المملكة العربية السعودية دولة كبيرة مترامية الأطراف مختلفة الظروف المناخية والتضاريسية وحتى الاجتماعية
ودورنا نحن الشباب عامه وهواة الرحلات خاصة أن نظهر ما تراه أعيننا وان نذهب إلى ما تسمعه آذاننا لننقل للجميع وخاصة اللذين لا يستطيعون الذهاب وهو ما يخفى على الكثير هنا سواء أكانت مناظر خلابة أو حياة قاسية أو بيئة صعبة أو شي ملفت للنظر
صوره لجبال القهر من القوقل وهي التي تبدو غريبة وكأنها رأس البحر الأحمر
وهذا ما حدث فقبل عام مضى رأيت في قوقل أيرث صوره لجبل كان غريب الشكل من ناحية اللون والشكل وقد سالت الأخ الفاضل جبل مشرف عنه وذهب واتانا بصور رائعة استوجبت علي الذهاب إلى هناك وفعلا ذهبت ولكن كان برفقتي بعض الأصدقاء اللذين اثروا السلامة على إكمال مشوارنا فعندنا بعد أن قطعنا اغلب الطريق وأنا في قمة الغضب وقتها وفي قمة الإحباط وأنا اردد المثل القائل الرفيق قبل الطريق
ولكن هذا العام أتينا إلى أبها وأنا انوي وبكل حزم أن أعود إلى ذلك الجبل الرائع المهيب الموحش والذي اكتشفت أن سكانه لا زالوا يعيشون في القرون الماضية رغم تمتعهم بالذكاء الشديد والتدين والهمة العالية والتي سترون برهانها في سياق هذا التقرير
مساء الثلاثاء17-7-2007 م
توجهت الى هناك من ابها الى مفرق رجال المع
ثم مشيت الى الفطيحه ولكن في طريقي وجدت السيول الجارفه تلتهم الطرق
ومع هذا واصلت الطريق على ما تبقى من أثاره
إلى أن وصلت إلى ( وادي بيش ) الذي يفصلني عن الفطيحه وكان وادي ضخم جدا جدا
وكان السيل يجري بقوة وكان هذا مع شروق الشمس يعني تقريبا الساعة الخامسة والنصف صباحا رأيت المنظر وأيقنت انه لا مجال للعبور نهائيا
وتأكد الخبر عندما رأيت سيارة من نوع لاند كروزر مغمورة وسط السيل
وقد تقلبت حتى وكأنها تعرضت لحادث شنيع
ووجدت رجل يشاهد السيل وسألته عن الوضع
فقال أنا صاحب السيارة وجاءتنا السيول وأنا نجوت ولكن أربع سيارات لم نعثر عليها ولا على ركابها
ثم سألته عن طريق يوصلني إلي جبال الريث
فقال لابد أن ترجع من الدرب ثم إلى بيش ثم إلى الريث
ولكن لم استمع إلى كلامه فذهب مع طريق آخر قد وصفه لي احد الأصدقاء من أبها وذهبت معه وكان شبه مدمر ولكن مشيت معه ووصلت إلى بيش وكانت الطيور بأعداد رهيبة لدرجه أنني صدمت كثير منها لعجزها عن الطيران وبأشكال مختلفة وأحجام مختلف عموما اسم الطريق طريق مسليه
المهم وصلت إلي بيش
وكان الجو رائع ثم توجهت إلى الريث
وما لبثت أن تراءت لي جبال الريث شامخة في أقصى الأفق وأنا أسابق السيارة لكي أصل إليها
وصلت محافظه الريث ووجدن أناس كثيرون واعتقد انه سوق شعبي يفتح يوم الثلاثاء ولكن كانت الزحمة كثيرة وكانت اثأر السيول واضحة ثم أخذت ما ينقصني من أغراض لأنه لا توجد في القهر أي بقاله إلا بقاله لا تبيع إلا الضروري جدا المهم سالت احد الشباب إلي البقالة عن الطريق إلى جبال القهر قال ما تقدر تطلع لان الطريق مدمر من السيول أحسست بإحباط صراحة ولكن لم يبقى إلا القليل والهدف الذي أريده اقتربت منه فمن غير المنطقي أن أعود
حملت ما ينقصني ثم توجهت إلى الجبل في طريق ترابي من أوله وعر وسلكت الطريق الذي يشهد الله انه من أوعر الطرق التي سرت فيها وعر لدرجه غير طبيعيه المهم تابعت الصعود لمده ساعة وخمسة وأربعين دقيقه تقريبا وأخيرا وصلت وأنا اعتبر أنني أنجزت شي عظيم عندما وصلت إلى القرية التي ستكون أول ما تواجه عند الوصول إلى الجبل
وصلت القمة ووقفت وصنعت براد شاهي يحبه قلبك
ثم توجهت إلى المكان الذي توقفت عنده العام الماضي
لأن الذين كانوا معي رفضوا يكملوا الطريق في العام الماضي
وأما اليوم فانا لوجدي وسأكمل الطريق حتى آخره
وكان هذا المكان أول ما تراه بعد أن تتجاوز القرية وتصل إلى المكان الذي توقفنا عنده العام الماضي
ومن هنا تبدأ الرحلة الحقيقية
وترون الخط الأبيض الذي في منتصف الصورة
هذا هو الطريق الذي تحتوه بأيديهم لمدة عام كامل وهم ينحتونه بدون معدات سوى كمبريشن حق الحفريات اشتروه في اخر العمل وبعدما أتى به رجل الإعمال عبد العزيز الداوود جزاه الله خير الجزاء
رجل والله إنهم يدعون له باستمرار بنا لهم مسجد من الاسمنت وهو المبنى الوحيد الذي فيه بلك وتعمل الكهرباء فيه بالطاقة الشمسية وهي الشيء الوحيد الذي يذكرك انك في القرن الواحد والعشرين فجزآك الله خير الجزاء
يا عبد العزيز الداوود واعتقد انه من أهل القصيم
ثم هذه المغارة الضخمة ويمكن ملاحظة البيوت في أسفلها
وهنا في الأسفل صورة أخيرة وسترون سفح الجبل
هل تصدقون انه يعيش فيه ناس في تلك الكهوف ..؟؟
وأنا متجه لأسفل الجبل وجدت احد الشباب واسمه ( أبو علي ) واقف يتأمل الطبيعة بكل هدوء وطمأنينة وقفت ونزلت وتحدثت معه وتعرفت عليه ودار بيننا الحديث
وعندما علم أنني أتيت للتصوير فرح وقال سأرافقك واريك كل ما تريد بشرط أن تكتب نداء لأهل الخير واتفقنا على هذه المعاهدة
اسمه موسى ويلقب بابي علي شاب ملتزم يعشق الرحلات
ووجدت فيه شخصية المكشاتي المثالية
فقد كان يحمل أي مخلفات ويضعها في كيس ولا يسرف في الماء ويستخدم الطبيعة في كل شي بدون أن يضرها بل يأخذ حاجته فقط
بل انه يرفض أن نأخذ أعواد الحطب الصغيرة من ارض ليست تابعه لقبيلتهم
شخص مثالي جدا في الرحلات ويجيد كل شي
ولكن لا يعرف شي اسمه انترنت أو تلفون
يعيش حياه يحسد عليها
المهم ركب أبو علي معي
وتوجهنا لبداية الجولة والتي سأقسمها إلى أقسام متتابعة
أولا : - هذه الصورة ومنها نبدأ الموضوع عنها
هل ترون الطريق الذي في وسط الصورة...؟؟؟
هل تصدقون انه طريق للسيارات ..؟؟
لقد نحته أهل هذه المنطقة بأيديهم وهذه صور له من على نفس الطريق الوعر جدا
والممتع جدا والغريب جدا جدا
أدركنا الليل عند أحد المنحدرات
فكان لابد أن نجد طعاما للعشاء ، وليس أفضل من لحم التيوس في هذه المنطقة
إشترينا أحدها وكان من ذوات اللون الأبيض الذي يشتهر به المكان
وبدأ أبو علي بتجهيز العشاء قبل غياب الشمس فذبح التيس وبدأ بالطبخ