الشرط الثالث:وحدة الرؤية او تشابهها على الاقل:
غير خاف ان الاختلاف بيننا وبين غيرنا في الرؤى والنظر الى بعض الامور التي تخص الحياة،يجعل التواصل المستمر والدائم معه امرا صعبا.ولهذا فان الاطلاع على وجهة نظر الطرف الاخر يعتبر امرا اساسيا بدوره،فهو يساعد على ايجاد بؤر التفاهم والتواصل معه.ان لكل منا فلسفته في الحياة،ويصعب مرافقة من تختلف رؤاه الفلسفية عن رؤانا،وتبعا لذلك فان الامر يقتضي التحلي بنوع من الجراة في اقتحام قلعة الاخر،والتوفيق في اسقاط قناعه للوقوف على اماله وطموحاته ومنتظراته في الحياة،وما اذا كانت تتفق او تختلف مع امالنا وطموحاتنا وتطلعاتنا.ومن امثلة ذلك معرفة اتجاهاته نحو الانجاب،ونحو الاسرة عموما،ونحو القضايا الدينية والسياسية،ومعرفة نظرته الى المال ووظيفته وقيمته بالنسبة اليه،وهل هو اجتماعي ام يحب العزلة الخ ....
االشرط الرابع:النضج النفسي:
من الصعب بمكان تحديد سن الوصول الى النضج النفسي الذي يسمح للشخص بالارتباط بالشخص الاخر،واختياره شريكا للحياة.غير ان هناك مجموعة من العناصر التي لابد من توافرها فيه للارتباط به،منها:ان يمتلك الاستقلالية في الراي وفي اتخاذ القرار ،والقدرة على كبح جماح الغضب وعدم الاندفاع،والقدرة على الانتقال من مستوى الحلم الى مستوى الواقع،بكل ما يفرضه احيانا من ضغوط قاسية،والقدرة على تجاوز حب الذات الى حب الاخر،القدرة على الجمع والدمج بين الجسدي والعاطفي،والقدرة على التكيف مع الجديد والمختلف.