عالمنا هو العالم الذي وصفه انشتاين بالعالم الثلاثي الابعاد (طول - عرض - ارتفاع) ويمثل رياضيا بـ (محور x - محور y محور z) واضاف انشتاين محورا رابعا هو المحور t وهومحور الزمن ليضفي الحركة على الاشياء المادية التي لا يمكن ان تتجاوز هذه الابعاد. يقول بعض العلماء أن هناك أبعاد مكانية أخرى وفيها تتواجد كائنات أخرى، قد يكون هذا احد التفسيرات حول الكائنات الفضائية، لكنه برايي الشخصي قد يكون تفسيرا مؤكدا حول مكان تواجد الجن، فهم يتواجدون في ابعاد اخرى أكثر تعددا ولا نستطيع نحن البشر ادراكها، مما يجعل الجن قادرين على الدخول الى عالمنا لكن مع اعادة التشكل وفق المقاييس المادية المحدودة، والأمر اشبه بطائر يترك الفضاء الواسع الذي يحلق فيه ويدخل الى بيت مغلق او مغارة، فهم يكرهون هذا الانتقال ولا يمارسونه الا اضطرارا او عند وجود غاية اومصلحة من ذلك، أما ولوج الانسان من عالمه الى عالم الجن فلا يوجد مصادر كافية تتكلم عن ذلك.
ولا أقصد بوجود أبعاد أخرى ما تقوله نظرية الاكوان المتوازية، لأن نظرية الأكوان المتوازية تزعم أن في كل كون من الأكوان المتعددة نفس الأشخاص مع اختلاف الظروف الزمانية والمكانية، وهي نظرية مبنية على علم الاحتمالات وتدعي وقوع كل الاحتمالات الواردة لكل حدث بسبب هذا التعدد، مما يجعل هذا التعدد كبيرا جدا أو لا نهائيا!
لكن اعتقد أن نظرية الأوتار التي تقول بوجود 10 أبعاد في الكون، أي أنها أضافت ستة ابعاد افتراضية .. هي الأقرب لما أتحدث عنه من أن تلك الابعاد هي العالم التي تعيش فيه الكائنات الماورائية، مع التحفظ تجاه فرضية التوازي التي تقولها هذه النظرية ايضا.
وبالمحصلة ارى ان ما تقوله النظريتان يحتمل الخطأ الجزئي والنقص، وهما محاولة لادراك طيف بسيط مما وراء مدركاتنا. سأعرض الإجابة على هذا السؤال وفق العقيدة الإسلامية، لكن يبقى النقاش مفتوحا لكل الأخوة الكرام في التعليقات."
وقطعا لا وجود لتلك النظريات في عالمنا فلا وجود ابعاد اخرى كما تزعمون النظريات وغلا كان يمكن الاحساس بها ومعرفتها
وتحدث عن إنكار المسلمين لرجوع الموتى بعد موتهم فقال :
"هناك عدد من الباحثين المسلمين رأوا أن ارواح الموتى لا يمكن ان تعود الى الارض بل هي في عالم محجوز عن عالمنا، واستدلوا بالآية: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون (99) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون (100) المؤمنون.
الآية تقول بوضوح أن عودة الإنسان إلى الحياة الدنيا بعد موته أمر مستحيل، وأن هناك حاجز يحجز ارواح الموتى عن العودة إلى الحياة الدنيا."
ومص صراحة الآيات القرآنية إلا أن الرجل يريد تكذيبها بادعاء أن البرزخ هو أحد الأبعاد التى من الممكن ان يعيش فيها الجن والإنس متداخلين فقال :
"لكن ألا يمكن أن يكون ذلك البرزخ هو الحاجز بين عالمين منفصلين كينونة لكن متداخلين مكانيا؟ كما في حالة الجن التي شرحناها أعلاه لكن بأبعاد أخرى أيضا غير الأبعاد التي يعيش فيها الأنس والجن؟
هناك حديث نبوي يقول أن روح الميت تعود الى الأرض وتحديدا إلى القبر للسؤال، والقبر كما هو معلوم يمثل حيزا مكانيا مدركا في عالمنا، لكننا لا نرى ما ورد عن عذاب او نعيم القبر ... ألا يدل هذا على الانفصال الكينوني والتداخل المكاني في آن واحد؟
أي أن ما يحصل في القبر لا نراه لأنه يحصل في ابعاد لا تدركها حواسنا رغم انه في نفس الحيز المكاني.
هذا التداخل المكاني (تقاطع الإحداثيات المدركة مع الإحداثيات غير المدركة) قد يتيح - في حالات نادرة - ظهور روح الميت في عالمنا على شكل طيفي في حالات خاصة مثل التعلق الشديد لأم متوفاة بولدها، أوالموت المفاجئ ظلما وقهرا ... لكن دون أن يكون لها أي تأثير أوفعل أوتغيير في مجرى الأحداث.
وقد تظهر في الرؤى لتوصل رسالة، مستغلة خروج روح النائم مؤقتا من عالمها.
الروح تظهر أحيانا في عالمنا دون أن تغادر عالمها. الروح الهائمة تزور آثارها المتبقية من عالمنا دون أن تلجه، وتحن لها كما يحن الغريب الكهل لأطلال طفولته إذا ما عاد للوطن بعد سفر طويل ورأى كل شيء قد اندثر وحلت العمارة الجديدة على انقاض ذكرياته.
بناء على ما سبق فليس هناك وجه للقول أن ارواح الموتى - إن عادت - فإنها تعود للانتقام أو التصحيح أو تستطيع فعل أشياء ولو كانت بسيطة، بل أن الجن هي من تفعل ذلك، وأن الأشباح الضاجة التي ورد ذكرها في عدة قصص بعضها موثق ماهي إلا عفاريت مشاغبة من الجن تلجأ لإخافة البشر الذين لا يرغبون بوجودهم، وأرى أن الفرضية التي تقول أن القرين يعيش عمرا أطول من الانسان وهو بمثابة قاعدة بيانات عنه، وبالتالي فهو يستطيع أن يلعب دوره ويقلده ويدلي بمعلومات عنه في جلسات تحضير الأرواح، هي الأكثر ترجيحا.
يعزز ذلك أن جلسات الويجا المشهورة كثيرا ما أدت إلى أذية بعض المشاركين، وهذه الأذية هي فعل شيطاني .. يدل على ذلك الأعراض التي صاحبتهم لاحقا، إذ لا يعقل أن روح الميت - سواء كان صالحا او طالحا في الدنيا - بعد أن اصبحت في عالم الحقيقة وفي البرزخ الحاجز عن اي اضافة او تعديل في العمل، أن تعود لتعبث مع الأحياء وتؤذيهم!"
قطعا هذا الكلام هو تخريف مكذب لآيات القرآن فالجنة والنار الموعودتين في السماء حيث تنعيش أرواح الموتى كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون "
ومن ثم لا يمكن تداخل العوالم فالموتى في السماء والأحياء في الأرض وفى الجنة والنار يعيش الجن والبشر معا كما قال تعالى :
"وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
وتحدث عن رؤية الأشباح فقال :
"هل يمكن لعين الإنسان - من الناحية البنيوية - أن ترى شبحا؟
لكي ترى عين الانسان اي شيء يجب ان يكون هناك ضوء خارجي ياتي على هذا الشيء وينعكس الى العين .. او يجب ان يكون هذا الشيء مصدر للضوء (كالنار والمصباح مثلا) ... ولا يوجد احتمال ثالث، اللهم الا ما يسمى بالادراك اوالاستشعار الروحي (ايا كانت التسمية) الذي لا يستخدم العين، وهوما لا يمكننا اعتباره لأنه ليس موضوع بحثنا هنا
إذن لنعود الى الافتراضين الاول والثاني ...
- حسب الافتراض الاول: الاشباح تعكس النور الواقع عليها وهذا يعني انه لا يمكن رؤية الشبح في الظلام الدامس، ولابد من وجود مصدر نور لتمييزه، وان الشبح يتحصل على كثافة مادية من خلال طاقته الماصة ... .. أي أنه يمتص الذرات المحيطة فيظهر بها .. أو يمتص الضوء والحرارة المحيطة بنا، وبعض الباحثين يقول أن حصول البرودة المفاجئة في مكان ما تدل على حضور شبحي، وتبدو لي هذه الآلية الأكثر ترجيحا بالنسبة لظهور أرواح الموتى في تقاطع الإحداثيات بين عالمين كما ذكرت سابقا.
حسب الافتراض الثاني: الاشباح مصدر نور يظهر من خلال ولوج الشبح إلى عالمنا بشكل كامل، ويظهر ككائن مضيء في الظلام .. واعتقد أن هذه هي الآلية التي يظهر بها الجن، فهم كائنات مخلوقة من نار.
خلاصة الكلام أن الشبح اما روح او جن .. فإذا كان روحا لإنسان ميت فإنها تحتاج الى مجموعة من العوامل الذاتية والظرفية لتظهر لنا (في اليقظة أوفي المنام) دون أن يكون لها أي فعل أو تأثير لا على الأحياء ولا حتى على الجمادات، واذا كان جن (عفريت - شيطان - مارد) فإنه يحتاج الى تغيير بنيوي في طاقته ليصدر عنه الضوء الذي يعطيه شكلا فضلا عن قدرته على الولوج .. ويلعب خلل او ضعف الطاقة النفسية او قابلية الجذب التي يمتلكها الاشخاص المحيطين من الانس دورا في ذلك .. والجن في الحالة الطبيعية تهرب من اماكن سكن الانس بسبب تعاكس الطاقة وتفضل الاماكن النائية والموحشة والمهجورة .. والله اعلم."
وما ختم به الرجل المقال هو تكرار لنفس الخطأ وهو وجود الأشباح في أرضنا رغم أن آيات القرآن تكذب ما قاله
|