عملية إيلات الذكية.. قصمت ظهر تل أبيب!

[اقبـال]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عملية إيلات الذكية..قصمت ظهر تل أبيب!

شبكة البصرة
أيهاب سليم - السويدلم يكن أختيار توقيت عملية إيلات يوم أمس الخميس أمراً سهلاً.. ولم يكن أنتقاء الموقع الجغرافي والأهداف الحيوية عملاً يسيراً..بل يبدو أن الجهة المُنفذة تمتلك فكراً ذو بُعد أستراتيجي وتخطيط وتكتيك مُعقد التركيب حتى أستهدفت عدة فقرات في العمود الفقري في أن واحد، وهذا هو الذكاء بعينه.

عملية إيلاتبهجماتها المُنفصلة الثلاثة خلفت ثمانية قتلى أسرائيليين وتسعة وعشرين مُصاباً، وقد دفعت الجيش والشرطة الاسرائيلية والقوات الخاصة على أجتياح شمال صحراء ايلات على البحر الأحمر وأقامة نقاط التفتيش فيها تحت غطاء جوي كثيف، أي تحول المنطقة المدنية الى منطقة عسكرية وهو بحد ذاته أحد أنواع حروب العصابات.

ومن خلال القراءة السطحية للعملية في الصحف الغربية، يتضح أن عملية إيلات تمكنت من أستهداف التالي:
1- الضباط الاسرائيليين الذين قتلوا هم من مكتب مكافحة الارهاب، أي هنالك عملية مُراقبة ورصد من الجهاز الامني للجهة المُنفذة قبل تنفيذ العملية من قبل جهازها العسكري، وبحد ذاته يُعد نجاحاً أمنياً وعسكرياً للجهة المُنفذة، وعلى ما يبدو أن أحد أهداف الجهة المُنفذة هو ضرب المفصل الرئيسي للأمن الاسرائيلي المتمثل بمكتب مكافحة الارهاب المُرتبط مع المخابرات المركزية الامريكية، وهو ما يُبشر بتهاوي منظومة الأجهزة الامنية والعسكرية الاسرائيلية الأخرى وفقدان ثقة المُهاجر اليهودي بالدولة العاهرة والنطف الامريكية.

2- توقيت العملية جاءَ في ذروة موسم السياحة، وبعد منتصف أغسطس أب يتوافد العديد من السياح الى المدينة، وبينهم الشبان الاسرائيليين الذين يتوافدون الى المدينة للتمتع بالسياحة خلال الاسبوعين الاخيرين من العطلة الصيفية قبل أستئناف الدارسة، هذا ومن المُقرر أن تستضيف المدينة مهرجان موسيقى الجاز بعد أسبوع، أي ان أحد أهداف الجهة المنفذة هو ضرب الأقتصاد الاسرائيلي، وهو ما يُبشر بتهاوي منظومة الأقتصاد الأسرائيلي.
روبرت سيبوني، رئيس جمعية المحاربين القدامى في الجيش الاسرائيلي، وهو مقيم منذُ فترة طويلة في مدينة ايلات "أم الرشراش" التي تظم في داخلها 60,000 ألف نسمة، يقول لصحيفة جيروزاليم بوست : "أن هدف الارهابيين واضح وهو الحاق الضرر بأقتصادنا".

3- توقيت العملية جاءَ أيضاً في ذروة السخط الشعبية على الحكومة الاسرائيلية، وهو ما يُعجل بسقوطها سريعاً، ولاسيما أن هنالك بعض الجهات الاسرائيلية باتت تطمح اليوم الى أقامة نظام الفيدراليات لتخفيف العبأ الذي تسببه سياسة تل ابيب على مُدنهم المُلاصقة للقرى والمدن العربية.

4- أختيار الجهاز العسكري للجهة المُنفذة للحدود الاسرائيلية من جهة سيناء لتنفيذ العملية، جاءَ على غرار ما هو متعارف عليه من العمليات الفدائية الفلسطينية خلال تسعينيات القرن الماضي، وقد شكلَ هذا الأختيار ضربة مؤلمة للحكومة الاسرائيلية وحرس حدودها وأعادت الذاكرة الاسرائيلية الى المشاهد القديمة للعمليات الفدائية الفلسطينية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي