نقد رواية تاء الخجل لفضيلة الفاروق
أخرستنى الدهشة فيما واصلت الحديث:
-أى قانون هذا الذى يجبر المرأة على قبول ثمرة الاغتصاب كرامتها وإنسانيتها فى أحشاءها "ص66
ومع هذا ذكرت فضيلة أن الطبيب شعر بالذنب تجاه المغتصبة الحامل كما بينت أن العديد من المغتصبات انتحرن فقالت :
"خفت أن تكون هى المنتحرة لكنها كانت هناك مع أرانبها الصغيرة مع رائحة البرتقال مع أحزان فلسطين المنبعثة عبر الراديو مصحوبة بعزف الناى يقود جوقته الخاصة فى معزوفة هادئة وضعت حقيبتى جانبا وخرجت من الغرفة لأستفسر عما حدث نفسها الفتاة التى طلبت الاجهاض البارحة أشعر بشىء من الذنب نحوها قالها الطبيب ص79
وتحدثت فضيلة عن انتحار المغتصبة رزيقة فقالت:
"-حين تشفين تماما سأمر أنا وأنت على جسر ملاح سليمان إنه مخصص للراجلين فقط وستشعرين بلذة الاهتزاز عليه وسأريك تمثال قسطنطين فى شارع محطة السكك الحديدية منذ عهده سنة313 قبل الميلاد والمدينة تحمل اسمه غدا سأسرد لك المزيد عنها الآن يجب أن أعود إلى الحى لقد تأخرت
كانت سعيدة عندما تركتها وقد استغربت أن انتحار زريقة لم يهزها كأنها كانت تتوقعه كأنها تقبلته كأنها تمنته لها ص86
وقالت:
"كتبت ما يقارب الست صفحات عن رزيقة صليت صلاة الفجر وعدت إلى الكتابة تقدمت كثيرا فى العمل على روايتى بل أشرفت على إنهائها قتلت كل أبطالى تقريبا لم يبق غير نصر الدين أبعدته أكثر من مرة عن الموت اخترعت له ألف سبب للقائى ولكن بطلتى التى ارتديت قناعها لم تعد تفكر بالحب صارت تفكر فى الرحيل وهاهى تنشد بصوت خافت ص87
وتتحدث عن الموت وتأثيره على الناس فتقول:
"بعض اللغات وجدت فقط لتخفف من وزن الموت لأن بعضها يضاعف من وزنه ووقعه يقع المخطوط من يدى تناثر على البلاط سقط الكلام من اللسان تناثر على البلاط لماذا ماتت؟ص91
وحديثها عن اختلاف اللغات فى المعانى والتخفيف والتضعيف كلام غير علمى فكل اللغات سواء فى التعبير عن المعانى
ومناقشة فضيلة للقضية تشير إلى النظام لا يهمه الشعب من الأساس فلو كانوا يهمهم الشعب أو حتى يريدوا أن يرحموا المغتصبات لغيروا القانون فسمحوا باجهاض المغتصبة
وفى الإسلام المغتصبة يحق لها اجهاض الحمل كما يحق للبكر من المغتصبات عمل غشاء بكارة جديد من باب قوله تعالى :
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
ومن باب قوله تعالى:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
وتحدثت فضيلة فى أماكن متفرقة عن حبها لمكان معيشتها فقالت:
"قسنطينة ليست سوى صخرتين صلصال وكلس وحرارة عواطفها انحسرت مع البحر الذى كان يغطيها منذ مئة وخمسين مليون عام ص88"
وقطعا معلوماتها خاطئة تعبر عن إيمانها غير العلمى بشىء لم يره أحد ولم يعايشه أحد من مئة وخمسين مليون عام وهو ما يناقض المنهج العلمى ذاته
كما تحدثت عن آلام البشر فى المدينة من خلال الغلاء والحاجة فقالت:
"إنها مدينة تشبه الحكايات تشبه النساء المفخخات بالألم تشبه الجوارى والحريم وتشبه الكمنجة التى لا تكف عن الأنين ص13
وتحدثت عن انتشار الفقر والجريمة فى الجزائر من خلال انتشارها فى مدينتها فقالت:
"وأطفال هنا وهناك تحت أشجار هذه الحديقة الصغيرة يبيعون السجائر ومن تحت الطاولات يبيعون المخدرات قسنطينة الجميلة وحده الفقر تطاول على عفتك أنت المدينة التقية التى كانت لا تدخلها الخمور مات تاريخك الجليل وصارت حدائقك تعج بالشواذ والسكارى والمخدرات على بعد مئة متر يتجاور الطهر والنجاسة ص63
وقد قالت فضيلة كلمة تدل على الثقافة المشوهة عندها فهى ترغب فى الصلاة وطلب السلام على طريقة إلفيس بريسلى فتقول:
"عدت إلى واقعى لم لا يصلى الناس مثلما كانوا يصلون على أيام إلفيس ويطلبون المغفرة والرحمة وإحلال السلام ص58
الغريب أن فى أيام إلفيس كانت حرب فيتنام وكمبوديا ولاوس وكانت الولايات المتحدة غارقة حتى أذنيها فى القتل والقتال
وقد أنهت فضيلة الرواية بالفقرة التالية وإن لم تكن فى أخرها:
"سرت فى حى القصبة وكأنى أمشى فى جنازة ولا أدرى أين ضعت بعدها لكننى وجدت نفسى فى مكتبى بمقر الجريدة فى أخر النهار كتبت الكثير وقلت فى النهاية رفقا بالقوارير سلمت أوراقى سلمت أخر انكساراتى وحين عدت إلى بيت بنى مقران فى اليوم التالى كنت أحضر حقيبة لرحيل أطول كنت قد اقتنعت أن الحياة فى الوطن معادلة للموت ص92
الحل فى الفقرة كان الهجرة فالجزائر أصبحت عندها هى الموت وأما الحياة فى خارجها فهى الحياة
|