إن للأخلاق مكانة عظيمة في ديننا،حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) رواه التِّرمذيُّ. وقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس خلقاً . والأخلاق سبب عظيم في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحبها وقربه منه يوم القيامة ( إن من أحبكم إلىَّ أحسنكم أخلاقاً ) رواه البخاري .
وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة، قال : {تقوى الله، وحسن الخلق}. رواه الإمام أحمد والترمذي وحسّنه الألباني.
وقد كانت الأخلاق السمة البارزة في سيرة سلف هذه الأمة، فأولوها اهتمامهم قولاً وعملاً وسلوكاً.
يقول الحسن رحمه الله: [[حسن الخلق بش الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى ]].
ويقول عبد الله بن المبارك رحمه الله: [[حسن الخلق في ثلاث خصال: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسعة على العيال ]].
حتى قال بعضهم: لأن يصحبني عاصٍِ حسن الخلق، أحب إلي من عابد سيء الخلق.
كان هذا خلقهم فماذا عنا نحن اليوم .. ماذا عن خلف هذه الأمة .. ألم يئن الأوان أن نعود لأخلاق ديننا وسلفنا الصالح ..
أخيفي الله أختي في الله ألم يئن الأوان إلى ترك المنكرات و إتباع الهدى والثبات عليه .. ألم يئن الأوان إلى ترك الاستهتار و العودة إلى الله .. أم هل مازال في العمر بقية و من يضمن لك(ي) أنك(ي) لن تموت(ي) الآن في هذه اللحظةهل يسعدك(ي) لو مت(ي) و أنت على هذه الحال من البعد عن الله؟ و إتباع الشهوات هذا غير القلق و الأرق و الملل و الحزن و المضار النفسية للمعصيةعلى العبد.
و الآن أنت بين خيارين أولهما إتباع الشهوات مع مضار جسدية ونفسية كثيرة وظلمة في القلب هذا غير العذاب في الآخرة إن لم تتوب(ي).
والثاني التوبة إلى الله و ما ينجر عنها من انشراح في القلب و علاج من عديد الأمراض و وقاية من الأمراض الجسدية و النفسية هذا غير النعيم المقيم فيجنات النعيم.
فأنظر(ي) و حكم(ي) عقلك(ي) و أختار(ي) الأصلح لك(ي) فإماالاسترسال وراء الشهوات مع مضارها هذا غير العذاب في الآخرة أم زجر النفس عن الشهوات والتمتع بكل ما هو مباح هذا غير النعيم في الآخرة.
قال صلى الله عليه وسلم
: (( اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها،
وخالق الناس بخلق حسن))
[ الراوي: أبو ذر الغفاري - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 1987- خلاصة حكم المحدث: حسن ]