قرأت من قبل هنا على الخيمة موضوعا عن الدكتور محمد النجار الذى ادعى انه اكتشف علاج للسرطان
والكل ذهب يلهث وراء العلاج
هذا ما نشرت جريدة الاسبوع القاهرية فى عددها السابق
بتاريخ
29 / 12 / 2007 م - 20 من ذو الحجة ه - العدد رقم 560 - السنة 11
كشفت قصصا ارسلت للجريدة عن مهازل النجار
اليكم المقال كاملا
دواء النجار*.. شفاء عاجل*.. أم سم قاتل؟*!!
المرضي وأسرهم*:
* تحولنا إلي فئران تجارب*..تحسن سريع* .. ثم تدهور يصل إلي الوفاة
• الدواء يخدر الخلايا* .. ثم يتحول إلي وحش يدمر كل شيء
• اقترضنا وبعنا كل ما نملك بعد أن وصلت الحقنة إلي *٠٠٥ جنيه
نجوي طنطاوي
دواء لعلاج السرطان أمل الملايين علي مستوي العالم فالمرض الذي يصيب الخلايا بالجنون يحول حياة المريض وأسرته إلي جحيم من الكيماوي إلي الإشعاعي ضغط نفسي وإرهاق مادي*.
أخيرا اكتشف أستاذ مصري علاجا ليضع نهاية للآلام* .. ويحقق نصرا علميا*.. بقيت الصورة علي هذا الوضع حتي علمنا ببلاغ* مقدم للنائب العام ضد د.محمد النجار - الأستاذ بجامعة الإسكندرية*.. نشرنا البلاغ* ولم يكن هدفنا الإساءة إلي د.النجار الذي سبق وأن نشرت الجريدة عن علاجه* .. ولكن الهدف* .. وقف حالة الفوضي والعشوائية واستخدام دواء دون مروره بالمراحل العلمية* .. واستغلال احتياج المريض*.. هدفنا أن تستيقظ وزارة الصحة* .. فضحايا دواء فاسد قطعا سيكونون فوق كل التوقعات هدفنا ان تتدخل الجهات العلمية ووزارة الصحة لإجراء البحوث علي الدواء الذي ادعي د.النجار أنه توصل إليه وتجيب عن سؤال هام*: الدواء فيه شفاء عاجل* .. أم سم قاتل؟*!
لم تهدأ اتصالات المرضي وذويهم منذ نشرت* 'الأسبوع*' تقريرا عن بلاغ* إلي النائب العام تقدم به مواطن ضد الدكتور محمد النجار الذي ادعي انه توصل إلي علاج لمرض السرطان وتوافد عليه آلاف من الباحثين عن أمل الشفاء من مرض لا يرحم*.
البلاغ* الذي جاء بناء علي توصية ميت تلقي علاج* 'النجار*' كان بمثابة الملح الذي وقع علي جرح مازال ينزف*.
العروسة
ماهر منصور متولي حكي لنا بتأثر شديد قصة علاج ابنة شقيقته إيناس - *٧٢ سنة - لدي الدكتور محمد النجار*.
إيناس كانت تستعد للزفاف والشقة تم إعدادها* .. وفجأة شكت من نزيف مستمر* .. أجرينا لها التحاليل والفحوصات وعلمت أنها مصابة بالسرطان* .. أخفيت عنها وعن شقيقتي الخبر خوفا عليهما من الصدمة*.
في هذا التوقيت سمعت عن دكتور في الاسكندرية توصل لعلاج لمرض السرطان* .. لا أستطيع أن أصف سعادتي خاصة أنني التقيت بمرضي بدأوا معه رحلة العلاج وتحسنت حالتهم بالفعل* .. وتصادف في ذلك الوقت انني خرجت* 'معاش*' وكان معي مكافأة نهاية الخدمة وأنا بالنسبة لإيناس لست خالا فقط* .. ولكن أب لانها يتيمة منذ وفاة والدها وهي طفلة*.
سافرت إلي الإسكندرية وقابلت د.النجار في مستشفي خاص كان يعالج فيه المرضي* .. وبدأنا العلاج سعر الحقنة *٠٠٥ جنيه والاستنشاق ب*٠٠١ جنيه ودواء أعشاب ب*٠٠١ جنيه* .. كان يخرج الدواء من جيبه ويعبئه في السرنجات وعندما زادت نفقات العلاج والسفر أجرت شقة في مصطفي كامل خاصة بعد أن شعرت إيناس بتحسن وتوقف النزيف* .. ولكن بعد *٣ شهور تقريبا تدهورت حالتها* .. توجهت بها إلي دكتور أمراض نساء أعطاها مسكنات*.
ثم توجهنا إلي أكثر من أستاذ متخصص وأجرت تحاليل وأشعة مقطعية ومسحا ذريا* .. وبناء علي التقارير تم استئصال الرحم* .. وبدأت العلاج الكيماوي بالمعهد وظهرت أعراضه في سقوط الشعر عندما تدهورت حالة إيناس* .. تابعت أخبار المرضي الذين كانوا رفقاء لنا في رحلة العلاج وعلمت أن نبيل مات وصبحي مات وشاب من كفر الدوار مات وسيدة من دمنهور ماتت وسيدة من شبرا ماتت أخفيت هذه الأنباء عن إيناس ووالدتها*.
وعلمت أن الطبيب الذي كان يساعده في العلاج انسحب بعد تدهور بعض الحالات ووفاة عدد من المرضي*.
ويلقي ماهر باللوم علي الدولة التي تركت النجار يجرب* 'علاجا*' علي المرضي ويستنزف أموالهم* .. ثم يكتشفون وأسرهم أنهم ضحايا لمرض لا يرحم* .. وضحايا لدكتور استحل لنفسه أكل أموال الناس بعد أن حولهم إلي فئران تجارب*.
عندما سألته عن أخبار إيناس* .. رد*: إيناس الحمد لله مؤمنة بقضاء الله* .. لكن قرار زواجها ألغيناه رغم تمسك خطيبها بها خشية تحول مشاعر الحب إلي شفقة* .. ويلي ذلك ندم وإيناس حساسة جدا*.
الحداد
عبير طه سليم حضرت إلي مقر الجريدة بملابس الحداد السوداء بعد أن قرأت عن البلاغ* المقدم للنائب العام وقررت الانضمام إلي البلاغ* وذلك بعد وفاة أمها* 'لولا صباح حسن*' ٨٥ سنة*.
ولأن الوفاة لم يمض عليها سوي أيام فإن قصة أمها مع المرض والعلاج والوفاة بعد صراع مع آلام لا تحتمل كل هذه التفاصيل كانت حاضرة في ذهنها* .. أما ملف التقارير الطبية فقد تضمن تاريخها المرضيٌ* منذ *١٠٠٢ حيث أجرت عملية بالقولون عام *١٠٠٢ بمستشفي عين شمس التخصصي* .. وبعدها بشهرين أجرت عملية ثانية وتلقت *٢١ جرعة كيماوي بمعهد ناصر* .. وفي عام *٣٠٠٢ عاد المرض مرة ثانية وتم استئصال المبيض والرحم وبعدها *٢١ جلسة كيماوي بمعهد ناصر وفي عام *٥٠٠٢ عاد المرض في شكل التصاقات بالأمعاء واجرت جراحة وبعد *٢١ جلسة كيماوي* .. وهذا هو تاريخها المرضي قبل النجار*.
أما عن معرفتها به فتقول عبير من الانترنت قرأت عن علاج جديد للسرطان توصل إليه أستاذ بجامعة الاسكندرية رقم تليفونه كان علي الانترنت كنوع من الدعاية* .. اتصلت به وحكيت له قصة أمي فقال*: سهلة الموضوع بسيط* .. وطلب مني تأجير شقة في مصطفي كامل إيجارها الشهري ألف و*٠٠٥ جنيه* .. وكانت تمتلئ عن آخرها بالمرضي حتي المطبخ والبلكونة والممرات* .. مرضي من مختلف المحافظات ومن دول عربية ومصريين مقيمين بالخارج*.
وكان يتردد علي الشقة مرتين في اليوم* .. المشهد كان أقرب لموزع هيروين يأتي متسللا* ليحقن مدمنين في* انتظار الجرعة*.
بعد شهرين من العلاج تحسنت حالة أمي بشكل ملحوظ لدرجة انها أصبحت أكثر صحة مني وأقدر علي الحركة والمشي مسافات كبيرة* .. قوة* غير عادية وشهية للأكل* .. ما حدث لأمي سحر* .. وطبعا كل المرضي الجدد الذين يترددون علي الشقة للعلاج نقول لهم عما حدث مع أمي* .. يقوي لديهم الأمل في العلاج ويحرصون علي الانتظام حتي لو كلفهم ذلك بيع ملابسهم وكل ما يملكون*.. ولكن بعد التحسن الذي أعاد لنا الأمل في علاج أمي بدأت تتعب* .. مغص وآلام لا تطاق وإجهاد من أقل حركة*.. بدأنا دوامة البحث عن السبب في التدهور السريع* .. احتار الأطباء ولكنهم أجمعوا علي ان هناك أشياء* غير واضحة* .. أربعة* 'سونار*' لم تحدد السبب ود.النجار قال لنا حصوة خفيفة في هذه الفترة بدأت تتدهور حالة مريض شاب تحسنت حالته بشكل لافت بعد شهور من العلاج* .. أي نفس ما حدث لأمي* .. وعندما كان المرضي يسألون عن هذا الشاب كان رد النجار عنده* 'برد*' زوجته أكلته بيض* .. أنا أعالج وهي بتبوظ كل حاجة* .. كلام د.النجار سمعته بعد علمي بوفاة هذا الشاب من شقيقه* .. وهنا تأكدت انه يكذب* .. توقفت عن التردد علي د.النجار وتدهورت الحالة بشكل سريع* .. توجهنا لأكبر أساتذة في الجهاز الهضمي* .. لكن الحالة أصبحت خارج السيطرة* .. المرض زاد وانتشر ولم تعد قادرة علي الأكل أو الشرب أو الحركة ومع انها لا تشرب مع ذلك ترجع كميات كبيرة من المياه خمس مرات*.
وانتهت إلي* غرفة العناية المركزة بعد أن وصل المرض إلي الغشاء البريتوني وفشلت جراحة لفك الالتصاقات وعمل فتحة تسمح لها بالشرب* .. وكيس للإخراج بعد أن فتح الجراح بطنها* .. صدمه المشهد قال بالحرف*: لم أكن أتخيل ان أجد هذا المنظر* .. خرجت من العمليات إلي الرعاية وفي أنفها *٣ خراطيم وخرطومان من البطن ونزيف دم من كل الفتحات*.
وآخر تقرير في الرعاية كشف اصابتها بتسمم في الدم* .. عبير أقسمت الا تترك حق والدتها التي خدعها د.النجار وتقول يكفي ان أمي ماتت محرومة من* 'شربة ماء*' أكثر من *٣ شهور*.
عبير تؤكد ان من تلقوا علاج النجار يتعدون عشرات الآلاف* .. ففي منطقة مصطفي كامل عدد كبير من الشقق وفي سيدي بشر شقق وعندما تنقطع حالة من العلاج ونسأل عنها يأتي الرد انها شفيت تماما*.
وتتذكر عبير ما قبل تدهور حالة أمها عندما قال لهم د.النجار سيتم عقد مؤتمر كبير في نقابة الصحفيين لإعلان الاختراع ثم جاء ليقول* غيروا المكان سيعقد في قصر عابدين* .. وتقول كان يستخف بعقول المرضي وأسرهم*.
وفي مرة تغيب ثلاثة أيام حضر متعصبا زيادة لأنه العادي انه عصبي* .. هذه المرة قال بحدة حرام عليكم* .. أنا متراقب وبيهددوني وأنتم أهم شيء مصلحتكم* .. فعرض عليه مريض توفي فكرة تأسيس جمعية هو رئيسها الفخري لمساندته* .. ورحب بالفكرة ووافق المرضي وأسرهم* .. بعدها علمنا أن جمعية يرأسها رجل أعمال عرضت عليه المشاركة في البحث مقابل التمويل*.