رد الميلانى على الدليل السابع:
"قوله (ص): «خير أُمّتي أبو بكر وعمر» هذا الحديث بهذا المقدار ذكره القاضي الايجي وشارحه وغيرهما أيضاً لكن الحديث ليس هكذا للحديث ذيل وهم أسقطوا هذا الذيل ليتمّ لهم الاستدلال فاسمعوا إلى الحديث كاملاً:عن عائشة قلت: يا رسول الله من خير الناس بعدك ؟ قال: «أبو بكر» قلت: ثمّ مَن ؟ قال: «عمر» هذا المقدار الذي استدلّ به هؤلاء لكن بالمجلس فاطمة قالت فاطمة: يا رسول الله لم تقل في علي شيئاً !قال: «يا فاطمة علي نفسي فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئاً ؟» فيستدلّون بصدر الحديث بقدر ما يتعلّق بالشيخين ويجعلونه دليلاً على إمامة الشيخين ويسقطون ذيله وكأنّهم لا يعلمون بأنّ هناك من يرجع إلى الحديث ويقرأه بلفظه الكامل ويعثر عليه في المصادر لكن الحديث ـ مع ذلك ـ ضعيف سنداً فراجعوا كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة"
الرجل رفض الحديث ثم عاد فاستشهد به على أفضلية على ثم عاد ورفضه مرة أخرى وهو تناقض فى المنهج والحديث ككل أحاديث الأفضلية والخيرية والحبية أحاديث موضوعة نخالف أن العالم الوحيد بالأفضلية هو الله كما قال "هو أعلم بمن اتقى"
"الدليل الثامن:
قوله (ص): «لو كنت متّخذاً خليلاً دون ربي لاتّخذت أبا بكر خليلاً»
رد الميلانى على الدليل الثامن:
"قوله (ص): «لو كنت متّخذاً خليلاً دون ربّي لاتّخذت أبا بكر» ويكفي في الجواب عن هذا الحديث أن نقول: إذا كان رسول الله قال في حقّ أبي بكر: «لو كنت متّخذاً خليلاً لاتّخذت أبا بكر» إذا كان قال هكذا في حقّ أبي بكر فقد جاءت الرواية عندهم في حقّ عثمان: إنّه اتّخذه خليلاً ! فبالنسبة إلى أبي بكر يقول «لو» أمّا في حقّ عثمان يقول: «اتّخذته خليلاً» يقول: «إنّ لكلّ نبيّ خليلاً من أُمّته وإنّ خليلي عثمان بن عفّان» فيكون عثمان أفضل من أبي بكر وأنا أيضاً ـ كما ذكرت هذا مرّة في بعض الليالي الماضية اعتقادي على ضوء رواياتهم في مناقب المشايخ ـ أرى أنّ عثمان أفضل من أبي بكر وعمر لمناقبه الموجودة في كتبهم ومن جملتها هذا الحديث لكنه حديث باطل مثله"
هذا الكلام ليس ردا وما قاله عن خلة عثمان لم يذكر الكتاب الذى ذكره ولم يذكر كتل السنة التى جعلت هذا الحديث باطلا
"الدليل التاسع:
قوله (ص) وقد ذكر عنده أبو بكر فقال رسول الله: «وأين مثل أبي بكر كذّبني الناس وصدّقني وآمن بي وزوّجني ابنته وجهّزني بماله وواساني بنفسه وجاهد معي ساعة الخوف»
رد الميلانى على الدليل التاسع:
"قوله: وأين مثل أبي بكر فقد فعل كذا وكذا زوّجني واساني بنفسه كذا جهّزني بماله إلى آخره وهذا الحديث:أمّا سنداً فقد أدرجه الحافظ السيوطي في كتابه اللالي المصنوعة بالأحاديث الموضوعة وأيضاً أدرجه الحافظ ابن عرّاق صاحب كتاب تنزيه الشريعة أدرجه في كتابه هذا المؤلف في خصوص الروايات الموضوعة ..."
طبقا لكتب الحديث والسيرة السنية التى لم يستشهد بها الميلانى على الحديث وما سبقه من عدة أحاديث فإنفاق الرجل مشهور فى تلك الكتب وكذلك إنفاق الأنصار على النبى(ص) والمهاجرين
"الدليل العاشر:
قول علي «خير الناس بعد النبيين أبو بكر ثمّ عمر ثمّ الله أعلم»
رد الميلانى على الدليل العاشر:
"ما رووه عن علي في فضل الشيخين منها الرواية التي ذكرها هؤلاء أنّه قال: خير الناس بعد النبيين أبو بكر ثمّ عمر ثمّ الله أعلم ليس هذا اللفظ وحده لهم أحاديث أُخرى وألفاظ أُخرى أيضاً ينقلونها عن علي في فضل الشيخين لكن:
أوّلاً:أبو بكر نفسه يعترف بأنّه لم يكن خير الناس ألم يقل: ولّيتكم ولست بخيركم؟ وهذا موجود في الطبقات لابن سعد أو: أقيلوني فلست بخيركم كما في المصادر الكثيرة وثانياً:ذكر صاحب الاستيعاب بترجمة أمير المؤمنين وذكر ابن حزم في كتاب الفصل وذكر غيرهما من كبار الحفّاظ: إنّ جماعة كبيرة من الصحابة كانوا يفضّلون عليّاً على أبي بكر فإذا كان علي بنفسه يعترف بأفضليّة الشيخين منه كيف كان أولئك يفضّلون عليّاً عليهما ؟ لقد ذكروا أسماء عدّة من الصحابة كانوا يقولون بأفضليّة علي منهم أبو ذر وسلمان والمقداد وعمّار وعلي يعترف بأفضليّة الشيخين منه هذه أخبار مكذوبة على أمير المؤمنين إذن لم نجد دليلاً من أدلّة القوم سالماً عن الطعن والجرح والاشكال إمّا سنداً ودلالة وإمّا سنداً على ضوء كتبهم وعلى ضوء كلمات علمائهم"
الميلانى يسير على هواه فقد رفض شهادة عائشة لأبى بكر لكونها ابنته وهاهو يرفض شهادة على وهو غريب عنه له لأنه لا تسير على هواه وكما قلنا هذه مصيبة روايات المناقب كلها أنها روايات موضوعة لم يقلها النبى (ص) صراحة ولا ضمنا لأنه هذا خروج على أن الله وحده الأعلم بمن اتقاه كما قال تعالى "هو أعلم بمن اتقى"
وبعد ذلك تناول الشق الثانى لدى الفريق الأقل من السنة وهو علماء الكلام الذين قالوا أن خلافة أبو بكر كانت بالإجماع وليس بالنص فقال:
"مناقشة الإجماع على خلافة أبي بكر:
ويبقى الإجماع إجماع الصحابة على خلافة أبي بكر وأنتم أعرف بحاله ..ولكن الذي يكفي أن أقوله هنا هو: أنّ صاحب شرح المقاصد وغيره من كبار علماء الكلام يقولون بأنّا عندما ندّعي الإجماع لا ندّعي وقوع الإجماع حقيقةً عندما نقول: قام الإجماع على خلافة أبي بكر ليس بمعنى أنّ القوم كلّهم كانوا مجمعين وموافقين على إمامته بل إنّ إمامته قد وقعت في الحقيقة ببيعة عمر فقط وفي السقيفة بعد النزاع بين المهاجرين والأنصار وإلقاء النزاع بين الأنصار الأوس والخزرج يكفي أنْ أُشير إلى هذا المطلب لكن مع ذلك عندما نراجع إلى هذه الكتب يقولون بأنّ الأولى أنْ نسكت عن مثل هذه القضايا ولا نتكلّم عنها فإنّ رسول الله قد أمر بالسكوت عمّا سيقع بين أصحابه لا داعي لطرح مثل هذه القضايا وللتعرض لمثل هذه الاُمور وإنّي أرى من المناسب أنْ أقرأ لكم نصّ عبارة السعد التفتازاني في شرح المقاصد لتروا كيف يضطربون وإنّهم إلى أين يلتجئون يقول السعد:إنّ جمهور علماء الملّة وعلماء الاُمّة أطبقوا على ذلك ـ أي على إمامة أبي بكر ـ وحسن الظن بهم يقضي بأنّهم لو لم يعرفوه بدلائل وإمارات لما أطبقوا عليه "
أما رد الميلانى فهو:
"قلت:
إذا كان كذلك إذا كنّا مقلّدين للصحابة من باب حسن الظن بهم فلماذا أتعبنا أنفسنا ؟ ولماذا اجتهدنا فنظرنا في الأدلة وجئنا بالآية والحديث كنّا من الأول نقول: بأنّا في هذه المسألة مقلّدون للصحابة فعلوا كذا ونحن نقول كذا لاحظوا ثمّ يقول التفتازاني:يجب تعظيم الصحابة والكفّ عن مطاعنهم وحمل ما يوجب بظاهره الطّعن فيهم على محامل وتأويلات سيّما المهاجرين والأنصار
خاتمة المطاف
وعندما ينقل السعد عن الإمامية قولهم: إنّ بعد رسول الله إماماً وليس غير علي لانتفاء الشرائط من العصمة والنص والأفضلية عن غيره ـ وقد رأيتم كيف كان هذا الانتفاء في بحوثنا السابقة ـ يتهجّم ويشتم الشيخ المحقق نصير الدين الطوسي وسائر علماء الإمامية "
والكلام ليس ردا وإنما هو ذكر لأحقاد تاريخية بين الفريقين من الشتائم وكما قلنا مسبقا لا حل لتلك الخلافات إلا بالتخلى عن تعظيم الأشخاص عند الفريقين فالأشخاص ليسوا الدين وإنما هم خارج الدين فالدين هو دين الله وليس أبو بكر وعمر وعلى وأولاده وأحفاده وليس معاوية ولا عثمان ولا غيرهم الدين هو أحكام الله وكل من ذكرناهم وغيرهم مجرد أفراد لا قيمة لهم إلا بإسلامهم
الدين برىء من كونه تعظيم أشخاص بعينها الدين هو أحكام الله التى يجب طاعتها
ثم ما الفارق بين الوثنيين وبين من يعظمون الأشخاص الموتى؟
كلاهما يعظمون من لا وجود حقيقة لهم فى عالمنا الظاهر فالموتى كالأوثان لا يضرون ولا ينفعون أحد
|