كيف ترضى الله ..؟
تعالو لنتدبر ايات القران ولقد وجدت رضا الله فى سبع مواضع ووجدت عجبا..
وجدت رضا الله يسبق رضا العبد ..واول موضع ..
.
قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿المائدة: ١١٩﴾
اللهم ارزقنا الصدق واجعلنا من اهله..
وهكذا ياتى رضى الله فى الاول ثم ورضوا...
وهذا يذكرنا بما قاله الحبيب صلى الله عليه وسلم لابى بكر:
ان الله رضى عنك فهل انت عنه راض..؟
بكى ابو بكر.... وقال الله له ولسوف يرضى...
فالسبيل الاول للرضا عن الله بالصدق ....انه لفوزا عظيما....
وهنا اقف مع حديث الحبيب الحبيب صلى الله عليه وسلم:
-ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملكك كذاب وعائل مستكبر.
مسند الإمام أحمد. الإصدار 2.04 -
.انه العذاب الا ينظر الله اليك ..عذاب الا يكلمك الله
ونحن نعيش هذه الايام فى تفريغ الالفاظ من معانيها الصحيحه الى معانى سطحيه..
انظر الى لفظ الفوز بكاس الامم الافريقيه قد فرغ لفظ الفوز من معناه الحقيقى الى فوز سطحى تافه ..
فكذلك الصدق قد فرغ من معناه فصار لا يعلم من الصدق الا فى الكلام مع امه الكلام ..
الصدق اخواتاه انواع :
اوله : الصدق مع الله ...والصدق مع النفس ..والصدق فى النيه والصدق فى العمل
هذه انواع الصدق التى تسبق صدق القول قال الله :
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...
اننا وللاسف الشديد فقدنا الصدق مع الله ففقدنا الصدق مع النفس ..
اول القضيه الصدق مع الله؟؟
جاء الرجل الى النبى الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يحمل نصيبه من الدنيا الذى اعطاه له النبى من الغنائم وقال له :
ما اتبعتك على هذا ام اتبعتك لاضرب بسهم ها هنا فااقتل وادخل الجنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اصدق الله يصدققك ....
كلمه واحده ...
اصدق الله ..
ان كثيرا منا اذا سالته هل انت راض عن الله ..هل انت تحب الله..؟
يقول لك طبعا طبعا ومين ما يحبش ربنا ..
وكذب ورب الكعبه...انه قى اقل الامور لا يدرى اهو راض عن الله ...ام لا
هو لا يدرى هو يحب الله ام يحب نعم الله ......؛؛؛؛
ان كثير منا يعيش هذا المعنى ان الله يعطيه مالا ويعطيه صحه ويعطيه ما يريحه ويعافيه من ابتلاءات كثيره فهو لذلك يحب النعم ولا يحب الله..
ولو ابتلاه الله وافقره مثلا واعطاله شويه امراض لكره الله...؟
ايوه كثير من الامه الان يدعون محبه الله ويدعون الرضا بالله ..
وهم فى الاصل غير راضين و غير محبين؟؟
ولكن انظر الى رجل رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن ابى وقاص خال النبى..
كان قد كف بصره ومعلوم ان سعد كان مستجاب الدعوه فكان الناس ياتونه يطلبون الدعاء فيدعو لهذا ويدعوا لهذا ويدعوا لهذا .. فدخل عليه يوما غلاما شاب قال له :
يا ابا اسحاق اراك تدعوا للناس فهل تدعوا الله لنفسك فرد عليك بصرك...؟
قال يا ابن اخى قضاء الله احب الى من بصرى....""""
اخواتاه
كثير منا يعيش كذبه كبيره ومع معيشتنا لهذه الكذبه نصدق انفسنا ..
كمثل اشعب الذى كان الاطفال يتبعونه ويضربونه فاراد ان يصرف الاطفال عنه وقال لهم كذبا:
اذهبوا الى دار فلان فان عنده اليوم وليمه ..فلما انصرفوا الاطفال عنه حدث نفسه وقال :
قد يكون عنده وليمه فعلا ...وصار يجرى خلفهم كذب فصدق كذبته
وهذا هو حالنا الان كثير مننا يكذب ويعيش كذبه كبيره ثم يصدق نفسه ..؟
كذبه الالتزام ..كذبه طلب العلم ..كذبه المشيخه ..كذبه العباده ..كذب ..كذب ..كذب
يكذب على الله ثم يصدق نفسه حتى اذا ما اتى القيامه حلف بالله على كذبه اسمع قول الله سبحانه ؛
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿الأنعام: ٢٢﴾
اشركوا فعبدوا القبور ..البدوى ..سيدنا الدسوقى وغيره ..عبدوا الهوى والشهوات ..عبدوا غير الله مع الله
ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ٢٣﴾
انظر كيف كذبوا على انفسهم ..فالكذابون لا يكذبون على الله بل كذبوا على انفسهم
الصدق الصدق ..اخوتاه الصدق مع الله
الصدق مع الله سبيل للرضا ...سبيل للسعاده...
ان الذى يعيش الكذب يعيش مشتتا يعيش معذبا يعيش مهددا يعيش مضيعا..
انه يعيش يكره نفسه التى تكذب والتى ستلقى الله فتظهر على حقيقتها
والله عز وجل اذا راى من عبدا شيئا فى قلبه ابتلاه ..ولكن لماذا.؟
فقضيه القضاء والقدر ان الله عز وجل علم ما لم يكن لو كان كيف يكون بدليل قول الله عز وجل::
لو ردوا لعادوا
هو يعلم ما فى قلبك فقد يكون فى قلبك ..شهوه معصيه ..شهوه سرقه مال ..شهوه زنا فى فرج حرام ..فى صدرك
فالله لا يعذبك على ما فى صدرك وانما يعذبك اذا تحقق ما فى صدرك عملا ..
والله لطيف بعباده فاذا علم فساد باطن العبد ابتلاه ليخرج ما فى صدره فيقيم عليه حجه عدله
فيعذبه بذنبه...
واذا علم طهاره قلب عبده ابتلاه ليخرج ما فى صدره لا بالتعذيب ولكن بالتهذيب
الله رحيم الله كريم نعم الرب ربنا والله يريد منك قلبك... اللهم اصلح قلوبنا
فاذا كان قلبك طاهرا ولكنه ضعيف تتغلب عليه الفتن وتتخطفه الشهوات فان الله يبتليك..
فانه لا يبتلى دوما ليعذب بل قد يبتلى ليصطفى ويهذب ..
انظر الى الثلاثه الذين اووا الى الغار ساختصر من وسطهم الرجل الاوسط فقال اللهم ما انك تعلم انه كانت لى ابنه عم احبها كا اشد ما يحب الرجال النساء.......
هذا رجل ابتلى بحب حرام ..ابتلى بمرض العشق ..قال
:فراودتها على نفسها
الشاهد ان الرجل ابتلى بعشق ابنه عمه بعشق حرام فراودها عن نفسها فامتنعت ..
ومرت الايام واصابتها فاقه وحاجه الى مال فلجات اليه وهذا هو البلاء ...:
فقال فراودتها على نفسها على مائه دينار فرضيت فاعطيتها مائه وعشرين ..
الله اوقفه هذا الموقف ليطهر ما فى قلبه ليخرج ما قلبه فان عاد كرهه الله وان تاب احبه الله وخرج ما فى قلبه وانتهت القضيه
قال: فلما جلست بين رجليها
قالت : اتقى الله ولا بفض الخاتم الا بحقه
قال : فقمت عنها وهى احب الناس الى
قال اللهم ان كنت فعلت هذا ابتغاء وجههك الكريم ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخره
انا اقول ان هذا الرجل كان قلبه طاهر فلما جلس بين رجليها ذكرته كلمه اقتى الله ...
وانت كمان اتقى الله
هذا هو الصدق اخواته مع الله اما الصدق مع النفس فشئ اخر
تجد بعض الناس يكذب على نفسه يدخن سيجار فلما تساله لما تدخن يكذب فبقول : عشان استريح
السيجاره تفرج همى السيجاره تريح نفسى وهو يكذب على نفسه فانه يعلم ان السيجاره زياده عذاب
ومع الكذب على الله كذب على النفس ويجتمع الكذب مرات ومرات على النفس فلا يرضى عن الله ابدا ولا يرضى بالله ابدا بل لا يرضى الا بالدنيا اسمع قول الله : .
إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿يونس: ٧﴾
أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾
ان الذى لا يرضى بالله رضى بالدنيا
والذى لا يرضى بالدنيا رضى بالله
لا يجتمعان فلذا لابد ان ترفض الدنيا وتقبل على الله
احبتى فى الله ان فى موضعنا هذا تتمه اسال الله لنا ولكم العافيه ونعم العافيه