قطعا لا يمكن استبعاد شىء من هذه الاستنتاجات خاصة فى أديان الكهنة المرتبطة بالزراعة وهذا ملاحظ فى ديانة الهندوس وغيرها من الديانات المرتبطة بالمحاصيل والحيوانات الداجنة والتى يختلفون بها فى أعياد كثيرة
فى شم النسيم نجد مظاهر العيد هى :
أكل البصل والخس والملانة
أكل السمك المملح خاصة الفسيخ والسردين
الخروج للحدايق والغيطان
تلوين البيض
ومن الأمور المعتادة فى هذا الوقت من كل عام فى مصر هو إثارة قضية الأسماك المملحة فى وسائل الإعلام ونجد الوسائل تستضيف الأطباء وأخيرا رجال من يسمونهم رجال الدين وهى تسمية خاطئة وهم الفقهاء والدعاة والكل يحذر من أكل هذه الأسماك .
زمع هذا الخمور المحرمة لا تجد أحد يتحدث عنها فى وسائل الإعلام إلا نادرا مع أن النصوص فى تحريم شربها وصناعتها واضحة قاطعة ومع هذا يتحدثون عن شىء غير محرم ويريدون الوصول به لدرجة التحريم من خلال قاعدة لا ضرر ولا ضرار وهى قاعدة لا تستخدم عند البعض فى بلادنا إلا حسب الهوى
قاعدة لا ضرر ولا ضرار تسرى على كل الأطعمة المحللة فهى تصبح محرمة على من يريد أكلها إذا ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى وليس فى حالة الفسيخ والسردين والرنجة فقط .
السؤال الذى يطرح نفسه :
كم إنسان فى هذا اليوم المعروف بشم النسيم يصاب بالتسمم من أكل تلك الأسماك ؟
قل ألف أو عشرة آلاف من بين مائة مليون يتناولون تلك الأسماك وهذه نسبة لا تتعدى 001و%
إذا الخطأ ليس فى هذه الأسماك لأنها لو كانت فاسدة لأصيب الكل ولكن لما كانت النسبة لا تتعدى واحد من كل عشرة آلاف وهى نسبة مبالغ فيها جدا من عندى فإن هذه النسبة تكون ناتجة من سوء التخزين أو سوء الصناعة ويحدث يوميا أنه توجد حالات تسمم بأكلات أخرى
ومن ثم فمن يتحدثون عن الأمر من ناحية التحليل والتحريم غفلوا عن وجود حكم فى الإسلام يحرم أكل أى شىء فاسد إلا عند الاضطرار وهو قوله سبحانه :
" ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"
ويبدو أن هناك حركة جديدة تريد وضع أحكام جديدة فى الإسلام بعد توقف روايات الحديث الشفوية حيث قام البعض تجارا أو غير تجار بوضع أحاديث تروج لبعض الأطعمة مثل الحلبة "لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا" ومثل الجرجير "لو علم الناس ما فى الجرجير لزرعوه تحت السرير"ومثل الهريسة " أمرنى جبريل بأكل الهريسة لأشد بها ظهرى"
قطعا تجار يريدون مكسب تجار أخرين وكأن الدين مطية للتجارة
يرحمكم الله توقفوا عن الحديث عن خطورة الأسماك المملحة وانتبهوا لما يراد بكم وهو شغلكم عن المحرمات التى أصبحت محللات فى مجتمعنا الخمور والأدخنة ولحم الخنزير .
وتلوين البيض فى هذا اليوم يكون باللون الأحمر عند النصارى كما زعمت احدى الفتاوى وهو رمز إلى دم المسيح الجارى على الصليب والرجل لم يصلب مصداق لقوله تعالى :
" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
وتلك هى الفتوى الأشهر والتى اعتقد البعض أنها تبيح الاحتفال مع النصارى بشم النسيم ولكنها فى الحقيقة تحرم هذا الاحتفال وتتكلم كلاما معقولا وهى فتوى عطيه صقر
والعلاقة التى يمكن أن تربط بين شم النسيم وبين القرآن هى يوم الزينة فقد كان هذا يوم يخرج فيه فرعون وقومه متزينين بالزينات ويزينون فيما يبدو شوارعهم وكان هذا يوم معروفا لبنى إسرائيل ومنهم موسى (ص) ولذا حدده موسى(ص) ليكون يوما للمباراة مع السحرة حتى يكون يوما يرى المجتمع كله البرهان على صدق رسالته
وفى هذا قال تعالى :
"قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى"
بالطبع مصر القرآنية لا تمت بصلة لمصر الحالية فالمكان بعيد عن بعضه تماما ولكن الكفار الذين حرفوا التاريخ والجغرافيا ربطوا بينهم ببعض المعتقدات والآثار
قطعا لا توجد حرمة فى الأطعمة التى يأكلها الناس فى هذا اليوم ومن كان يأكلها متعودا عليها فى مواسمها فهو ليس بآثم كما قال تعالى :
"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
وإنما الآثم هو :
من يشارك فى احتفال وثنى شركى لا أساس له باعتباره رمزا لوحدة الوطن أو عيدا قوميا ويأكل تلك الأطعمة احتفالا باليوم فتلك الأمور عصيان لأمر الله بعدم وجود عيد فى ذلك اليوم
|