بسم الله الرحمن الرحيم
هذ االخبر كما قرأته ووصلني وأحببت أن أورده وأعلق عليه بعض التعليقات ..
معلم مصرى يفوز بالمركز الأول عالمياً فى ابتكار طرق التدريس
ضمن فريق عربى شارك بالمسابقة فى جنوب أفريقيا..
فى سابقة هى الأولى من نوعها، تمكن معلم مصرى، يدعى طارق مسعد محمود، من الفوز بالمركز الأول فى مسابقة "المعلمين المبدعين فى استخدام التكنولوجيا لابتكار طرق تدريس جديدة" على مستوى العالم، وذلك ضمن فريق عربى شارك فى المسابقة التى عُقِدَت بجنوب أفريقيا برعاية شركة "مايكروسوفت" العالمية.
ويعمل طارق مسعد محمود كمعلم لغة إنجليزية فى مدرسة "عبدالله النديم" بمحافظة الإسكندرية، وشارك مع فريق عربى، يضم معلمين من 4 دول هى السعودية وتونس ولبنان والأردن، فى إعداد مشروع تعليمى تكنولوجى يحمل اسم "تقبل الآخر" بحيث يمكن للمعلم استخدامه داخل الفصل لتعريف الطلاب بمفاهيم "التواصل" و"المواطنة" و"التعايش السلمى" من خلال الاستعانة بعروض "مالتى ميديا" وأفلام تسجيلية ومدونات إلكترونية.
وقال طارق مسعد بعد فوزه بالجائزة "دائما نستلهم أفكارنا من الطلاب أنفسهم، كما نحاول فى الوقت نفسه أن نبحث لهم عن طرق جديدة لتعليمهم المهارات الحياتية ممزوجة بالتقنيات الحديثة حتى يتفوقوا، وأعتقد أن قبول التنوع والاختلاف من أهم هذه المهارات"، واعتبر "مسعد" أن الجائزة التى حصل عليها ضمن فريق عربى تعد بمثابة جائزة لقطاعى التعليم المصرى والعربى.
***
انتهى الخبر ..
أ
ورد عليه بعض التعليقات ..
ليس في الناس من يشك في القدر الذي يتسم به المعلم العربي من القدرة على الإبداع إذا ما تهيأت له فرصها ، لذلك نجد الإنسان العربي خارج وطنه أكثر منه قدرة على العطاء داخل وطنه لأسباب كلها معروفة ولا شك لدينا في ذلك .
الأهم ، هو أن مثل هذه الأخبار لابد أن تتوسع في تغطية هذا الحدث الذي لا أجد حرجًا في تسميته بالعالمي ، إذ أنه يعكس الصورة الحضارية للمجتمع الذي خرج منه هذا المبدع وفقه الله .ولكن لأننا إعلام عربي يعمل وسع جهده على إشغال المواطن في مجموعة من القضايا الفارغة ، فإنه لن يكون من المناسب له بشكل من الأشكال أن يجعل هذا المواطن بطلاً قوميًا أعظم من العديد من أبطال الرياضات والألعاب الأوليمبية ، ذلك أن الفرق واضح بين ما يعتمد على جهد بدني عضلي بالدرجة الأولى وبين ما هو ذهني ابتكاري صرف ليس لعنصر البدن فيه تدخل لا من قريب ولا من بعيد.
لم يسمع أحد عن هذا المعلم وربما يصبح بعد إيراد هذا الخبر أكثر منه مجهولية ونسيانًا ،لطالما أنه لم يتم تكريمه من قِبل رموز السلطة السياسية المنشغلين في قضاياهم الشخصية(كان الله في عونهم).
وفي رأيي الشخصي أن هذا الخبر يمثل قيمة كبيرة في ظل هذه الهالة الإعلامية المثارة في مصر حول سياسات وزارة التربية والتعليم ومدى كفاءة برامج إعداد المعلم ، كما أنها من ناحية أخرى تأتي امتدادًا لقضية حاول الصحفي بالأهرام إبراهيم حجازي إثارتها تتعلق بالاستفادة من المواهب ، عندما استضاف طفلاً دون الثالثة عشر من عمره يتسم بالذكاء الشديد وقدرة هائلة على حل أعقد المسائل الرياضية ، وهذا الولد يدعى (عمرو عثمان) ، يا للأسف ترفض وزارة التربية والتعليم إدخاله إلى مرحلة التعليم الجامعي في الوقت الذي عرضت عليه العديد من الجامعات الدولية الفرصة في الاستضافة لإكمال المشوار الدراسي فيها لإكمال مرحلة الدراسة الجامعية والدراسات العليا وهو دون الخامسة عشر من عمره .
هن نعود مرة أخرى للسيد طارق مسعد ، والذي نستفيد من تفوقه العديد من النقاط يمكن إجمالها كالآتي:
*قدرة الإنسان على اختراق واقعه اليومي المعيش قدرة عالية شرط أن تتوافر فيه القناعة بجدوى ما يقوم به الإنسان .
*تختلف قيمة التغطية الإعلامية كيفًا وكمًا باختلاف قناعات المسؤلين عنها وترتيب أولويات العمل الإعلامي لهم .
*وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات العديد من الغيورين على التعليم للمطالبة بإجراء تحسينات جذرية في واقعه المزري ، فمن اللازم العمل على تسليط الضوء إعلاميًا بشكل مكثف على هذا الحدث الذي يثبت دائمًا تفوق الإنسان العربي تحت وطأة الظروف الصعبة .
*تتفاوت القدرة على العطاء بقدر ما يستغل الفرد ظروف وإمكانيات المكان الذي فيه ، فثمة من يجد في تلاميذه مادة إلهام ، ومن يجد فيهم مادة شكوى وتبرم من الأيام ، وهنا يكمن الفرق بين المبدع والفرد العادي.
إن علينا أن ندرك أن لنا قوة تفوق ما يحاول البعض إقناعنا بمحدوديتها ، تلك القوة التي لا ترجع إلى المناصب المتنفذة ولا شبكة العلاقات الاجتماعية ولا الإمكانيات الفذة وإنما لقوة الإيمان بالمبدأ والإصرار على تحقيق إنجاز على الصعيد الشخصي والمهني والمحيط الاجتماعي .
وكان رد السيد طارق مسعد دالاً على هذه الروح الأخلاقية الأصيلة التي يتمتع بها الإنسان المتحضر حيث أنه لم ينصب نفسه بطلاً قوميًا ولم يتكلم باسمه أو اسم وطنه وإنما باسم المجموعة كلها وهذه الخصيصة (وليس الخاصية)تصب في صالح بناء الشخصية المتكاملة التي لا تتفوق علميًا فقط بل وأخلاقيًا واجتماعيًا ، وهذا مكسب عز علينا في العالم العربي بسبب ظروف الحياة الاقتصادية ومفرزاتها السلوكية .
هذه هي مصر ، هذه هي العروبة ، لها ومضاتها المرسلة عبر مسافات الظلام ولعلها يومًا يُكتب لها البقاء وما ذلك على الله بعزيز .