يوم المرأة العالمي
يحتفل العالم غدا بيوم المرأة العالمي. أود بهذه المناسبة أن أتقدم من جميع النساء في العالم وفي العالم العربي على وجه الخصوص بالتهنئة وأن أتمنى لهن المزيد من التقدم وتحقيق آمالهن وأحلامهن. الطريق لا يزال طويلا للحصول على حقوقهن الكاملة وعلى المساواة التي ناضلت المرأة في العالم طويلا لإقرارها في المجتمعات وفي القوانين. ومع ذلك فقد تحققت خطوات جبارة كانت مجرد أحلام قبل بضعة عقود.
اليوم هناك نساء بارزات في عالم السياسة وفي المجالات العلمية وفي كل حقل من حقول العمل الجسدي أو الفكري. التعليم لم يعد حكرا على الصبيان في العائلة، وارتياد الجامعة للتحصيل العالي أصبح أمرا عاديا. بطبيعة الحال الأمر لم يتم بين ليلة وضحاها، بل إن ما تتمتع به المرأة اليوم هو نتاج عمل وكفاح وتضحيات قامت بها بشجاعة نساء اضطلعن بدور استثنائي في تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن وما يبدينه من تصميم.
الأمم المتحدة، التي اعتمدت هذا التاريخ، تعلن في كل عام عن موضوع تعبوي لهذا اليوم. وموضوع هذا العام الذي هو"- حق المساواة هو تقدم للجميع" يؤكد - كيف أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتمتعها بكامل حقوق الإنسان والقضاء على الفقر هي أمور حاسمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويشدد على الدور الحيوي للمرأة بوصفها عاملا مهما من عوامل التنمية. في رسالته للمرأة قال الأمين العام بان كي مون:
” فالبلدان التي تكون فيها نسبة المساواة بين الجنسين أكبر يكون نموها الاقتصادي أفضل، والشركات التي تولي أمور قيادتها لعدد أكبر من النساء يكون أداؤها أحسن، واتفاقات السلام التي يشترك في إعدادها عدد أكبر من النساء تكون أدوم أثرا، والبرلمانات التي يشغل مقاعدها عدد أكبر من النساء تستن تشريعات أكثر في القضايا الاجتماعية الرئيسية كالصحة والتعليم ومناهضة التمييز ومؤازرة الطفولة. فثمة إذن دليل واضح على أن تمتع المرأة بالمساواة يحقق التقدم للجميع.“
المرأة العربية تقوم أيضا بدور هام على مختلف الأصعدة غير أن ذلك يتناقض والخلفية المقلقة لاستمرار التمييز على الصعيد القضائي، وعدم توفر الحماية المناسبة من العنف الجنسي، وعدم إتاحة الفرص المتكافئة في مكان العمل. هذا لا يعني أن المرأة العربية هي وحدها التي تعاني من هذا التمييز وهذا العنف، ولكنها وهي من شاركت في الثورات ودفعت أثمانا باهظة من أجل الحرية السياسية تستحق التمتع بحريتها في المجتمع. الحرية ليست طبعا في اللباس والتزين والعلاقات وحسب، بل في تمتعها بحقوق قانونية تحترم كيانها وتدافع عن كرامتها الإنسانية وتكفل لها حرية الاختيار والمساواة في المجتمع وتحميها من العنف من أي جهة أتى.
المجتمع العربي يشهد تغييرا سياسيا غير مسبوق، فهل تكون المرأة وحقوقها جزءا من هذا التغيير أم يبقى المجتمع رجوليا يستبعد نصفه الآخر وتصبح الحرية التي قاتل من أجلها شعارا فارغ المضمون؟
|