العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكرم في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلول في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-02-2012, 12:21 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

7- في

في: لها سبعةُ مَعانٍ:

أ- الظرفيّةُ، حقيقيّةً كانت، نحو: (الماءُ في الكوز. سرتُ في النّهار). وقد اجتمعت الظرفيّتانِ: الزمانيّة والمكانيّةُ في قولهِ تعالى: {غُلبتِ الرُّومُ في أَدنى الأرض. وهم مِن بَعْدِ غَلَبِهمَ سَيَغلِبونَ في بِضعِ سنينَ}، أَو مجازيَّةً، كقوله سبحانه: {ولَكُم في رسول اللهِ أُسوةٌ حسنةٌ}، وقولهِ: {ولَكُم في القصاصِ حياةٌ}.

ب- السببيّة: والتّعليلُ، كقولهِ تعالى: {لَمَسّكم فيما أَفضتُم فيه عذابٌ عظيم} أي: بسبب ما أَفضتم فيه. ومنه الحديثُ: (دخلتِ امرأَةٌ النارَ في هِرَّةٍ حَبَستها) أي: بسبب هِرَّةٍ.

ج- معنى (معَ) كقولهِ تعالى: {قال: ادخلوا في أمَمٍ قد خَلَت من قبلكم} أي: مَعَهم.

د- الاستعلاءُ - بمعنى: (عَلى) - كقولهِ تعالى: {لأصلبنّكُم في جُذوعِ النّخلِ}، أي: عليها.


هـ- المُقايَسةُ - وهيَ الواقعةُ بينَ مفضولٍ سابقٍ وفاضلٍ لاحقٍ، كقولهِ تعالى: {فما مَتاعُ الدنيا في الآخرةِ إلا قليلٌ}، أي: بالقياس على الآخرة والنسبة إليها.


و- معنى الباءِ، التي للالصاقِ، كقول الشاعر:


ويَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْعِ مِنَّا فَوارِسٌ

بَصيرُونَ في طَعْنِ الأَباهِرِ والْكُلى

أي: بصيرونَ بطعنِ الأباهر.

[الأباهر: جمع أبهر: وهو عِرق إذا انقطع مات صاحبه. وهما أبهران يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشرايين. والكلى: جمع كلية. فإن كتبتها بالألف فهي جمع كلوة وكلاهما واحد]

ز- معنى (إلى) كقولهِ تعالى: {فَرَدُّوا أيديَهم في أفواههم}.


8- الكاف


الكافُ: لها أَربعةُ معانٍ:


أ- التشبيهُ، وهو الأصلُ فيها، نحو: (عليٌّ كالأسد).


ب- التّعليلُ، كقوله تعالى: {واذكرُوهُ كما هداكم}، أَي: لهدايتهِ إيّاكم. وجعلوا منه قوله تعالى: {وَيْ كأنّهُ لا يُفلحُ الكافرون!}. أَي: أعجبُ أَو تَعجّبْ لعَدم فلاحهم.

فالكافُ: حرف جر بمعنى اللام، وأنَّ: هي الناصبةُ الرافعة.

ج- معنى (على) نحو: (كُنْ كما أَنتَ)، أَي: كُن ثابتاً على ما أنت عليه.


د- التّوكيدُ - وهي الزائدةُ في الإعراب - كقولهِ تعالى: {ليس كمِثلهِ شيءٌ}،

أي: ليس مِثلهُ شيءٌ، وقولِ الرَّاجز يَصفُ خيلاً ضوامرَ: (لَواحِقُ الأقرابِ، فيها كالمقَق).
[الأقراب: الخواصر. مفردها قُرُبْ بضمتين فسكون. والمقق بفتح الميم والقاف: الطول الفاحش مع رقة]
واعلم أَنَّ الكاف قد تأتي اسماً بمعنى (مِثلٍ)، كقول الشاعر:

أَتَنتَهونَ؟ وَلَنْ يَنْهى ذّوي شَطَطٍ

كَالطَّعْنِ يَذْهَبُ فيهِ الزَّيتُ والفُتُلُ

وقول الراجز:


(يّضْحَكْنَ عَنْ أسنان كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ)


ومنهُ قول المُتنبي:


وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالْعَفْوِ عَيْنُهمْ

ومَنْ لَكَ بالحُرِّ الَّذِي يَحْفَظُ الْيَدا

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-02-2012, 12:23 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

9- اللاَّم

اللامُ: لها خمسةَ عشرَ معنى:


أ- الملِكُ - وهي الداخلة بين ذاتينِ، ومصحوبُها يَملِكُ - كقوله تعالى: {للهِ ما في السَّمواتِ والأرضِ}، ونحو: (الدارُ لسعيدٍ).


ب- الاختصاصُ، وتُسمَّى: لامَ الاختصاصِ، ولامَ الاستحقاقِ - وهي الداخلة بين معنًى وذات - نحو: (الحمدُ للهِ) والنجاحُ للعاملين, ومنه قولهم: (الفصاحةُ لِقُرَيشٍ، والصبّاحةُ لِبَني هاشمٍ).


ج- شِبهُ المِلك. وتُسمّى: لامَ النسبة - وهي الدَّاخلة بينَ ذاتينِ، ومصحوبُها لا يملِكُ - نحو: (اللجامُ للفرَس).

د- التّبيينُ، وتُسمّى: (اللاّمَ المُبيّنة)، لأنها تُبيِّنُ (أن مصحوبَها مفعولٌ لما قبلَها)، من فعل تعَجُّبٍ أو اسمِ تفضيل، نحو: (خالدٌ أحب لي من سعيدٍ. ما أحبّني للعلم!. ما أحملَ عليّاً للمصائب!). فما بعدَ اللام هو المفعول به. وإنما تقول:
(خالدٌ أحب لي من سعيد)، إذا كان هو المُحبَّ وأنت المحبوب. فإذا أردت العكسَ قلت: (خالدٌ أحبُّ إليَّ من سعيد)، كما قال تعالى: {ربِّ السجنُ أحبُّ إليَّ} وقد سبقَ هذا في (إلى).

هـ- التّعليلُ والسببيَّةُ، كقوله تعالى: {إنَّا أنزلنا إليكَ الكتابَ بالحقِّ لتحكُمَ بينَ الناسِ بما أراكَ الله}، وقولِ الشاعر:


وإِنِّي لَتَعْروني لِذِكْراكِ هزَّةٌ

كما انْتَفَضَ الْعُصْفورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ

ومنهُ اللامُ الثانيةُ في قولكَ: (يالَلنَّاسِ لِلمظلوم!).


و- التوكيدُ - وهي الزائدة في الإعراب لمُجرَّد توكيد الكلام - كقول الشاعر:

وَمَلَكْتَ ما بَيْنَ الْعِراقِ ويَثْرِبٍ

مُلْكاً أَجارَ لُمسْلِمٍ ومُعاهِدِ

ونحو: (يا بُؤسَ لِلحرب!). ومنهُ لامُ المُستغاث، نحو: (يا لَلفضيلة!) ويه لا تَتعلَّق بشيءٍ، لأنَّ زيادتها لمجرَّد التوكيد.


ز- التّقويةُ - وهيَ التي يُجاءُ بها زائدةً لتقويةِ عاملٍ ضَعُف بالتأخيرِ، بكونه غيرَ فعلٍ. فالأول كقولهِ تعالى: {الذينَ هم لربهم يَرهبُون} وقوله: {إن كنتم للرُّؤْيا تَعبُرونَ}. والثاني كقوله سبحانه: {مُصَدِّقاً لِما مَعَهمْ} وقولهِ: {فعّالٌ لِما يُريدُ}. وهي - معَ كونها زائدةً - مُتعلّقةٌ بالعامل الذي قوَّتهُ، لأنها - مع زيادتها - أفادته التَّقوية، فليست زائدةً مَحضة. وقيل: هي كالزائدة المحضة، فلا تتعلَّق بشيء.


ح- انتهاءُ الغاية - أي: معنى (إلى) - كقوله سبحانه: {كلٌّ يجري لأجل مُسمًّى}، أي: إليه، وقولهِ: {ولو رُدُّوا لعادوا لِما نُهُوا عنه}، وقولهِ: {بأنّ ربكَ أوحى لها}.

ط- الاستغاثةُ: وتُستعمَلُ مفتوحةً معَ المستغاث، ومكسورةً معَ المُستغاثِ لهُ، نحو: (يا لَخالِدٍ لِبَكر!).

ي- التعجبُ: وتُستعملُ مفتوحةً بعد (يا) في نداءِ المُتعجَّب منه، نحو: (يا لَلفرَحِ!)، ومنهُ قول الشاعر:


فَيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ! كأنَّ نُجُومَهُ

بِكُلِّ مُغارِ الْفَتْل شُدَّتْ بِيَذْبُلِ

وتُستعملُ في غير النداءِ مكسورةٌ، نحو: (للهِ دَرُّهُ رجلاً!)، ونحو: (للهِ ما يفعلُ الجهلُ بالأممِ!)


ك- الصّيرورةُ (وتُسمَّى لامَ العاقبةِ ولامَ المآلِ أيضاً) وهي التي تدلُّ على أنَّ ما بعدَها يكونُ عاقبةً لِمَا قبلها ونتيجةً له، عِلةَّةً في حصوله. وتخالفُ لامَ التَّعليل في أنّ ما قبلها لم يكن لأجل ما بعدها، ومنه قوله تعالى: {فالتقطهُ آلُ فِرعونَ ليكونَ لهم عدواً وحَزَناً}، فَهُم لم يلتقطوهُ لذلك، وإنما التقطوهُ فكانتِ العاقبةُ ذلك.
قال الشاعر:

لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابنُوا لِلْخرابِ

فَكُلُّكُمء يَصيرُ إِلى الذَّهابِ

فالإنسان لا يَلِدُ للموت، ولا يبني للخراب، وإنما تكونُ العاقبةُ كذلك.


ل- الاستعلاءُ - أي: معنى (على) - إما حقيقةً كقوله تعالى: {يَخِرُّونَ للأذقانِ سُجَّداً}، وقولِ الشاعر:


ضَمَمْتُ إِليهِ بالسِّنانِ قميصَهُ

فَخَرَّ صَريعاً لِلْيَدَيْنِ ولِلفَم

وإمّا مجازاً كقوله تعالى: {إن أسأتُم فَلَها}، أي: فعليها إساءتُها، كما قال في آية أخرى: {وإن أسأتُم فعليها}.

م- الوقتُ (وتُسمَّى: لامَ الوقت ولامَ التاريخ) نحو: (هذا الغلامُ لِسنةٍ)، أي: مرَّت عليه سَنةٌ. وهي عندَ الإطلاق تدلُّ على الوقت الحاضر، نحو : (كتبتُهُ لِغُرَّةِ شهر كذا)، أي: عند غُرّتِهِ، أو في غُرَّتهِ. وعندَ القرينة تدلُّ على المُضيِّ أو الاستقبال، فتكونُ بمعنى ( قبَلٍ) أو (بَعدٍ)، فالأولُ كقولك: (كتبتُهُ لستٍّ بَقينَ من شهر كذا)، أي قبلها، والثاني كقولك: (كتبتُهُ لخمسٍ خَلَوْن من شهر كذا)، أي: بعدها. ومنهُ قولهُ تعالى: {أقمِ الصّلاةَ لِدلوكِ الشمس}، أي: بعدَ دلُوكها. ومنه حديثُ: (صُوموا لِرُؤيتهِ وأفطِروا لِرؤيته)، أي: بعد رؤيته.

ن- معنى (معَ)، كقول الشاعر:


فَلَمَّا تَفَرَّقْنا كأَنِّي ومالِكاً

- لِطولِ اجتماعٍ - لم نَبِتْ ليْلَةً مَعا

س- معنى )في(، كقوله تعالى: {ويَضَعُ الموازينَ القسطَ ليومِ القِيامة}، أي: فيها، وقولهِ: {لا يُجلّيها لوقتها إلاّ هُو}، أي: في وقتها. ومنه قولهم: )مضى لسبيله(، أي: في سبيلهِ.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-03-2012, 12:40 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

10 و 11- الواوُ والتَّاءُ

والواوُ والتاءُ: تكونان للقسم، كقوله تعالى: {والفجرِ وليالٍ عَشرٍ}، وقولهِ {تاللهِ لأكيدَنَّ أصنامَكم}. والتاءُ لا تدخُلُ إلا على لفظ الجلالة. والواوُ تدخلُ على كل مقسم به.


12 و 13- مُذ ومُنْذُ



مُذْ ومُنذُ: تكونان حرفيْ جَرّ بمعنى (منْ)، لابتداءِ الغاية، إن كان الزمانُ ماضياً، نحو: (ما رأيتكَ مُذْ أو منذُ يومِ الجمعة)، وبمعنى (في)، التي للظرفيّة، إن كان الزمان حاضراً، نحو: (ما رأيتهُ مُنذُ يومنا أو شهرِنا) أي: فيهما. وحينئذٍ تُفيدان استغراقَ المدَّة، وبمعنى (من وإلى) معاً، إذا كان مجرورهما نكرةً معدودةً لفظاً أو معنى. فالأول نحو: (ما رأيتكَ مُذ ثلاثةِ أيام)، أي: من بَدئها إلى نهايتها. والثاني نحو: (ما رأيتكَ مذ أمدٍ، أو مُنذُ دَهرٍ). فالأمدُ والدهرُ كِلاهما مُتعدِّدٌ معنًى، لأنه يقالْ لكل جزءٍ منها أمدٌ ودهرٌ. لهذا لا يقالُ: (ما رأيتُهُ مُنذ يومٍ أو شهرٍ)، بمعنى: ما رأيتهُ من بدئهما إلى نهايتهما، لأنهما نكرتانِ غيرَ معدودتينِ، لأنهُ لا يقالُ الجزءِ اليومِ يومٌ، ولا لجزءِ الشهر شهرٌ.

واعلم أَنهُ يشترطُ في مجرورهما أن يكون ماضياً أو حاضراً، كما رأيتَ. ويشترطُ في الفعل قبلَهما أن يكون ماضياً منفيّاً، فلا يقالُ: (رأيتهُ منذُ يومِ الخميس)، أَو ماضياً فيه معنى التَّطاوُلِ والامتدادِ، نحو: (سِرتُ مُذْ طلوعِ الشمسِ).


وتكونُ (مُذ ومُنذُ) ظرفينِ منصوبينِ مَحلاً، فَيُرفعُ ما بعدَهما. ويُشترَطُ فيهما أَيضاً ما اشتُرطَ فيهما وهما حرفان. وقد سبقَ الكلامُ عليهما في المفعول فيهِ، عندَ الكلامِ على شرحِ الظروف المبنية


فراجعهُ.


ومُذ: أصلُها (منذُ) فَخُفّفت، بدليل رجوعهم إلى ضم الذَّال عند ملاقاتها ساكناً، نحو: (انتظرتكَ مذُ الصباح). ومُنذُ: أصلُها (من) الجارَّةُ و (إذ) الظرفيّة، فَجُعلتا كلمةً واحدةً. ولذا كسرت مِيمُها - في بعض اللُّغات - باعتبار الأصل.


14- رُبَّ


رُبَّ: تكونُ للتّقليلِ وللتّكثير، والقرينةُ هي التي تُعيّنُ المرادَ. فمن التقليل قولُ الشاعر:


أَلا رُبَّ مَوْلودٍ، وَلَيْسَ لَهُ أَبٌ

وذي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوانٍ
يُريدُ بالأول عيسى، وبالثاني آدمَ، عليهما السلامُ. ومن التكثيرِ حديثُ: (يا رُب كاسِيةٍ في الدنيا عاريةٌ يومَ القيامةِ)، وقولُ بعضِ العرب عند انقضاءِ رَمضانَ: (يا رُبَّ صائمهِ لن يَصومَهُ: ويا رُبَّ قائمهِ لن يَقومهُ).

واعلم أنهُ يُقالُ: (رُبَّ ورُبَّةَ ورُبّما ورُبَّتما). والتاءُ زائدة لتأنيث الكلمة، و (ما) زائدةٌ للتوكيد. وهي كافةٌ لها عن العمل.


وقد تُخَفّفُ الباءُ. ومنه قوله تعالى: {رُبَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا مُسلمينَ}.

ولا تَجُرُّ (رُبَّ) إلا النكرات، فلا تُباشِرُ المعارفَ. وأمّا قولهُ: (يا
رُبَّ صائمهِ، ويا رُبَّ قائمهِ) المتقدَّمُ، فإضافة صائم وقائم إلى الضمير لم تُفدهما التعريفَ، لأنَّ إضافةَ الوصف إلى معمولهِ غير محضةٍ، فهي لا تُفيدُ تعريفَ المضاف ولا تخصيصَهُ، لأنها على نيّة الانفصال، ألا ترى أنك تقول: (يا رُبَّ صائم فيه، ويا ربَّ قائم فيه).


والأكثر أن تكون هذه النكرة موصوفة بمفردٍ أو جملة. فالأول نحو: (رُبَّ رجلٍ كريمٍ لقيته). والثاني نحو: (رُبَّ رجلٍ يفعل الخيرَ أكرمته). وقد تكونُ غيرَ موصوفة، نحو: (رُبَّ كريم جبانٌ).


وقد تُجُرُّ ضميراً مُنكَّراً مُميّزاً بنكرةٍ. ولا يكونُ هذا الضميرُ إلا مُفرداً مُذَكَّراً. أما مُميّزُهُ فيكونُ على حسب مُراد المتكلم: مفرداً أو مُثَنَّى أو جمعاً أو مذكراً أو مؤنثاً، تقول: (رُبّهُ رجلاً. رُبّهُ رَجلَينِ. رُبّهُ رجالاً. رُبّهُ امرأةً. رُبَّهُ امرأتينِ. رُبّهُ نساءً). قال الشاعر:


رُبَّهُ فِتَيَةً دَعَوْتُ إلى ما

يُورِثُ الْحَمَدَ دائباً، فأَجابُوا

وسيأتي الكلامُ على محل مجرور (رُبَّ) من الإعراب، في الكلام على موضع المجرور بحرف الجر.


15 و 16 و 17- خَلاَ وَعَدا وحَاشا


خَلا وعدا وحاشا: تكون أَحرف جرٍّ للاستثناء، إذا لم يتقدَّمهنَّ (ما). وقد سبق الكلام عليهنَّ في مبحث الاستثناء فراجعه.


18- كَيْ

كي: حرفُ جرَّ للتعليل بمعنى اللام. وإنما تَجُرُّ (ما) الاستفهامية، نحو: (كيْمَهْ؟)، نقولُ: (كيمَ فعلتَ هذا؟)، كما تقولُ: (لمَ فعلته؟). والأكثرُ استعمالُ (لمهْ؟) وتُحذَفُ أَلِفُ (ما) بعدَها كما تُحذَفُ بعدَ كلِّ جارٍّ، نحو: (مِمّهْ وعَلامهْ وإلامَهْ). وإذا وقَفُوا ألحقوا بها هاء السكت، كما رأيتَ. وإذا وصلوا حذفوها، لعدم الحاجة إليها في الوصل.

وقد تَجرُّ المصدرَ المؤوّلَ بما المصدرية كقول الشاعر:


إِذا أَنتَ لَم تَنْفَعْ فَضُرَّ، فإنَّما

يُرادُ الْفَتَى كيْما يَضُرُّ وَيَنْفَعُ

(فكي: حرف جر. وما: مصدرية، فما بعدها في تأويل مصدر مجرور بكي. أي: يراد الفتى للضر والنفع. ويجوز أن تكون (كي) هنا هي المصدرية الناصبة للمضارع. فما. بعدها. زائدة كافةٌ لها عن العمل).


19- مَتَى


مَتى: تكونُ حرفَ جرٍّ - بمعنى: (مِنْ) - في لُغةِ "هُذَيلٍ"، ومنهُ قولهُ:


شَرِبْنَ بِماءٍ البَحْرِ، ثُمَّ تَرَفَّعْتْ

مَتَى لُجَج خُضْرٍ لَهُنَّ نَئيجُ

20- لعَلَّ



لَعَلَّ: تكونُ حرفَ جرٍّ في لغة (عُقَيلٍ) وهي مبنيّةٌ على الفتح أو الكسر، قال الشاعر:


فَقُلْتُ ادْعُ أُخرَى وارفَعِ الصَّوْتَ جَهْرَةً

لَعَلَّ أَبي المِغْوارِ منْكَ قَريبُ

وقد يُقال فيها (عَلّ) بحذف لامِها الأولى.


وهي حرفُ جرّ شبيهٌ بالزائد، فلا تتعلَّقُ بشيءٍ. ومجرورها في موضع رفعٍ على أَنه مبتدأ. خبرهُ ما بعدَه.


وهي عندَ غير (عُقَيل)ناصبةٌ للاسم رافعةٌ للخبر، كما تقدَّم.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-03-2012, 10:14 AM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

2- مَا الزَّائدَةُ بعْدَ الجارِّ

قد تُزادُ (ما) بعدَ (من وعن والباء)، فلا تَكفُّهنَّ عن العمل، كقوله تعالى: {مِمّا خَطيئاتهم أُغرِقوا}، وقولهِ: {عَمّا قَليلٍ ليُصبحنَّ نادمينَ}، وقولهِ: {فَبما رَحمةٍ من الله لِنتَ لَهُم}.


وقد تُزادُ بعدَ (رُبَّ والكافِ) فيبقى ما بعدَهما مجروراً، وذلك قليلٌ، كقول الشاعر:


رُبَّما ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقيلٍ

بَيْنَ بُصْرى وَطَعْنَةٍ نَجْلاءُ

وقولِ غيره:

وَنَنْصُرُ مَوْلانا، ونَعْلَمُ أَنَّهُ

كمَا النَّاسِ، مَجْرومٌ عَلَيْهِ وجارِمُ

وإنما وجبَ أَن تكونا هنا عاملتينِ، غيرَ مكفوفتينِ، لأنهما لم تُباشِرا الجملة،

وإنما باشرتا الاسم.

والاكثرُ أن تُكُفّهما (ما) عن العملِ، فيدخلانش حينئذٍ على الجُمَلِ الاسميّة والفعليّة كقول الشاعر:


أَخٌ ماجِدٌ لَمْ يُخْزِني يَومَ مَشْهَدٍ

كمَا سَيْفُ عَمْرٍ ولَمْ تَخُنْهُ مَضارِبُهْ

وقولِ الآخر:


رُبَّما أَوْفَيتُ في عَلَمٍ

تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ

والغالب على (رُبَّ) المكفوفةِ أَن تدخلَ على فعلٍ ماضٍ، كهذا البيت. وقد تدخلُ على فعلٍ مضارع، بشرط أن يكونَ مُتَحققَ الوقوع، فيُنزّلُ منزلة الماضي للقطع بحصولهِ، كقولهِ تعالى: {رُبَما يَودُّ الذينَ كفروا لو كانوا مُسلمينَ}. ونَدَرَ دخولها على الجملة الاسميّة، كقول الشاعر:


رُبَّما الْجَامِلُ المُؤَبَّلُ فيهِمْ

وعَناجيجُ بَيْنَهُنَّ المِهارُ

3- واوُ رُبَّ وفاؤُها


قد تُحذَف (ربَّ)، ويبقى عملُها بعد الواو كثيراً، وبعد الفاء قليلاً، كقول الشاعر:


وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ، أَرْخى سُدُولَهُ

عَلَيَّ. بِأَنْواعِ الهُمومِ، لِيَبتَلي

وقولهِ:


فَمِثْلِكِ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ

فَألْهيْتُها عَنْ ذي تَمائِمَ مُحْوِلِ

4- حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ قِياساً


يُحذَفُ حرفُ الجَرِّ قِياساً في ستَّة مواضع:


أ- قبلَ أنْ، كقوله تعالى: {وعَجِبوا أن جاءَهم مُنذرٌ منهم}، أي: لأنْ جاءهم، وقولهِ: {أوَ عَجِبتُمْ أنْ جاءكم ذِكرٌ من ربكم على رجلٍ منكم}، وقولِ الشاعر:


اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا لا نُحِبُّكُمُ

وَلا نَلومُكُمُ أَن لا تُحِبُّونا

أي: على أن لا تُحبُّونا.


ب- قبلَ أنَّ، كقولهِ تعالى: {شهِدَ اللهُ أنهُ لا إِله إلا هو}، أي: شَهِدَ بأنهُ.

واعلم أنهُ إنما يجوزُ حذفُ الجارِّ قبلَ (أن وأنَّ)، إن يُؤمَنِ اللَّبسُ بحذفهِ. فإن لم يُؤمَن لم يَجز حذفهُ، فلا يقالُ: (رغِبتُ أن أفعلَ)، لإشكالِ المراد بعدَ الحذفِ، فلا يَفهمُ السامعُ ماذا أردتَ: أرَغبَتك في الفعلِ، أم رغبَتَكَ عنه؟ فيجبُ ذكرُ الحرف ليتعيَّن المرادُ، إلا إذا كان الإبهامُ مقصوداً من السامع.

ج- قبلَ (كي) الناصبةِ للمضارع، كقولهِ تعالى: {فرَددناهُ إلى أمهِ كي تَقرَّ عينُها}، أي: لكي تَقرَّ.


واعلم أن المصدرَ المؤوَّل بعد (أنْ وأنَّ وكيْ) في موضع جرَّ بالحرف المحذوف، على الأصحَّ. وقال بعض العلماءِ: هو في موضعِ النصب بنزعِ الخافض.


د- قبلَ لفظِ الجلالة في القسم، نحو: (اللهِ لأخدمنَّ الأمةَ خدمةً صادقةً)، أي: والله.


هـ- قبلَ مُميّز (كم) الاستفهامية، إذا دخل عليها حرفُ الجرِّ، نحو: (بكم درهم اشتريتَ هذا الكتابَ؟) أي: بكم من درهم؟ والفصيحُ نصبُهُ، كما تقدَّم في باب التمييز، نحو: (بكم درهماً اشتريته؟).


و- بعدَ كلامٍ مُشتملٍ على حرف جرّ مثله، وذلك في خمس صُوَر:


الأولى: بعد جوابِ استفهامٍ، تقول: (مِمَّنْ أخذتَ الكتاب؟)، فيقالُ لك: (خالدٍ)، أي:

من خالد.

الثانية: بعد همزةِ الاستفهام، تقولُ: (مررتُ بخالدٍ)، فيقالُ: (أخالدِ ابنِ سعيدٍ؟) أي: أبخالدِ بنِ سعيد؟.


الثالثة: بعدَ (إن) الشرطّيةِ، تقولُ: (إذهبْ بِمنْ شئتَ، إنْ خليلٍ، وإنْ حسَنٍ) أي: إن بخليلٍ، وإن بحسنٍ.


الرابعةُ: بعدَ (هَلاَ)، تقولُ: (تصدَّقتُ بدرهمٍ)، فيقالُ: (هَلاّ دينار)، أي: هلاّ تَصدَّقتَ بدينار.


الخامسة: بعد حرف عطفٍ مَتْلُوٍّ بما يصحُّ أن يكونَ جملةً، لو ذُكرَ الحرفُ المحذوفُ، كقولك: (لخالدٍ دارٌ، وسعيدٍ بُستانٌ)، أي: ولسعيد بستانٌ، وقولِ الشاعر:


ما لِمحُبٍّ جَلَدٍ أَنْ يَهْجُرا

وَلا حَبيبٍ رَأْفةٌ فَيَجْبُرَا

وقولِ الآخر:

*أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظى بِحاجتِهِ
ومُدْمِنِ الْقَرْعِ لِلأَبوابِ أَنْ يَلِجا

أي: وبِمُدمنِ القرع. ومنهُ قولهُ تعالى: {وفي خَلقكم وما يَبُثُّ من دآبَّةٍ آياتٌ لقومٍ يُوقنونَ، واختلافِ الليلِ والنهار وما أنزلَ اللهُ من السماءِ من رزقٍ، فأحيا به الأرضَ بعد موتها، وتصريفِ الرِّياح، آياتٌ لقومٍ يعقلون}.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-03-2012, 10:24 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

5- حَذْفُ حَرْفِ الجَرِّ سَمَاعاً

قد يُحذَف الجَرِّ سَمَاعاً، فينتصبُ المجرورُ بعدَ حذفهِ تشبيهاً لهُ بالمفعول به.
ويُسمى أيضاً المنصوب على نزعِ الخافض، أي: الاسمَ الذي نُصبَ بسبب حذفِ حرفِ الجرِّ، كقولهِ تعالى: {ألا إنَّ ثمودَ كفروا ربَّهم}، أي: بربهم، وقولهِ: {واختارَ موسى قومَهُ أربعينَ رجلاً} أي: من قومه، وقولِ الشاعر:

تَمُرُّونَ الدِّيارَ وَلَمْ تَعُوجُوا
كَلامُكُمُ عَلَيَّ إذاً حَرامُ

أي: تَمُرُّونَ بالديار، وقولِ الآخر:

أَمَرْتُكَ الخَيْرَ: فافْعَلْ مَا أُمرْتَ بهِ
فَقَدْ تَرْكْتُكَ ذا مَالٍ وَذا نَشَبِ

أي: أمرتُك بالخير، وقولِ غيرهِ:

أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنباً لَسْتُ مُحْصِيَهُ
رَبَّ الْعِبادِ، إِلَيهِ الْوَجْهُ والعَمَلُ

أي: أستغفرُ اللهَ من ذنب.

ويُسمّى هذا الصنيعُ بالحذف والإيصال، أي: حذفِ الجارَّ وإيصالِ الفعل الى المفعول بنفسهِ بلا واسطة. وقال قومٌ: إنهُ قياسي. والجمهورُ على انهُ سماعيٌّ.

ونَدَرَ بقاءُ الاسمِ مجروراً بعد حذف الجارِّ، في غير مواضع حذفهِ قياساً. ومن ذلك قولُ بعضِ العربِ، وقد سُئلَ: (كيف أصبحتَ؟) فقال: (خيرٍ، إن شاءَ اللهُ)، أي: (على خير)، وقولُ الشاعر:

إذا قيلَ: أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَبيلَةً
أَشارَتْ كُلَيْبٍ بالأَكُفِّ الأَصابِعُ

أي: إلى كليب. ومثلُ هذا شُذوذٌ لا يُلتفتُ إليه.


6- أَقسامُ حَرفِ الجَرِّ


حرفُ الجرَّ على ثلاثة أقسام: أصليٍّ وزائدٍ وشبيه بالزائد.
فالأصليُّ: ما يحتاجُ الى مُتعلَّق. وهو لا يُستغنى عنه معنًى ولا إعراباً، نحو:
(كتبتُ بالقلم).

والزائدُ: ما يُستغنى عنه إعراباً، ولا يحتاجُ إلى مُتعلّق. ولا يُستغنى عنه معنًى، لأنهُ إنما جيءَ به لتوكيد مضمونِ الكلام، نحو: (ما جاءَنا من أحدٍ) ونحو: (ليسَ سعيدٌ بمسافرٍ).

والشِّبيهُ بالزائدِ: ما لا يُمكن الاستغناءُ عنهُ لفظاً ولا معنى، غيرَ أنهُ لا يحتاجُ إلى مُتعلّق.

وهو خمسةُ أحرفٍ: (رُبَّ وخَلاَ وعدا وحاشا ولَعَلَّ).
(وسمي شبيهاً بالزائد لأنه لا يحتاج إلى متعلّق. وهو أيضاً شبيهٌ بالأصلي من حيث أنه لا يستغنى عنه لفظاً ولا معنى. والقول بالزائد هو من باب الاكتفاء، على حد قوله تعالى: {سرابيل تقيكم الحرّ}، أي: وتقيكم البرد أيضاً).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-03-2012, 10:25 AM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

7- مَواضِعُ زِيادَةِ الجارِّ

لا يُزادُ من حروفِ الجرّ إلا (من والباءُ والكافُ واللام).
وزيادتها إنما هي في الإعراب، وليستْ في المعنى، لأنها إنما يُؤتى بها للتَّوكيدِ.

أمّا الكافُ، فزيادتها قليلةٌ جداً. وقد سُمعت زيادتها في خبر (ليس)، كقوله تعالى: {ليسَ كمثلهِ شيءٌ}، أي: (ليس مثلَه شيءٌ)، وفي المبتدأ، كقول الراجل: (لَواحِق الأقرابِ فيها كالمَقَقْ). وزيادتها سماعيّة.
[الأقراب: الخواصر. مفردها قُرُبْ بضمتين فسكون. والمقق بفتح الميم والقاف: الطول الفاحش مع رقة، وهو يصف خيلاً]

وأمّا اللامُ فتُزادُ سماعاً بينَ الفعل ومفعوله. وزيادتها في ذلك رديئةٌ.

قال الشاعر:

وَمَلَكْتَ ما بَيْنَ الْعِراقِ ويَثْرِبٍ
مُلْكاً أَجارَ لِمُسْلِمٍ وَمُعاهِدِ

أي: أجار مسلماً ومعاهداً.

وتُزادُ قياساً في مفعولٍ تأخَّرَ عنه فِعلُهُ تقويةً للفعل المتأخر لضَعفهِ بالتأخُّر، كقولهِ تعالى: {الذينَ هم لربهم يَرهبون}، أي: ربهم يَرهبون، وفي مفعول المشتقِّ من الفعل تقويةً لهُ أيضاً، لأنَّ عملَهُ فَرعٌ عن عملِ فعلهِ المشتقَّ هو منه، كقوله تعالى: {مُصَدِّقاً لِما مَعَهم}، أي: مصدقاً لما معهم، وقولهِ: {فَعَالٌ لما يُريد}، أي: فَعّالٌ ما يريد وقد سبق الكلام عليها.
وأمّا (مِن) فلا تُزادُ إلا في الفاعل والمفعول به والمبتدأ، بشرط أن تُسبَقَ بنفيٍ أو نهي أو استفهامٍ بهَلْ، وأن يكون مجرروها نكرةً. وزيادتها فيهنَّ قياسيّةٌ. ولم يشترط الأخفش تَقدُّمَ نفي أو شبههِ، وجعل من ذلك قولهُ تعالى: {ويكفّر عنكم من سيئاتكم}، وقولهُ: {فَكلُوا مِمّا أمسكنَ عليكم}. و (من) في هاتين الآيتين تحتملُ معنى التبعيض أيضاً. وبذلك قال جمهور النُّحاة. وأقوى من هذا الاستشهاد الاستدلالُ بقوله تعالى: {ويُنَزِّلُ من السماء، من جبال فيها، من بَرَدٍ}. فمن في قوله: (من برد) لا ريب في زيادتها، وإن قالوا: إنها تحتمل غيرَ ذلك، لأنَّ المعنى: أن يُنزَّل بَرَداً من جبالٍ في السماءِ.

فزيادتها في الفاعل، كقوله تعالى: {ما جاءَنا من بشير}.

وزيادتها في المفعول، كقوله: {تَحِسُّ منهم من أحد}.
وزيادتها في المبتدأ، كقوله: {هل من خالقٍ غيرُ اللهِ يَرزُقُكم!}.
وأما الباءُ فهي أكثر أخواتها زيادةً. وهي تزادُ في الإثباتِ والنفي. وتزاد في خمسةِ مواضعَ:

أ- في فاعل (كفى)، كقوله تعالى: {وكفى بالله وليّاً، وكفى بالله نصيراً}.

ب- في المفعول به، سماعاً نحو: (أخذتُ بزمامِ الفَرَس)، ومنه قولهُ تعالى: {ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلُكةِ}، وقولهُ: {وهُزِّي إليكِ بِجِذعِ النَّخلة}، وقوله: {ومَنْ يُرِدْ فيه بإِلحادٍ}، وقولُهُ: {فَطفِقَ مَسحاً بالسُّوقِ والأعناقِ}.

ومنهُ زيادتُها في مفعولِ (كفى) المُتعدَّيةِ إلى واحدٍ، كحديثِ: (كفى بالمرءِ إثماً أن يُحدِّثَ بكلِّ ما سَمِعَ).

وتُزادُ في مفعولِ (عَرَف وعَلِمَ - التي بمعناها - ودَرَى وجَهِلَ وسَمِعَ وأحسَّ).

ومعنى زيادتها في المفعول به سَماعاً أنها لا تُزادُ إلا في مفعول الأفعال التي سُمعت زيادتها في مفاعيلها، فلا يُقاسُ عليها غيرها من الأفعال. وأمّا ما وَرَد، فلك أن تَزيدَ الباءَ في مفعوله في كل تركيب.
ج- في المبتدأ، إذا كان لفظَ (حَسْب) نحو: (بِحَسبِكَ درهمٌ)، أو كان بعدَ لفظِ (ناهيكَ)، نحو: (ناهيكَ بخالدٍ شجاعاً)، أو كان بعدَ (إذا الفُجائيّةِ، نحو: خرجتُ فإذا بالأستاذِ)، أو بعدَ (كيفَ)، نحو: (كيفَ بِكَ، أو بخليل، إذا كان كذا وكذا؟).

د- في الحال المنفيّ عاملَها. وزيادتها فيها سَماعيّةٌ، كقولِ الشاعر:

فَما رَجعَتْ بِخائِبَةٍ رِكابٌ
حَكيمُ بْنُ المسيِّبِ مُنْتَهاها

وقولِ الآخر:

كائِنْ دُعيتُ إلى بَأْساءَ داهِمَةٍ
فَما انبَعَثْتُ بِمَزءُودٍ وَلا وَكَلِ
[المزءُود: المذعور. (زأده: أخافه وأذعره)، والوَكَل: العاجز الضعيف]

وجعلَ بعضهُم زيادَتها فيها مَقيسةً، والذوقُ العربيُّ لا يأبى زيادَتها فيها.

هـ- في خبر (ليسَ وما) كثيراً، وزيادتها هنا قياسيّةٌ. فالأولُ كقوله تعالى: {أَليسَ اللهُ بِكافٍ عبدَه}، وقولهِ: {أَليسَ اللهُ بأحكمِ الحاكمين}. والثاني كقوله سبحانهُ: {وما رَبُّكَ بِظلاّمٍ للعبيد}، وقولهِ: {وما اللهُ بغافلٍ عمّا تعملونَ}.

وإنما دخلت الباءُ في خبر (إنَّ) في قوله تعالى: {أَوَ لَمْ يَرَوا أنَّ اللهَ الذي خَلَقَ السّمواتِ والأرضَ، ولم يَعيَ بخلقهنَّ، بقادرٍ على أنْ يُحييَ المَوتى، بَلَى، إنهُ على كلِّ شيءٍ قديرٌ}، لأنه في معنى (أَوَلَيسَ) بدليلِ أَنهُ مُصَرحٌ بهِ في قولهِ عز وجلّ: {أَوَ لَيس الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ بقادرٍ على أن يَخلُقَ مِثلَهم، بَلَى، وهو الخلاّقُ العليمَ}.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-03-2012, 09:54 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

8- مُتَعَلَّقُ حَرْفِ الجَرِّ الأَصلِيِّ

مُتعلًَّقُ حرفِ الجرِّ الأصليِّ: هو ما كانَ مُرتبطاً به من فعلٍ أو شَبهِهِ أو معناهُ. فالفعلُ نحو: (وقفتُ على المِنبرِ). وشِبهُ الفعلِ، نحو: (أَنا كاتبٌ بالقلم). ومعنى الفعل نحو: (أُفٍّ للكُسالى).


وقد يَتعلَّقُ باسمٍ مُؤوَّلٍ بما يُشبهُ الفعلَ، كقولهِ تعالى: {وهو اللهُ في السّموات وفي الأرض}، فحرفُ الجرِّ متعلقٌ بلفظ الجلالة لأنه مُؤوَّلٌ بالمعبود، أي: وهو المعبودُ في السموات وفي الأرض، أو: وهو المُسمّى بهذا الاسم فيهما. ومثلُ ذلك أَن تقولَ: (أَنتَ عبدُ اللهِ في كلِّ مكان)

[أي: أنت المعروف والمسمى بهذا الاسم. وحرف الجر متعلق بعبد الله]
و (خالدٌ لَيثٌ في كل موقعةٍ).
[أي: هو الشجاع في كل موقعة. فحرف الجر متعلق بليث]
ومن ذلك قول الشاعر:

وَإن لِساني شُهْدَةٌ يُشْفى بِها

وَهُوَّ عَلى مَنْ صَبَّهُ اللهُ عَلْقَمُ
[الشُهدة، بضم الشين: العسل في شهده. وهوّ، بفتح الواو مشددة وهي لغة همدان]

فحرفُ الجرّ: (على) متعلق بعلقم، لأنه بمعنى (مُرّ)، وأراد به أَنه صعب أو شديد، وقولُ الآخر:


ما أُمُّكَ اجتاحَت الْمَنايا

كَلُّ فُؤَادٍ عَلَيْكَ أُمُّ
[ اجتاحت: أهلكت]

فحرف الجر متعلق بأم، لأنها بمعنى (مُشفِق).


وقد يَتعلقُ بما يُشيرُ إلى معنى الفعلِ، كأداةِ النفي، كقوله تعالى: {ما أَنتَ بنعمةِ ربكَ بمجنونٍ}. فحرفُ الجر في (بنعمة) مُتعلقٌ بما، لأنهُ بمعنى (انتفى).

وقد يُحذَفُ المتعلَّقُ. وذلك على ضربين: جائزٍ وواجبٍ.

فالجائزُ أَن يكون كوناً خاصاً، بشرطِ أن لا يضيعَ الفهم بحذفه، نحو: (بالله)، جواباً لمن قال لك: (بِمَن تَستعينُ؟).

والواجبُ أَن يكون كوناً عاماً، نحو: (العلمُ في الصُّدورِ. الكتابُ لخليلْ, نظرتُ نورَ القمر في الماءِ. مررت برجلٍ في الطريق).


9- محَلُّ الْمَجُرورِ مِنَ الإِعرابِ


حكمُ المجرور بحرف جرّ زائدٍ أَنهُ مرفوعُ المحلِّ أَو منصوبهُ، حَسبَ ما يَطلبهُ العاملُ قبلهُ.


(فيكون مرفوع الموضع على أنه فاعل في نحو: (ما جاءنا من أحد). والأصل: ما جاءنا أحدٌ. وعلى أنه نائب فاعل في نحو: (ما قيل من شيء). والأصل: ما قيل شيءٌ. وعلى أنه مبتدأ في نحو: (بحسبك الله)؛ والأصل: حسبُك الله. ويكون منصوب الموضع على أنه مفعول به في نحو: (ما رأيت من أحد)، والأصل: ما سعى سعياً يُحمد عليه. وعلى أنه خَبر (ليس) في نحو: {أليس الله بأحكم الحاكمين}. والأصل: أليس الله أحكم الحاكمين).


أمَّا المجرورُ بحرفِ جرٍّ شبيهٍ بالزائد، فإن كان الجارُّ (خَلا وعَدا وحاشا)، فهو منصوب محلاً على الاستثناءِ.


وإن كان الجارُّ (ربَّ) فهوَ مرفوعٌ محلاً على الابتداءِ، نحو: (رُبَّ غَنيٍّ اليومَ فقيرٌ غداً. رُبَّ رجلٍ كريمٍ أكرمتُهُ). إلاّ إذا كان بعدها فعلٌ مُتعدٍّ لم يَأخذ مفعولهُ، فهو منصوبٌ محلاًّ على أَنهُ مفعولٌ به للفعل بعدَهُ، نحو: (ربَّ رجلٍ كريمٍ أَكرمتُ). فإن كان بعدَها فعلٌ لازم، أَو فعلٌ متعدّ ناصبٌ للضمير العائدِ على مجرورها فهو مبتدأ، والجملةُ بعدَهُ خبرهُ، نحو: (رُبَّ عاملٍ مجتهدٍ نَجَحَ. ربَّ تلميذٍ مجتهدٍ أكرمتُهُ).


وأمّا المجرورُ بحرفِ جَرّ أصليّ فهو مرفوعٌ محلاًّ، إن ناب عن الفاعل بعد حذفهِ، نحو: (يؤخذُ بِيَدِ العاثرِ. جيءَ بالمُجرم الفارِّ) أو كان في موضع خبرِ المبتدأ، أو خبرِ (إنَّ) أو إحدى أخواتها، أَو خبر (لا) النافية للجنسِ، نحو: (العلمُ كالنور. إن الفَلاَحَ في العمل الصالحِ لا حَسَبَ كحُسنِ الخُلُقِ).

وهو منصوب محلاًّ على أَنهُ مفعولٌ فيه، إن كان ظرفاً، نحو (جلستُ في الدار. سرتُ في الليل). وعلى أنه مفعولٌ لأجله غيرُ صريحٍ، إن كان الجارّ حرفاً يُفيد التّعليلَ والسببيّة، نحو: (سافرتُ للعلم، ونَصِبتُ من أَجلهِ، واغتربتُ فيه). وعلى أنه مفعولُ مُطلَق، إن ناب عن المصدر، نحو: (جرى الفرسُ كالرِّيح).

[أي جرى جرياً كجري الريح. فلما حُذف المصدر نابت عنه صفته].

وعلى أنه خبرٌ للفعل الناقص، إن كان في موضع خبرهِ. نحو: (كنت في دِمَشقَ)
.
وإن وقعَ تابعاً لِمَا قبلهُ كان محلُّهُ من الإعراب على حسَب متبوعهِ، نحو: (هذا عالمٌ من أَهل مِصرَ. رأَيتُ عالماً من أَهل مَصر. أَخذتُ عن عالمٍ من أَهل مَصر).


فإن لم يكن، أي المجرور، شيئاً ممّا تقدَّمَ كان في محلِّ نصبٍ على أنهُ مفعولٌ به غيرُ صريحٍ، نحو: (مررتُ بالقومِ، وَقفتُ على المِنبر. سافرتُ من بيروت إلى دِمشقَ).



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 3 (0 عضو و 3 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .