نقد كتاب الآثار الإيمانية والأمنية من كلام رب البرية
نقد كتاب الآثار الإيمانية والأمنية من كلام رب البرية
المؤلف هو رضوان بن ياسين الشهابى وتحدث عن كون القرآن هو المعجزة فقال : "فإن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة ،التي أصبحت معالم الوثنية بها تالدة فما أشرفه من كتاب يتضمن صدق متحمله ورسالة تشتمل على قول مؤديها بين فيه سبحانه أن حجته كافية هادية ولا يحتاج مع وضوحها إلى بينة تعدوها أو حجة تتلوها وأن الذهاب عنها كالذهاب عن الضروريات والتشكك في المشاهدات ولذلك قال عز ذكره "ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " وقال عز وجل " ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون " وتحدث عن العلاقة بين الإيمان والأمن فقال: "المبحث الأول:العلاقة والترابط بين الآثار الإيمانية والآثار الأمنية: العلاقة بين الأمن والإيمان، من جميع جوانبها جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى، وأوضحها في حال الأمم السابقة وفي حالنا نحن لنتعظ ولنعتبر، فالله تبارك وتعالى يقول: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون وقال تعالى: ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم "ويقول جل شأنه" وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقه "وآيات كثيرة تبين أنه لا أمن ولا رخاء ولا سعادة ولا طمأنينة إلا بالإيمان بالله تبارك وتعالى، وأن كل من يبحث عن الأمن في نفسه، أو مجتمعه، أو أمته فإنه لن يجده إلا في الإيمان بالله فعليه أولا أن يؤمن بالله، وأن يخضع أعماله وجوارحه وهواه لله تبارك وتعالى، يكون تابعا لما جاء به محمد (ص)من الهدى والنور والحق والسنة. ولهذا يقول جل شأنه في حال الطرف الآخر: " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " ويقول تبارك وتعالى في حال الطرف الآخر الذي لم يحقق الإيمان:" " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا " والعلاقة بين الأمن وبين الإيمان تتضح من نفس مبنى الكلمة في اللغة العربية، فإن الإيمان تتركب حروفه الأصلية من نفس الكلمة التي تتركب منها حروف الأمن، وهي الهمزة والميم والنون (أمن)، هذه المادة -مادة (أمن)- يشتق منها الإيمان، وتدل عليه كما تدل على الأمن، وتدل على مادة أخرى وهي (الأمانة) فنجد أن الأمانة والأمن والإيمان متقاربة في الاشتقاق في اللفظ، فهي متقاربة في المعنى وفي الدلالة، ويقول النبي (ص)تأييدا لذلك: {المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم } أو كما قال (ص)." والعلاقة بين الإيمان والأمن ليست في كل الأحوال مرتبطة وإنما يوجد مع الإيمان خوف كما قال تعالى : "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" وتحدث عن كون الأمانة مدلول الإيمان فقال : "والأمانة يقول الله تبارك وتعالى فيها:" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان إنه كان ظلوما جهولا فما هذه الأمانة" هي نفس عبء وحمولة الإيمان بالله وعبادة الله تبارك وتعالى التي قال فيها في موضع آخر: وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون فالأمانة هي مدلول الإيمان، وهي تشمل جميع الإيمان. فالأمن في الأوطان نتيجة للإيمان برب الأرباب، وكلام الله عز وجل يزيد أهل الإيمان إيمانا كما قال الله تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون" ومفهوم الأمن يختلف من المواطن للحاكم والأمن في بلادنا هو أمن الحاكم ومن معه وأما الشعوب فلا يوجد أمن لها إلا قليلا من خلال نشر الفقر والحاجة فيهم وتحدث في المبحث الثانى عن إعجاز القرآن فقال : "المبحث الثاني: الآثار الإيمانية من كلام رب البرية0 وفيه مطالب: المطلب الأول: بيان إعجاز القرآن إن كلام العزيز الحكيم به من الإعجاز ما يعجز عنه الوصف، فقد أودع الله في كل آية من آيات كتابه أسرارا لا تحصى وعجائب لا تنقضي ومعجزات لا تنفد فكم من صناديد الشرك والوثنية من خالط قلبه الإيمان بمجرد أن سمع آيات الله تتلى فهذا الصحابي الجليل الطفيل بن عامر الدوسي، اسلم بسما ع آيات من القرآن وقد أورد القصة الإمام البيهقي عن ابن اسحاق قال: كان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث انه قدم مكة ورسول الله (ص)بها فمشى اليه رجال من قريش وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا فقالوا له إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا فرق جماعتنا وشتت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين المرء وأبيه، وبين الرجل وأخيه، وبين الرجل وزوجته، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما دخل علينا فلا تكلمه ولا تسمعن منه0 قال فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت على ان لا أسمع منه شيئا ولا اكلمه حتى حشوت في اذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرق من ان يبلغني شيء من قوله فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله (ص)قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبى الله إلا ان يسمعني بعض قوله ،فسمعت كلاما حسنا، فقلت في نفسي إني لرجل لبيب شاعر ما يخفي علي الحسن من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلت وإن كان قبيحا تركت فمكثت حتى انصرف إلى بيته فتبعته فقلت إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا فاعرض علي امرك فعرض علي الاسلام وتلا علي القرآن فلا والله ما سمعت قولا قط احسن منه ولا أمرا اعدل منه فأسلمت وقلت: يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم فداعيهم إلى الاسلام ،فادع الله ان يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فقال اللهم اجعل له آية فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية كداء وقع نور بين عيني مثل المصباح، فقلت: اللهم في غير وجهي إني اخشى ان يظنوا انها مثلة وقعت في وجهي، فتحول فوقع في رأس سوطي كالقنديل المعلق ثم دعوت قومي الى الاسلام فابطأوا علي فجئت رسول الله (ص)فقلت إن دوسا غلبتني فادع الله عليهم فقال اهد دوسا ارجع إلى قومك فادعهم وارفق بهم فرجعت فلم أزل بأرض دوس أدعوهم حتى هاجر رسول الله (ص)ثم قدمت عليه بخيبر بمن أسلم من قومي سبعين أو ثمانين بيتا من دوس" وهذا الحديث يناقض كتاب الله في حدوث آية معجزة وهى النور في وجه الطفيل وهو ما يناقض منع الله الآيات وهى المعجزات في عهد النبى(ص) بقوله: " وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" ثم حكى رواية لا تحدث من كافر حيث مدح القرآن وظل على كفره فقال : "ومن تلك القصص قصة سما ع الوليد بن المغيرة للقرآن ووصفه إياه بوصف عظيم ولكنه عاند واستكبر فلم يسلم روى إسحاق بن راهويه بسنده عن ابن عباس: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله (ص)، فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فبلغ ذلك أبا جهل ، فأتاه فقال: يا عم! إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا . قال: لم ؟ قال: ليعطوكه؛ فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله ، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا ، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له ، قال: وماذا أقول ؟ فوالله؛ ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه ، ولا بقصيده مني ، ولا بأشعار الجن ، والله؛ ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ، ووالله؛ إن لقوله الذي يقوله حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته ، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال: فدعني حتى أفكر فيه .
|