ألم نشهد خلال الأشهر الستة الماضية مظاهرات الشعب العربي المطالبة بالإصلاح والعدالة والحكم التمثيلي كطريقة جديدةلممارسة الحياة السياسية؟ إن حقيقة أن الغالبية العظمى من المتظاهرين في العالم العربي لايطالبون بديموقراطية غربية ولكن بديمقراطيات عربية أصيلة تعبر عن خصوصية ثقافتهم تعرضت لهجوم الرهابيينفي العراقولكن هذا لا يعني أن نلقي اللوم على الحكم الديمقراطي ونحكم بعدم صلاحيته في تلك البلدان، حيث يقع اللوم كاملاً على الفكر الدموي للجماعات الأرهابية مثل القاعدة؛ الذين يحاربون الديمقراطية أو أي شكل آخر يعبر عن إرادة الشعوب وكل حكومة تقف في طريق سعيهم الذي لا يرحم من أجل السلطة. ولكن الشعب العربي عازم على المطالبه بديمقراطيات عربية تمثل تنوعهم العرقي والسياسي. وهذا التطور السياسي يعبر عن تطلعات وآمال الشعب العربي لتحل محل اليأس والتطرف.
من المعروف أن التوترات القديمة والصراعات بين السنة والشيعة العراقيين من جهة، والاكراد والعرب من جهة أخرى، لم يأت إلى العراق مع مجيء الولايات المتحدة.لقد ظهرت هذه التوترات والصراعات في العراق الآن لأن صدام ونظامه البعثي استخدم هذه الجماعات ضد بعضها البعض حتى يسيطر على مقاليد الحكم في البلاد. وعندما خلع صدام من السلطه، كان الانتقام هو الخيار الوحيد لهذه الجماعات. ألم يكن صدام ونظامه الشمولي يذبح الأكراد والشيعة والأقليات الأخرى؟ وتسبب هذا في خلق الانقسام الطبقي بين السنة والشيعة الذي أشعل نار التوترات والصراعات التي يشهدها العراق اليوم ويحاول أصلاحها.
ومع ذلك فإن كل المؤشرات مثل اتفاق الوحدة بين الأحزاب السياسية العراقية الذي وقع في بغداد يوم 2010/11/11؛ يبرهن على أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح. أخيراً، جاءت الثورات الحالية في العالم العربي بعد تاريخ طويل من الحكم الديكتاتوري، والشعب العربي يحتاج إلى وقت طويل للتغلب على الأحقاد الطائفية القديمة والتكيف مع تحالفات جديدة.
القيادة المركزية الامريكية