وقال أبو حامد الغزالي الشافعي: ((والذي ينبغي الاحتراز منه: ((التكفير))، ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله: خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم)) ووأد فتنة التكفير فريضة دينية، وضرورة اجتماعية، ولن يكون ذلك إلا عبر تفنيد شبهات أصحاب الفكر التكفيري المنحرف، وإزالة ما علق في أذهانهم، وأشرب في قلوبهم من انحرافات الفهم لنصوص القرآن والسنة ونصوص أهل العلم... لم يكتف الإسلام في حربه على الإرهاب بالتحذير من الغلو في التكفير الذي هو أسه وأساسه، بل حرم كل الأسباب والطرق المؤدية إليه من الترويع ولو على سبيل المزاح، والإشارة بالسلاح، بل حرم مجرد الخدش ولو من غير قصد! فكيف بالقتل بغير حق؟!" التكفير هو أمر من الله يقوده الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر فكل من ارتكب ذنبا كافرا حتى يتوب منه ويظل صاحبه كافر طالما أصر على الذنب وبدلا من أن يحدثنا العنبرى لماذا انحدرت الأمة إلى ما هى فيه من ظلم وهزائم متوالية من كل حدب وصوب حدثنا عن التكفير وعدم التكفير هو الذى تسبب فى ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو من جعلنا ننحدر وسنظل فى الانحدار طالما ننصر الحكام الظلمة على الناس طالما نجعل الضحايا غالبا هم الإرهابيين بمعنى المعتدين بينما المعتدين ندعو لهم على المنابر بالنصر والرحمة بدلا من ان ندعو عليهم الرجل فى بقية البحث ينقل روايات لنصرة من يدافع عنهم فالمفجرون كلهم عنده سواء فهم فى النار وأما الظلمة الفجرة وهم الحكام ففى الجنة وفى هذا قال : "((كان الصحابة يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال ما يضحككم فقالوا لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )) رواه أحمد وأبو داود. وقال الشوكاني(في الحديث دليل على أنه لا يجوز ترويع المسلم ولو بما صورته صورة المزح)) وفي حديث أبي هريرة المتفق على صحته: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)). قال ابن حجر: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وان لم يكن المحذور محققا سواء كان ذلك في جد أو هزل . وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - ) من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه)). وفي حديث جابر المتفق على صحته( أن رجلا مر بأسهم في المسجد قد أبدى نصولها فأمر أن يأخذ بنصولها كي لا يخدش مسلما )). فإذا كان لا يجوز الترويع ولو مزاحا، والخدش ولو بدون قصد، فكيف بسفك دماء الأبرياء بغير حق، فلا عجب أن يقف الشارع الإسلامي موقفا صارما من الإرهابي، لا سيما وقد ارتكب كثرة كاثرة من الخطايا العظيمة والجرائم الكبيرة، من الخروج على الحكام، ونقض العهد و البيعة، والغدر والخيانة ، وقتل المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وتشويه صورة الإسلام، وصد الناس عن الدخول فيه!! ولا محيص أن نقف عند بعض المواقف الشرعية والعقوبات الإلهية التي توعد بها إسلامنا هؤلاء الإرهابيين، لعلهم ينتهون أو يتذكرون! وليهلك من يهلك منهم عن بينة!، وليكف الذين في قلوبهم مرض ممن يرمون ديننا بالإرهاب والوحشية! الإرهابي ليس منا نحن المسلمين عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من حمل علينا السلاح فليس منا)) متفق عليه. وعن ابن مسعود، قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) متفق عليه وعن الحارث الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع)) أخرجه الترمذي. قال الخطابي : الربقة ما يجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلا تشرد ، يقول من خرج من طاعة إمام الجماعة أو فارقهم في الأمر المجتمع عليه، فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها، فإنها لا يؤمن عليها عند ذلك الهلاك والضياع انتهى ." مما لاشك فيه أن القاضى قبل أن يصدر حكما لابد له أن يدرس كل جوانب المسألة فالمظلوم الذى يفجر نفسه لأنه ابنه أو قريبه قتله النظام أو لا يقدر على الانفاق على عائلته أو لأن المسئول يريد الزنى مع زوجته أو قريبته ليس معتديا وإنما المعتدى هو من ظلمه ابحث أولا عمن ارتكب الظلم الأول فهذا هو المعتدى ولذا قال تعالى : " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا" وقد استثنى الله كل المظلومين من عقاب سبهم لظالميهم فقال : "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " بالقطع الإسلام لا يقر التخريب والتدمير وقتل غير المعتدين وهم الظالمين ولكنه قرر أن لكل مظلوم حق يجب أن يعطى له فإن لم يوجد من ينصره ويعطيه له فمن حقه أن يبحث عن طريق يستعيد به بعض حقه أو كرامته وقال : الإرهابي تلبس بإحدى الموبقات عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات (يعني المهلكات) قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) متفق عليه."