احلال القوم دار البوار :
سأل الله رسوله(ص)ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله والمراد هل لم تعرف بالذين تركوا حكم الله وأحلوا قومهم دار البوار والمراد وأدخلوا شعبهم مكان العذاب جهنم وهى النار يصلونها أى يذوقونها وبئس القرار أى وقبح المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران "وبئس المهاد"
والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)وكل مسلم أن الكفار تركوا طاعة نعمة أى حكم الله وعملوا بالكفر وهو الباطل فكان عقابهم هو دخولهم مع أهلهم النار حيث العذاب المستمر .
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار "
الكفار كانوا أقواما بور :
بين الله لنبيه (ص)أنه يوم يحشرهم أى يبعثهم مرة ثانية للحياة وما يعبدون أى:
"ما يدعون من دونه "كما قال بسورة الحج والمراد وما يزعمون أنهم يطيعونهم من غير الله فيقول للمعبودين بالزعم أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل والمراد هل أنتم أبعدتم خلقى هؤلاء عن الحق أم هم بعدوا من أنفسهم عن الحق؟
والغرض من السؤال إظهار كذب الكفار فى زعمهم عبادة المذكورين هنا فقالوا سبحانك أى الطاعة لحكمك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء والمراد ما كان يحق لنا أن نعبد من غيرك من آلهة مزعومة وهذا يعنى أنهم يعلنون عبادتهم لله فكيف يعبدونه وفى الوقت نفسه يدعون لعبادتهم وقالوا ولكن متعتهم وآباؤهم حتى نسوا الذكر ولكن أعطيتهم وآباؤهم الرزق حتى تركوا طاعة الإسلام وكانوا قوما بورا أى وكانوا ناسا خاسرين وهذا اتهام للكفار بأنهم السبب فى ضلال أنفسهم فيقال للكفار فقد كذبوكم بما تقولون والمراد فقد جحدوكم بالذى تزعمون فلا تستطيعون صرفا أى نصرا والمراد فلا تقدرون على عمل أى إنقاذ لهم ويبين الله للناس أن من يظلم منهم أى من يكفر منهم نذقه عذابا كبيرا أى عقابا أليما مصداق لقوله بسورة الحج :
"نذقه من عذاب أليم "
وفى هذا قال تعالى :
"ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا فقد كذبوكم بما تقولون فلا تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا "
البور فى الفقه :
لم يستعمل الفقهاء الكلمة البور إلا فى التعبير عن الأرض التى لا تصلح وهى التى من الممكن أن يصلحها صاحبها بالنفقة عليه بتكون أرض زراعية أو أرض مبنية أو أرض مصنع أو غير هذا مما يدخل على الإنسان مال
والأرض البوار يطلق عليها الفقهاء :
الرض الموات ولهم فيها كلام اختلفوا فيه مثل : استصلاح الأرض البور الغير مملوكة لأحد معروف فيجب عند بعضهم استئذان الحاكم وهو ولى المر عند البعض وعند البعض الأخر لا يجب الاستئذان ومن أصلح أرضا بورا فهى له
والحق أنه لا يجوز لحاكم أو لفرد أيا كان أن يصلح أرضا من نفسه وإنما المجتمع يخصص طائفة لاستصلاح تلك الأراضى بزراعتها أو الانتفاع بها كمصانع أو غير هذا و الربح الناتج يقسم على كل المسلمين والطائفة تعطى رواتب فقط على عملهم لقوله تعالى فى اشتراك المسلمين فى الأرض :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
ونجد فى الواقع الحالى :
مصطلح التبوير وهو يستخدم ليطلق على أعمال متعددة منها :
الأول تحويل الأرض النافعة للزرع أو التصنيع إلى أرض بور بغرض بيعها كأرض مبانى
الثانى تجريف التربة الزراعية وبيعها كمادة خام لمصانع الطوب
الثالث ترك الأرض بدون زراعة أو بدون تشغيل للمصنع سواء كان هذا نتيجة خلافات بين الملاك أو نتيجة موت من كان يعمل بها أو غير هذا
الرابع حرق الأرض وما عليها بغرض الانتقام أو بغرض الحصول على تعويض أو لغرض أخر
وكل هذه الأعمال محرمة باعتبارها افساد للصالح فى الأرض وكلها يدخل ضمن المنهى فى قوله تعالى :
" ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "
|