كل من ينظر لصورة ميدان التحرير حيث تلتف حوله حشود الثوار ينتابه شعور رهيب مقدس
شعور جديد لم نشعر به يوما ما سوى عندما ننظر الى البيت الحرام فى مواسم الحج المقدسة
ما أجمله من منظر فالحجيج حول الكعبة يطوفون يلبون لرب واحد قدير و قد تركوا كل شئ وراؤهم مخلصين النية لله فقط..
و ايضا ميدان التحرير خرج من استطاع اليه سبيلا يرجو شيئا واحدا فقط هو الحرية
و الكرامة الانسانية و قد ترك كل شئ خلفه اولاده و زوجه و اهله أو هم معه كما يفعل بعض الحجيج تماما حين يصحبون اهليهم معهم
يا لجلال منظرهم و يا عبق ريحهم
هم الشجعان البواسل تعدوا مراحل الخوف و الانانية و كل مشاعر الضعف و الوهن
غلب عليهم حب الموت فوهبت لهم الحياة ..حتى من مات منهم مات شهيدا رغم أنف السلف و الخلف و بيانات المثبطون و علماء الدعة و السكون لا أكرمهم الله
فما بين مفتى السعودية حيث افتى بحرمة الخروج ووصف الثوار بكلام قبيح و ما بين شيوخ الفضائيات ..نرى رجالا شرفاء و شباب شجعان خرجوا يصدعون بكلمة الحق فى وجه سلطان جائر
من قال ان طلب العزة و الكرامة طلبا للفتنة و من قال ان الحاكم الجائر له حق السمع و الطاعة
أف لهم و لقولهم و شاهت وجوههم
نرجع لميدان التحرير قبلة الشجعان و بيت الأحرار
ففيه ثلة مباركة ان تهلك فسوف يكون مصاب الأمة فيهم عظيم
فيا أيها الاحرار فى كل مكان
و أيها الشجعان البواسل فى كل اطراف المعمورة
أدعو لهم فى ليل قد أرخى سدوله و غارت نجومه بالنصر
فهم فى حاجة لدعواتكم فقط
أما الباقى فهم بحول الله قادرين عليه ..و من لا يصدق فلينظر اليهم فى ميدانهم و حول بيتهم يطوفون..