نقد كتاب رسالة في حديث الوصية بالثقلين الكتاب والسنة
نقد كتاب رسالة في حديث الوصية بالثقلين الكتاب والسنة
الكتاب تأليف علي الحسيني الميلاني وهو يدور على حديث الوصية بالثقلين وبطلانه فى روايات السنة وفى المقدمة قال
"أما بعد
فهذه رسالة وضعتها في تحقيق ما روي عن رسول الله (ص)أنه قال «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي» ولا سيما الذي جاء في بعض الكتب من أنه قال ذلك في خطبته في حجة الوداع"
ثم نقل روايات الحديث ومن رواه فقال
"نصوص الخبر ورواته
إن خبر الثقلين «كتاب الله وسنتي» غير وارد إلا في كتب معدودة من كتب الحديث والسيرة
رواية مالك بن أنس :
وإن أقدم رواة هذا الخبرـ فيما نعلم ـ هو مالك بن أنس ـ المتوفى سنة 179 هـ ـ حيث جاء في «الموطأ»«وحدثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله (ص) قال تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه»
رواية ابن هشام:
وذكر ابن هشام ـ المتوفى سنة 218 هـ ـ في كتابه في «السيرة النبوية» الذي هذب فيه كتاب محمد بن إسحاق خطبة الرسول (ص)في حجة الوداع، وقد جاء فيها عنه أنه قال «وقد تركت فيكم ما إن آعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا كتاب الله وسنة نبيه»
رواية الحاكم:
وأخرج الحاكم النيسابوري ـ المتوفى سنة405 هـ ـ قائلا
«حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأ العباس بن الفضل الأسقاطي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس وأخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، ثنا جدي، ثنا ابن أبي أويس، حدثني أبي، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس:
إن رسول الله (ص)خطب الناس في حجة الوداع فقال قد يئس الشيطان أن يعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم، فاحذروا يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه ، إن كل مسلم أخ المسلم، المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلآ ما أعطاه عن طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
وقد احتج البخاري باحاديث عكرمة، واحتج مسلم بآبن أبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم وهذا الحديث لخطبة النبي (ص)متفق على إخراجه في الصحيح يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟
وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب، ويحتاج إليها وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة أخبرنا أبو بكر ابن إسحاق الفقيه، أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي، ثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض»
رواية البيهقي ورواه أبو بكر البيهقي ـ المتوفى سنة 458 هـ ـ بقوله «أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، ثنا جدي، ثنا ابن أبي أويس، ثنا أبي، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) خطب الناس في حجة الوداع فقال يا أيها الناس؛ إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، كتاب الله وسنة نبيه
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، أنبا العباس بن الهيثم، ثنا صالح ابن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله (ص) إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما أو عملتم بهما كتاب الله وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض»
رواية ابن عبد البر :
ورواه ابن عبد البر القرطبي ـ المتوفى سنة 463 هـ ـ بسندين
أحدهما روايته الخبر بإسناده عن داود بن عمرو الضبي، عن صالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرةوهذا هو الذي أخرجه الحاكم وسنتكلم عليه
والأخر روايته التي وصل بها خبر «الموطأ» قائلا «نا عبد الرحمن بن يحيى، قال نا أحمد بن سعيد، قال نا محمد بن إبراهيم، قال نا علي بن زيد العرايضي، قال نا الحنيني، عن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال قال رسول الله (ص) تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه (ص)»
رواية القاضي عياض:
ورواه القاضي عياض اليحصبي ـ المتوفى سنة 544 هـ ـ بقوله«وقال عليه السلام فيما أخبرنا به القاضي أبو علي الحسين بن محمد ـ رحمه الله ـ قراءة مني عليه، قال أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفضل أحمد بن أحمد الأصبهاني، قال أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ، قال أخبرنا عبدالله بن محمد بن جعفر، أخبرنا بنان بن احمد القطان، أخبرنا عبدالله بن عمر بن أبان، أخبرنا شعيب بن إبراهيم، أخبرنا سيف بن عمر، عن أبان بن إسحاق الأسدي، عن الصباح بن محمد، عن أبي حازم، عن أبي سعيد الخدري، قالقال رسول الله (ص) أيها الناس، إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي، فلا تفسدوه، وإنه لا تعمى أبصاركم ولن تزل أقدامكم، ولن تقصر أيديكم، ما أخذتم بهما»
رواية السيوطي:
ورواه جلال الدين السيوطي ـ المتوفى سنة 911هـ ـ في كتابه «الجامع الصغير» قال «تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض عن أبي هريرة»
رواية المتقي الهندي:
وعقد الشيخ علي المتقي الهندي ـ المتوفى سنة975 هـ ـ في الجزء الأول من كتابه «كنز العمال» الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنة، فاورد فيه الخبر كما يلي
875 ـخلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن أبي هريرة
876 ـتركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسني، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض عن أبي هريرة»
941 ـإن الشيطان قد يئس أن يعبد بارضكم عن ابن عباس»
954 ـيا أيها الناس، إني تارك فيكم ما ان اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، كتاب الله وسنة نبيه عن ابن عباس
955 ـكتاب الله وسنتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض أبو نصر السجزي في الإبانة وقال غريب جدا ـ عن أبي هريرة»
نظرات في أسانيد الخبر:
قد ذكرنا أهم أسانيد الخبر في كتب القوم وقبل الورود في النظر في أسانيده لا بد من أن نشير إلى أمور
1 ـ إن هذا الخبر مما أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في كتابيهما المعروفين بالصحيحين، وكم من حديث صحيح سندا لم يأخذ القوم به معتذرين باتفاق الشيخيين على تركه !
2 ـ انه خبر غير مخرج في شيء من سائر الكتب المعروفة عندهم بالصحاح، فهو خبر اتفق أرباب الصحاح الستة وغيرهم على تركه
3 ـ انه خبر غير مخرج في شيء من المسانيد المعتبرة كمسند أحمد بن حنبل، وقد نقلوا عن أحمد أن ما ليس في المسند فليس بصحيح
4 ـ انه قد صرح غير واحد من رواة هذا الخبر بغرابته؛ قال الحاكم «ذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب» وقد نص على صحة سند الخطبة المشتملة على الاعتصام بالعترة، وقال السجزي ـ كما في» كنز العمال» ـ «غريب جدا»"
روايات الحديث فيها ثلاثة أقوال متناقضة ففى رواية التمسك بكتاب الله فقط وهى "إن اعتصمتم به، كتاب الله" والرواية الثانية كتاب الله والسنة وهى قولهم "كتاب الله وسنة نبيه" والرواية المناقضة الثالثة وهى كتاب الله وعترتى وعترتى أهل بيتى ولم يذكرها الميلانى رغم أنه وردت فى كتب أهل السنة
وبالقطع لا يمكن أن بقول النبى(ص) سوى شىء واحد وهو اتباع الوحى المنزل
|