العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال هل الجن والشياطين يسكنون البحار ؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال محمد اسم لرسالة وليس اسمًا لشخص بيولوجي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الذرية فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 01-04-2008, 07:56 AM   #9
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي دين لابد من قضائه

دين لابد من قضائه





دخل أبو علي – بعد صلاة العشاء - غرفتي وهو يضحك، ويضرب كفاً بكف، ويقول: ألا تسمع ما فعلته أختك أم علي يا أبا حسان ؟
- قلت هات يا رعاك الله .
- قال كانت تلميذة نجيبة وعت اليوم درساً مفيداً
قلت : أسمعنيه لعلي أعيه أيضاً .
قال : جمعت أبناءها كما كانت تفعل كل عشية، تتابع معهم واجباتهم المدرسية، فهي حريصة على أن يكونوا مجدين متمكنين من دروسهم ..
- وقدمت لطفلها الصغير - خالد - ذي السنوات الأربع كراسة للرسم كي لا يشغلها عما تقوم به من شرح واهتمام بالكبار، ومذاكرة لما أخذوه هذا اليوم ..
- وتذكرَتْ فجأة أنها نسيت أن تقدم لوالدي الشيخ المسن الذي يعيش معنا في حجرة خارج الحوش قرب باب الدار الخارجي طعامه اليومي .. وكانت تقوم بخدمته بين آونة وأخرى، ولم يكن الرجل العجوز ليترك غرفته لضعفه ومرضه وصعوبة حركته. وكنت أقضي معه بعض الأوقات، وأعترف أنها قليلة - لانشغالي – وهذا تقصير أسأل الله أن يعينني على تلافيه .
- أسرعَتْ بالطعام اليه، وسألته إن كان بحاجة لشيء غير الطعام والشراب، ثم انصرفت عنه .
وكنت راضياً عن خدمتها له على قلتها، فهي تشكو من الإرهاق والتعب وكثرة العمل في البيت .
- عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها لاحظت أن خالداً يرسم دوائر ومربعات غير متناسقة، ويضع فيها رموزاً وعلامات..
فسألته : ما الذي ترسمه يا حبيبي ؟
أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عندما أكبر وأتزوج.
أسعدها رده .. فقالت : أرني غرف بيتك يا حبيبي ؟؟
- أخذ الطفل يشرح دوائره ويشير إلى رموزها قائلاً : هذه غرفة النوم، وهذا المطبخ . وهذه غرفة استقبال الضيوف . وبدأ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت .
وترك دائرة منعزلة خارج الإطار الذي رسمه .
- عجبت الأم!!.. وقالت له : ما هذه يا بني ؟ - مشيرة إلى الدائرة، ولم جعلتها بعيدة عن الغرف الأخرى؟
أجاب : إنها لك وللبابا. سأضعكما فيها تعيشان كما يعيش جدي الكبير . ستكونان عجوزين ضعيفين لا تستطيعان الحركة، وسيزعجكما الأولاد بصخبهم، كما ينزعج جدي الآن، أليس كذلك؟
- صعقت الأم لما قاله وليدها! وغابت في تفكير مخيف !!
- هل نعيش خارج البيت في طرف الحوش دون أن نستمتع بالحديث مع ابننا وأطفاله ونأنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما نعجز عن الحركة ؟؟ وهل يجلس كلانا يحدق أحدنا في الآخر ولا يجد سواه يكلمه ؟؟ وهل نقضي ما بقي من عمرنا وحيدين بين أربعة جدران دون فلا نلتقي بباقي أفراد الأسرة، ولا نسمع لهم حساً ولا صوتا إلا بين الفينة والأخرى ؟؟
- أسرعت تنادي الخادم ... ونقلت أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف التي عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع إلى صحن الدار وأحضرت سرير عمها (والدي) وحاجياته إلى هذه الغرفة، ثم نقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى الغرفة الخارجية في الحوش حيث كان .
وما إن عدت من الخارج حتى فوجئت بما رأيت، وعجبت له ..
- فسألتها : ما الداعي لهذا التغيير السريع، ونظرت إليها متأملاً ؟؟
- أجابتني والدمع تترقرق في عينها .. إني اختار الغرفة التي سنعيش فيها أنا وأنت إذا مد الله في عمرينا، وعجزنا عن الحركة .
- ولتبق غرفة الضيوف بعيدة قرب الباب الخارجي .
- فهمت ما قصدت أم علي، وأثنيت عليها، وكان والدي ينظر إلينا جميعاً بعينين يشع منهما الرضا ..
- فما كان من الطفل – خالد- إلا أن أعاد ترتيب الغرف .. وابتسم ........

للدكتور عثمان قدري مكانسي
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .