العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: لعنة مومياء الثلج أوتزي الرجل الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة بمقال التحكم بالعقل أكثر مشاريع المخابرات الأمريكية سرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أشباح بلا أرواح (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-04-2008, 07:52 PM   #1
جاسم محمد صالح
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: العراق
المشاركات: 24
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جاسم محمد صالح
إفتراضي حكاية الثعلب والخنازير وعصافير الدوري

حكاية الثعلب والخنازير وعصافير الدوري


الباحث المؤرخ
جاسم محمد صالح
gassim2008@gmail.com
توهم البعض أن الثعلب هو أذكى الحيوانات ، أنا لا أقول ذلك ، بل ولا اتفق معه أبدا … حيث أن الثعلب لا احد يعرف شيئا عن ثعلبيته … ومن أي أب يكون ؟ ، هذا الثعلب الهمام طوى الجوع والذل والحرمان كل المسافات الواسعة بين بطنه وظهره حتى التصقا .

استغل هذا الثعلب الذي تهستر من شدة الجوع ووضاعة النسب في ذلك الصيف التموزي في بغداد السلام … ونوم (ناطور) البستان .. وتسلل إلى داخله عبر ذلك الثقب الضيق والذي دخله بسهولة لصغره , فوجيء الثعلب الدخيل بان هذا البستان الذي دخله ما هو إلا جنة من الجنان … حيث مياهه عطر وماء وهواؤه موسيقى وفرح وغناء … أما ترابه فهو زئبق ويورانيوم ونفط وذهب … والمسافة الواسعة بين جهاته الأربع أضرحة وتاريخ وقيم ومبادئ … ومكتبات لا حدود لها … أما أشجار هذا البستان فهي متشابكة حتى الأغصان والأوراق حتى لا تستطيع أن تفصل ورقة عن أخرى … التصاقا حد العظم وتتناثرت في كل إرجائه جمعيات فاعلة للرفق بالحيوان .

استغل الثعلب هذا وهو لم يغتذ خبز ملة منذ أزمنة سحيقة واستولى على كل شيء فيه … نمت أظافره حتى تحولت إلى سكاكين … أما أسنانه فهي الأخرى قد استطالت وصارت رماحا شاخصة … وامتدت يده بسرعة جنونية لتقطف كل ما هو موجود من فاكهة وثمار … أكلا وكبسا وبيعا وشراء واستحواذا .

فرخ هذا الثعلب ثعالب أخر وامتلأت البستان بالثعالب … حتى صار الثعلب يسير فوق الثعالب ، ترهل الجميع … وحمائم البستان نائمة … غزلانها … وطواويسها … وحتى الفراشات الملونة وعصافير الدوري وطيور الكناري … فهذا البستان هو ارض للسلام … والله يحميه من أعدائه … ولن يتمكن أي خبيث من إيذائه أو الإيقاع به .

استيقظ سكان البستان فزعين ، فأصوات الثعالب الدخيلة ما عادت تحتمل ، لكنهم كانوا عاجزين عن مواجهة هذه الجموع من الثعالب التي تحولت إلى ضباع وكلاب مفترسة … وربما خنازير تقطر الدماء من أنيابها .

خيرات هذا البستان انتشرت في كل الأرجاء ، تنبهت الخنازير إلى ذلك ، فأحاطت في ليلة مغبرة بالبستان من كل جانب وكشرت عن أنيابها ، هي الأخرى تريد الاستحواذ على كل شيء .
رفعت الثعالبي شعار : (علي وعلى أعدائي ) متمثلة بقول (شمشون ) ... وبدأ كل ثعلب يأكل ثعلبا … حتى بقى ثعلب واحد بلحية كثة ، ووجهه مثل وجه دراكولا وكرش ممتلئ بلحم الغزال المطعم بالزعفران والهيل … وقررت الخنازير إخراج هذا الثعلب الذي بدأ بالتبول على نفسه … فربطته بحبل يشبه الحبل الذي تربط به الحمير ، وحاولت إخراجه من ذلك الثقب الضيق … لم تستطع, فحجمه كان اكبر بكثير من الثقب … وبقيت الخنازير ستة أشهر تسحبه بعد أن فرضت عليه الجوع والعطش واكل التراب حتى عاد هزيلا مثلما كان … بوجه بشع وحالة مزرية … وتفاهة لا حدود لها ، وتمكن خنزير أن يسحبه ذليلا ككلب وضيع من حفرته التي احتفرها قبرا له , وتأكد احدهم من هويته الثعلبية بان فتح فمه ، وفعلا فتح لهم فمه مثل بقرة أو دمية :

- ياه … ما اخسك أيها الثعلب الذميم بلحيتك الكثة ووجهك الخسيس .
انتبه سكان البستان … كانوا فزعين لما يجري ، فالشر يحيط بهم من كل جانب … لم يجدوا أمامهم غير أن يكونوا حالة واحدة ، مثل بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا … لا لونا يفرقهم … ولا شكلا يباعدهم … ولا لغة تجزئهم … عائلة واحدة هادئة مطمئنة متكاتفة ضد أعدائها المحيطين بها من كل حدب وصوب … وخصوصا اؤلئك الأعداء الذين تسللوا إلى داخله خلسة .
__________________
جاسم محمد صالح
باحث ومؤرخ عراقي
gassim2008@gmail.com
جاسم محمد صالح غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-04-2008, 09:33 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا أخي الأستاذ جاسم محمد صالح .
دمت بكل خير .
لكم تحياتي وتقديري
كثير من الثعالب نراهم في هذا الزمان لانعرف لهم ظاهرا ولاباطنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .