التكنيك المسرحي -مع التكنيكات الشعرية الأخرى في هذا المقطع وفي بقية المقاطع للتعبير عن تعدد الأبعاد والمستويات في رؤيته الشعرية ، وعن الحوار والتفاعل بين هذه الأبعاد والمستويات .

___________________
مرة أخرى تجدر الإشارة ها هنا إلى أن خاصية النقل عبر الفضاء الإلكتروني سهلت على كل من ناقل الموضوع والقارئ استيعاب المقصود من خلال تغيير الألوان المعبرة عن الأصوات ، فاللون الأخضر يعبر عن صوت ما بينما الأحمر يعبر عن الصوت الآخر ، وسوف يستمر استخدام هذه المزية في الصفحات المقبلة.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-06-2011, 12:26 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(166)



2-الحوار :
والحوار تكنيك مسرحي آخر ، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتكنيك تعدد الشخصيات في القصيدة ، حيث يفترض الحوار وجود أكثر من صوت أو أكثر من شخصية في القصيدة ، ومن ثم فهو في الغالبب يستخدم كتكنيك إضافي مع تعدد الأصوات أو الشخصيات ، ولكنه في بعض القصائد يستخدم باعتباره تكنيكًا اساسيًا ، ويتضاءل دور تعدد الشخصيات إلى جواره ، ففي قصيدة "حوارية مع رجل يكرهني " (144) للشاعر سميح القاسم يكاد يكون الحوار هو التكنيك الأساسي ؛فالقصيدة كلها عبارة عن حورا بين صوت الشاعر وصوت آخر يمثل وجهة نظر العدو ، ويريد أن يفتّ في عضد الشاعر وثقنعه ، بأنه لا جدوى من نضاله وغنائه لشعبه الذي لا يفهم هذا الغعناء ، ولكن الشاعر يرد على كل ما يحاول الصوت الخر أن يلقيه في روعه ، والمهم أن الحوار في القصيدة هو الذي يقوم بالدور الأول على حين لا يكون لتعدد الشخصيات أو الأصوات دور يّذكر بجانبه ، وتبدأ القصيدة على هذا النحو :

- روما احترقت يا مجنون
*روما أبقى من نيرون
-روما لن تفهم أشعارك
*روما تحفظها عن غيب
-روما ستقطع أوتارك
*ألحاني تصعد من قلبي
___________________
(144): دمي على كفي . ص109
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .