صلاة التوبة
صلاة التوبة
من الجرائم التى ارتكبها الرواة من خلال تأليفهم الأحاديث الكاذبة اختراع أنواع مختلفة من الصلوات بأسماء متعددة مثل :
صلاة التسبيح أو التسابيح وصلاة الاشراق المعروفة بصلاة الضحى أو غيرها وصلاة التراويح وصلاة التوبة
والغريب هو أن الفقهاء صدقوا الروايات وتفننوا فى معرفة الكيفية والشروط والأوقات وغير هذا
ويبدو الحرص من الكفار الذين ألفوا الأحاديث الكاذبة على ابعاد المسامين تماما عن العمل الصالح المفيد خاصة الجهاد فى سبيل الله ومن ثم عملوا على ملء أوقاتهم بصلوات متعددة وذكر كلامى متعدد وصوم متعدد بحيث لا يتبقى لدى أحد وقت للتفكير فى دفع العدوان والاختراعات والاكتشافات والبناء والتعمير وغير هذا
صلاة التوبة عند القوم :
هى صلاة ركعتين بعد ارتكاب ذنب والمراد خطيئة أى سيئة ... لاستغفار الله
والحديث الذى بنوا عليه رأيهم فى وجود تلك الصلاة واستحبابها هو حديث منسول لأبى بكر الصديق رواه فى مسنده احمد فيما سماه بمسند أبى بكر الصديق وهو :
"روى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:
مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . . ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآْيَةَ:
{وَاَلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} إِلَخْ.
وفى رواية أنه قال:
": ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ثم يتوب إلى الله من ذنبه إلا تاب الله عليه أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فأنت قد تبت والحمد لله، وإن صليت وفعلت هذا مرة أخرى فلا بأس كله خير. نعم"
وفى رواية أخرى :
"عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ. رواه أبو داود.
وهناك حديث أخر عن أبى الدرداء رواه
أحمد في مسنده(26998) :
عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، غَفَرَ لَهُ قال محققو المسند: إسناده حسن"
قطعا لا وجود لصلاة التوبة في القرآن فكل الآيات تقول :
ان المذنب يستغفر الله لذنبه بدون صلاة كما في قوله تعالى :
" واستغفر لذنبك "
وقوله تعالى :
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"
وقوله تعالى :
"وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ"
وقوله تعالى :
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ"
وقوله تعالى :
"إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ"
وهناك في القرآن عشرات الآيات عن الاستغفار للذنول لم يذكر الله في واحدة منها صلاة ركعتين كما لم يذكر في كتابه وجود ركعات أساسا في الصلاة
ومن يراجع الأحاديث التى أطلقوا عليها أحاديث صلاة التوبة يجد فيها تناقضا صريحا :
الرواية ألأولى :
ليسفيها أى ذكر للركعات وهى :
"مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . . ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآْيَةَ:
{وَاَلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} إِلَخْ. "
فكلمة يصلى تدل على الصلاة وليس الركعات وهو ما يناقض أنها فى الرواية ذكرت ركعتين صراحة وهى :
وفى رواية أنه قال:
"ما من عبد يذنب ذنباً ثم يتطهر فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين ثم يتوب إلى الله من ذنبه إلا تاب الله عليه أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فأنت قد تبت والحمد لله، وإن صليت وفعلت هذا مرة أخرى فلا بأس كله خير. نعم"
والرواية الثالثة تناقض رواية الركعتين في كون الركعات أربعة في القول المنسوب لأبى الدرداء:
|