" فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)"
ومع هذا المعنى واحد وهو البعث بعد الموت ألأخير وليس بعثا دنيويا
ويدخلنا الطويل في متاهة فيقول :
"نأخذ أولا الأمة الحية وهي نحن ، فنحن العتيد المسئول الأول عن تنفيذ القرارات ، أما الأمة الميتة فهي القرين وهي المسئول الثاني عن نفس القرار وهي ليست في عفو من سؤال الله لأنها مشتركة في التفكير في وضع القرار وتصويره داخل أذهان العتيد ."
بالطبع القرين موجود في كل العصور وهو الصاحب يأتيان معا من الحياة إلى الموت كما قال تعالى :
""حتى إذا جاءنا قال يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم فى العذاب مشتركون"
ويحاول الطويل تفسير آيات المبعوثين أو المبعوثون على هواه فيقول :
ينقسم الذكر لكلمة مبعوثون خلال السبع مرات إلى قسمين أموات وأحياء كما ذكرت من قبل ، فاستمعي أيتها الأمة الحاضرة الحية ماذا يقول الله لنا في حديثه الواحد القرآن الكريم :
(١) الأولى على لسان رسول الآخرين لنا نحن التابعين لهود :
﴿وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَاۤءِ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۗ وَلَىِٕن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَیَقُولَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ﴾ [هود ٧]"
هود(ص) ليس في الكلام لا قبل الآية ولا بعدها وإنما هو خطاب لأحياء وليس لموتى كما يتوهم الطويل وقال :
(٢) والثانية على لسان الله لنا نحن المطففين حيث يقول :
﴿أَلَا یَظُنُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ﴾ [المطففين ٤]"
الخطاب بناس كانوا أحياء في عهد محمد(ص) وهم ألان موتى فالخطاب ليس لنا مباشرة وهو يتكرر في أمثالهم في كل عصر
ثم قال :
أما القسم الثاني من الذكر فهو خاص بالأمة الميتة وهو يشتمل جميعه على لفظ (لمبعوثون) حيث القرآن فيه يقص عليهم ما كان ينبأهم به من قبل خلال حياتهم الأولى حيث يقول الله :
(٣) ﴿وَقَالُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِیدࣰا﴾ [الإسراء ٤٩]
(٤) ﴿ذَ ٰلِكَ جَزَاۤؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَقَالُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِیدًا﴾ [الإسراء ٩٨]
(٥) ﴿قَالُوۤا۟ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [المؤمنون ٨٢]
(٦) ﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الصافات ١٦]
(٧) ﴿وَكَانُوا۟ یَقُولُونَ أَىِٕذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الواقعة ٤٧]
أي حد بيفهم ولديه عقل سليم سيفهم كلامي السابق جيدا لأنه واضح ومبين ومفصل ، كما أنه يحمل دلائل من القرآن ، لذلك فأنا أتحداك أن تستطيع اختراقه أو خرقه بغرض إبطاله أو النيل منه سواء كنت إنس أو جن .
أنتم أمة ميتة تم بعثكم للحياة مرة أخرى في خلق جديد ، ﴿أَفَعَیِینَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِی لَبۡسࣲ مِّنۡ خَلۡقࣲ جَدِیدࣲ﴾ [ق ١٥]"
والسؤال كيف يكون هؤلاء موتى والآيات تقول للنبى الخاتم(ص) قل لهم كذا مثل :
"وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18"
"وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) "
" بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
في الآيات مطلوب من النبى الخاتم (ص) أن يقول لهم الرد فكيف يكونون أموات وفى التالية يقول الله انظر كيف قالوا لك وهو قوله :
"انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)"
ويتهم الرجل الآمتين بعدم العقل والفهم فيقول:
"والآن دعني أقدم لك رد الأمتين على حديث الله لها بخصوص البعث سواء كانت الأمة الميتة أو الأمة الحية فهل هم يصدقون أم يكذبون بحديث الله :
أحب اطمن حضرتك وحضرتكي أن الأمتين لا يحملون عقول أو قلوب تفقه حديث الله لها فالأمتين كذبوا بحديث الله لهم حيث الأولى قالت :
﴿وَقَالُوۤا۟ إِنۡ هِیَ إِلَّا حَیَاتُنَا ٱلدُّنۡیَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِینَ﴾ [الأنعام ٢٩]
فهم ينفون بالكلية العودة للحياة الدنيا مرة أخرى .
أما الأمة الأخيرة فيردون على الله في كتبهم السحرية المسطورة حيث لسان حالهم يقول :
﴿إِنۡ هِیَ إِلَّا حَیَاتُنَا ٱلدُّنۡیَا نَمُوتُ وَنَحۡیَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِینَ﴾ [المؤمنون ٣٧]
فهم ينفون أنهم مبعوثون من بعد الموت ويقولون أننا سنموت وسنحيا من أجل دخول الجنة أو النار فقط ."
ويختم الرجل مقاله بتكرار نفس مقولة الأمتين فيقول :
"الأمتين المجموعتين الحاليين سواء الميتة وهي القرين أو الحية وهي العتيد زعيمهم واحد وهو إبليس الدجال الملعون ."
|