تراث العراق الثر ... في محاكم الموت !!
هم العسكر ( ومع الأسف ) من سن تلك السنة السيئة المقيتة في بلد كانت كنوز تراثه وحضارته العريقة تعطي صورة ناصعة لطبيعة شعبه العربي المسلم الأصيل المعطاء المحب للسلام والأخوة والبناء والأزدهار ... وعندما أطلق لقب دار السلام على بغداد حاضرة العرب ... لم تكن تلك النواميس بعيدة عن من أطلق عليها ذلك
لكن الحال تغير بل انقلب رأس على عقب عندما بدأها ( الزعيم الأوحد ) عبد الكريم قاسم في محكمته المشهورة محكمة المهداوي ... وبدأ الأعدام والشنق السياسي لخصوم لم يتوافقوا مع النظام في الرؤية والرأي ... وتبعه سيادة الرئيس عبد السلام محمد عارف ... لكي يكمل ما بدأه صديق الأمس وعدو اليوم بحيث طالت حبال الشنق حكام وقضاة الأمس ومؤيدوهم وأصحاب محاكم الموت تلك
ثم جائت محكمة ( الثورة ) ثورة بعث صدام حسين لكي تغير الوجوه والأثواب وتحتفظ بنفس حبال الشنق ومساند الرمي بالرصاص لكي تبيد ما تبيد من نفوس كان المراقب لها يتسائل بالحاح ... لمن هذه القرابين البشرية ومن أجل من ؟؟ ... ولكي تبدأ أيضا بحكام الأمس وقياداته ومن ما زال يحتفظ ببعض أفكارهم ( الأمبريالية )
وتغير الحال ... ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام ... لكي تأتي محكمة الجنايات العليا الحالية لتستمر في نهج تأصل في نفوس كل من عمل في السياسة في العراق ... وتصدر احكام الشنق بالجملة والمفرد ... وقد يستغرب البعض من وجوه قادة تلك المحاكم ومدى تشابهها على مدى كل تلك العقود ... بل وربما أن مكانات الموت تلك ما زالت هي بعينها وكما كانت وحتى ( عقد ) حبال الشنق الصدأة المهترئة
السؤال الملح الذي يدور في الأذهان ... من سيضمن لحكام محكمة الجنايات العراقية العليا الحالية وقياداتها ( السياسية ) من أن أقفاص محكمتهم وزنازين الموت المتوارثة لن تتشرف بوقوفهم ( المبارك ) فيها لكي ينالوا ما ناله أقرانهم السابقون وفق ذلك الثراث العراقي ( بامتياز ) ... بعد أن تصل هتافاتهم الشجاعة لأصوات الشعب العراقي المغلوب على أمره عندما يهتف مدان منهم بأعلى صوته عاشت فلسطين ... ويهتف الآخر عاشت ايران ...
هل يرى العراقيون يوما تختفي فيه تلك المهازل الدموية ... السؤال صعب حتما وعلمه عند الله