أنا وقف لله تعالى
تخيل معي لو أن شخصية مهمة بعث لك الحاشية ليخبرك أنه سيأتي ليقيم عندك لمدة 30 يوم لأنه يريد التجهيز لمشروع معين أو نشر رسالة معينة وعليك أن تساعده ولو فعلت سيكون لك جائزة كبيرة بشرط أن تبعد عنه بعض الأناس الذين يريدون أن يشوشوا على عمله ويضيعوا فائدته 0000ماذا ستفعل وقتها؟
أليس رمضان هو هذا الضيف؟!
من هو رمضان؟
-رمضان يعرف لنا بأنه شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران
وهو شهر التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الشمس إلى الغروب 000لماذا وهي حلال؟
لأنك لو تركت الحلال لبعض الوقت ستتعود أن تستغني عن الحرام كل الوقت 0000وهذا هو المعنى الحقيقي للصيام
وللصيام معنى آخر : معنى صام في اللغة أي سكت أو سكن
وفي ذلك قالت مريم {إني نذرت للرحمن صوما} ولم يكن صيامها امتناع عن الطعام فقد أكملت { فلن أكلم اليوم إنسيا}
- أما الله تبارك وتعالى فيعرف لنا رمضان بتعريف أرقى
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}
هذا هو رمضان الذي يجب أن نحياه
- ولا أعني بذلك أننا نظل فيه نقرأ القرآن ونختم ثم نقرأ ونختم وهكذا بالشكل الروتيني الذي تعودنا عليه ولكن المعنى الحقيقي أن نعيش بالقرآن ونتعامل بالقرآن وكأننا نتكلم مع الله ويكلمنا الله طوال الوقت
معلومات رمضانية
1- فرضه الله في السنة الثانية للهجرة
2- صامه الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة تسع سنوات
3- توفيت فيه خديجة بنت خويلد وعائشة وفاطمة الزهراء
4- انتصر المسلمون فيه في غزوة بدر وفتح مكة ثم انتصار أكتوبر في مصر
5- يثبت دخول الصوم فيه بأحد أمرين : رؤية الهلال – أو إتمام شعبان
6- من فطر فيه صائما فله مثل أجره
هدفنا هذا العام : أنا وقف لله تعالى
معنى أني وقف لله تعالى أن تصبح مثل الماء المثلج في اليوم الشديد الحر وذلك لن يتم إلا إذا عاهدت الله أن تعيش في رمضان معه وحده فيرضى عنك ويخرجك من رمضان شخصا مصلحا لنفسه ولمجتمعه
-- إن الإنسان يمر في حياته بأربع مراحل قد يكملها كلها وقد يقف عند واحدة منها طوال حياته ولكي نفهم هذه المراحل فعلينا أن نضرب مثلا كالإسفنجة فالإنسان يمر بمراحل الإسفنجة كيف؟!
-لو ملأت الإسفنجة بغاز ضار فإنك لو ضغطت عليها ستخرج لك هواء فاسد كذلك الإنسان السلبي المضر أو الذي يسكت عن الضرر ويستسلم له
- ولو تركت هذه الإسفنجة دون أن تملأها بشيء فلو ضغطت عليها فلن تخرج لك إلا هواء وهذا حال الشخص متعادل الأقطاب الذي يخرج من الدنيا كما دخل فيه ليس له معنى ولا هدف ولا ذكرى
- أما لو وضعت في الإسفنجة القليل من الماء فلو ضغطت عليها ستخرج لك هذا الماء المحمل بالخير لكن تحتاج للضغط وهذا حال الإنسان الصالح له نفسه ولا يمكنه أن يفيد غيره إلا لو سألته كثيرا أو ضغطت عليه
- أما أرقى الناس فهو الذي يصبح كالإسفنجة المشبعة بالماء المليء بالخير لا يحتاج للضغط عليه إنما هو كالريح المرسلة أينما تواجد نفع يخرج منه الخير لكل الناس دون إذن أو طلب وهذا هو الشخص المصلح الذي نريد أن نكون مثله جميعا
|