نعمة الجاهل الغني و نقمة العالم الفقير
كثيرا ما يسعى الناس في كسب رزقهم و قوتهم و تحقيق أمنهم و خاصة منهم الناجحون في الدراسة كالحاصلين على شهادات الليسانس و ما فوقها الى البحث على مناصب شغل تتماشى و المؤهلات العلمية المتوفرون عليها ، الا أن هذه المناصب تحكمها ضوابط و قواعد وقوانين خاصة بها ، غالبا ما تتجسد في شكل مسابقات تتساوى فيها الفرص بين جميع المشاركين ، الا أن النجاح في هذه المسابقات يختلف عما تنص عليه تلك القوانين ، حيث تحكمها اعتبارات أخرى أين تغيب القدرات و المؤهلات و الشهادات و تبرز فيه ما يعرف بسياسة اليد الخفية أو اليد الممدودة ، و هي معروفة لدى العام و الخاص و في كل مكان و زمان ، حيث تسمى في بعض الأماكن بـ"القهوة" و في أخرى"الهدية" ،"المكافأة"....و غيرها من المسميات ، ولكن يبقى عنوانها و بالبند العريض الرشوة ، فهناك من يعرفها وهناك من يسمع عنها و هناك حتى من تعلمها و جربها و علمها غيره ، الأمر الذي يوصد الباب في وجه كل المتسابقين فيما يفتح على مصراعيه لأصحاب "المال" و "المعارف" .
و تعد الرشوة من أخطر المظاهر الاجتماعية السائدة في كل بلد ، و أخطر ما يتعاطاه كل عبد ، فتصبح مفتاح الالتحاق بكل منصب شغل و عنوان قضاء كل فعل، فيتنافس الأميون على المراكز العليا فيما يبقى الأكفاء في المراكز الدنيا .
والسؤال الذي يبقى مطروحا الى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي الرهيب المفزع ؟
و الجواب أن الصابرون لهذه الأزمة و النكبة أشبه بالقنبلة الموقوتة لتي قد تنفجر في أي لحظة وقد لا تنفجر، فعسى أن يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده.
__________________
[IMG]httpwww.lail-alsahara.com20061269.jpg[/IMG]
آخر تعديل بواسطة maxpain ، 01-07-2008 الساعة 06:21 PM.
|