جزيرة أبو موسى العربية هى آلآخرى أغتصبت و أحتلت ثم أقتطعت رسميا من الجسد العربى عام (1971 ) وتتشيّخها إيران منذ ثلاثة (3) عقود وتمددت فيها كباقى الجزر والاراضى العربية التى احتلتها بدراية الانكليز وحثهم خلال حقبة (70) السبعينات وما تلاها ، واحتلال ايران هو من منطلق الاتفاق مع بريطانيا سابقا على ملكية احتلال الجزر وباقى الاراضى العربية وليس من منطلق القوة . اما حاليا فقد جاء الفرس بلباس (جبة) جديد يسمى (القانون الدولي) الذي بموجبه فرضوا نفوذهم واحتلالهم على العرب الضعفاء ، نتيجة لاستمرار الحرب الاستعمارية (الأميركية - الاوربية) في بلاد المسلمين والتى آهلتهم لتمدد مشروعهم القومى والطائفى ، فضلا عن حصر مهام مايسمى حفظ الأمن الدولي في أيادي (الأميركان - الاوربيين) ، ونفوذهم المشترك من طرف واحد عن طريق (القانون الدولي) ، وعلى غرار ذلك حصل الايرانيون على حق احتلال الجزر وتمديد النفوذ فى الدول العربية من دون اعتراض غربى . .
الفعل ورد الفعل : نتيجة لائملات الغرب على عملائه فى مشيخات الجزيرة لذا زج آل سعود بما يسمى (درع الجزيرة) لسحق ضجيج التبعية الايرانية القائم فى مشيخة آل ثانى (البحرين) دون حسابات وتكتيك مسبق . مما دفع الفرس لخطف وأحتلال جزيرة أبو موسى كرد فعل مقابل . وردة فعل الفرس هذه لاتختلف عن ردة فعلهم تجاه العراق . حينما طالب الزعيم عبد الكريم قاسم بإقليم خوزستان (عربستان) . مما دفع الشاه في عام 1969 مستغلا مغادرة الزعيم و ضعف النظام البعثي الجديد الذي كان قد وصل إلى السلطة قبل عام واحد فقط . فقام الشاه بإعلان الغاء معاهدة عام 1937 التى إبرمت مع الخلافة العثمانية من جانبه فقط ، وحشد قواته العسكرية البرية والجوية والبحرية على طول خط الحدود مع العراق .
بالنسبة للأوساط السياسية العالمية تتفهم هذه اللعبة من جانب الضباع الفارسية ، واسباب حصولهم على ملكية احتلال الجزر الان ، وما الهدف منه فى الوقت الحاضر ايضا . وشندقة رويبضات كال نهيان فهى مجرد ثرثرة كلامية ، خصوصا وقد كان ال نهيان خلال الحرب العراقية الايرانية تربطهم بالخمينى علاقات وثيقة جدا . وقد حمّل المرحوم صدام حسين على خياناتهم والحد من الوقوف بجانب الفرس ضد العرب ، وبناءا على هذه الخيانات امتنع الاعلام العراقى والعربى عن المطالبة ثم الكف نهائيا عن قضية احتلال الجزر العربية الثلاث من قبل ايران ..
أستنادا الى دوائر بحوث مركز دراسات الخليج فى جامعة البصرة – العراق " ان إيران احتلت الجزر الثلاث لعقد كامل ، وان ال نهيان (مشايخ الامارات) لم يثيروا قضية احتلال الجزر العربية ، وذلك لكونهم ليس مخوّلى بحق المطالبة او أثارة القضية الا بامر آمريكى/ بريطاني . وذكرت الدراسة التي لخصت ان قضية الجزر آمست تحت أشراف السفيريين البريطانى – والامريكى ، نتيجة لتغلغلهما الكبير في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية فى جزيرة العرب ، وما تمليه عليهما ادارة بلدييهما و اللذان لم يبديا اى رغبة بأثارة القضية وفقا لمصالحهما وعلاقتهما المرتبطة بايران. وربما قد يكلف ال نهيان شكليا عبر اللجؤء لمحكمة العدل الدولية .. جامعة البصرة – مركز دراسات الخليج العربى / القبة الفلكية – (1980) . ..
فهل من المنطق ان تفّرس ايران جزر العرب (3) الثلاث الطنب الكبرى والصغرى وابو موسى ولم نر من جرذان مشيخات الجزيرة "المتعفنة" والتى تاءمرت بآلآمس على العراق فعل ما . فعلى آقل تقدير همسة او دعوة لاجتماع عربى طارئ فى (جامعة سايكس- بيكوا) لتدارس حال الجزر التى آغتصبت غصبا على انوفهم ؟!.
ولماذا لا يستعان فئر الشارقة ، وجرذ ابو ظبى ودبى ، ومراهق المهلكة النفطية ابن سلول بسادتهم الامريكان والانكليز ، كما فعل اسلافهم بالتاءمر على العراق عام 1990. ؟!
لماذا لم يستدع سادتهم لاعادة جزرهم التى سرقها الصفويين فى رابعة النهار دون كلمة تذكّر؟!. وكاءن ارض العرب حرام على العرب وحلال لليهود الصهاينة والصفويين الفرس. وفيما الامريكى يوزع ما يشاء منها ، والانكليزى ينعم بهبات عوائد النفط ؟!.
وماذا تعنى محكمة لاهاى لاعاة جزر العرب. فلماذا لم ندرج ارض فلسطين فى جدول اعمال لاهاى . وهل الصفويون الجدد يعيرون اهمية لمحكمة لاهاى ولجرذان الجزيرة والخليج عامة.
آليس على ابناء الجزيره والخليج ان يسددوا رميهم اعتمادا على انفسهم قبل ان يلتهمهم الوحش الصفوى الجائع لابتلاعهم والذى احاطهم من كل حدب وصوب واصحاب المعالى العفنين لايعوا ما انقضى وما سوف ينقضى ومامضى ومابقى .؟!.
فالصفويون الجدد يعدوا انفسهم سادة الخليج ، وجبابرة مياهه ، وكسروات ماضيه. اما العرب فى اماراتهم ومشيخاتهم المتفرقة المتناحرة ماهم آلآ عبيد الغرب.
ورغم أن جريمة العدوان معترف بها وفق القانون الدولي منذ 1945 فى- محكمة الجنايات الدولية - . لكنها لا تزال بدون نظام قضائي بشأن الجرائم الدولية ولذلك ايران واثقة من الفعل وعدم رد الفعل وما يبرر عدم خوفها هو ان أكثر الجرائم خطورة فى العصر الحاضر ، هى جريمة احتلال العراق التى ارتكبت بدون قرار الامم المتحدة ، وجريمة الأنظمة العربية المنصبة التى سهلت وساهمت فى احتلال العراق ودفعت نفقات الحملة العسكريه الغربية على العراق (كآل سعود وباقى الدمى ) دون ان تتعرض لعارض ..
اضافة الى جرائم الاعتقالات الجماعية والتعذيب والقتل للالاف من الموقوفين من شباب العراق من قبل قوات الاحتلال آلآمريكى والمليشيات الطائفية الشيعية ، وجرائم قتل وتشريد ملايين المدنيين العراقيين داخل العراق وخارجه ، وجرائم تبديد وسرقة أموال العراق ، وجريمة نهب آثار العراق وتهريبها الى امركا واوربا
، وعلى اثرهذه الجرائم اصبحت محكمة الجنايات الدولية مشروعا إمريكيا تعاقب بموجبه امركا كل من يقف ضدها ويفضح جرائمها الدموية ويعرى سياساتها الرعناء وهو الذى شجع ايران فى المضى قدما فى سياسة الاحتلال وبسط نفوذها على العالم العربى بالتعاون مع الغرب وعدم التخوف من آتون حرب محتملة ضدها.. .
ناهيك عن جزرنا الباقية المحتلة ، كجزيرتى "صنافير" و" تيران" وتلكا الجزيرتين المغتصبتين المسلوبتين تئنان تحت الاحتلال الصهيوني منذ حزيران 1967، ولم يبد آل سعود اهتمام يذكر لمتابعة القضية او آثارة القضية فى محكمة لاهاى على آقل تقدير ، وذلك خوفا من آلاساءة لسادتهم فى كيان صهيون المركب غربيا . وقد غابتا تلك الجزيرتيين تماماً عن الذاكرة العربية و الجامعة العربية والإمة العربية برمتهما ..
فالأراضي العربية تئن تحت براثن المحتلين منذ سقوط الخلافة العثمانية ، ابتداءا بالأراضي الفلسطينية و مرتفعات الجولان السوري والاراضى المصرية كصحراء سيناء و مزارع شبعا اللبنانية ، ومنذ عدة عقود منصرمة تم استرهان بقية الاراضى العربية الى الاحتلاليين الغربى والفارسى . ..
وللتاريخ فقط :
عزم العراقيون بقيادة المرحوم صدام حسين فى تحرير محافظة الكويت (19) يعد اولى رفعة للعرب وآسمى قامة للمسلمين ، وذلك بدل من احتلال الحرس الثوري الايراني والجيش الامريكى ، لعاصمة الخلافة الاسلامية بغداد ولجزيرة أبو موسى .. .
راجع :
الكويت المحافظة التاسعة عشر (19)
" عناقيد النار - جدلية التأويل في السياسة العراقية " .. السعدون
............