العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد كتاب عظيم الأجر في قراءة القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-11-2008, 11:12 AM   #1
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي أمريكا .. مغول هذا العصر

أمريكا .. مغول هذا العصر



المتتبع لكل آثار المغول سواء العسكرية منها أو السياسية سيلحظ تشابها كبيرا بين هذه الإمبراطورية وإمبراطورية هذا الزمن (أمريكا) .

لكن وللإنصاف فإمبراطورية هذا العصر أكثر تحضرا إن جاز أن نطلق على المغول حضارة من الأساس ، فالتتار شعب همجىّ كانوا يفتخرون بقولتهم :"لقد خلقنا الله من غضبه" لذا فهم فى معتقدهم الوثنى قوة الله الغاضبة ويده التى يبطش بها وهم لا يرحمون طفلا أو شيخا أو إمرأة ويتحركون بمبدأ الإبادة الجماعية وكأن قصدهم إفناء النوع، وإبادة العالم . لم يكن جلّ أطماعهم فى الثروة أو الأرض بل للحق لم تكن لهم اطماع أبدا سوى فى إهلاك الحرث والنسل وإعلاء الدمار والحرق ولهم حقد رهيب إزاء كل ما يمت للحضارة بصلة ، فهم لا يحتملون ترك مكتبة بغداد إلا أن تًسوى بالأرض ويلقون بكل ما حوت فى دجلة لتعبر فوقها الخيل . وهم لا عهد لهم ولا ذمة ورغم كل هذه الملامح الهمجية فقد كانوا متفوقين عسكريا وهو وجه التشابه بينهم وبين القوة العظمى فى عصرنا هذا .

غير أن القوة الباطشة دون مبدأ أو عقيدة دوما تحيد عن العدل وتنتهج الظلم للأضعف وهذا القاسم مشترك بين القوتين وإن تقنعت الأخيرة بستار الحرية والعدل والمساواة .

خليط أجناس

ويطلق اسم التتار ـ وكذلك المغول ـ على الأقوام الذين نشئوا في شمال الصين في صحراء "جوبي"، وإن كان التتار هم أصل القبائل بهذه المنطقة.. ومن التتار جاءت قبائل أخرى مثل قبيلة "المغول"، وقبائل "الترك" و"السلاجقة" وغيرها، وعندما سيطر "المغول" - الذين منهم جنكيزخان - على هذه المنطقة أطلق اسم "المغول" على هذه القبائل كلها

الولايات المتحدة ، خليط عجيب من الأجناس والثقافات ، كانت بدايتها مشرقة كفجر كل حضارة حافلة بمبادىء الحرية وشهدت حربا أهلية دامية دفاعا عن هذا المبدأ ، كان مقدرا لها السيادة مذ لحظة قيامها وكان علوّها حتميا بكل ما تملكه من مقومات الحضارة والنهضة .


الشرارة

ذهبت مجموعة من تجار المغول إلى مدينة "أوترار" الإسلامية في مملكة خوارزم شاه.. ولما رآهم حاكم المدينة المسلم، أمسك بهم وقتلهم ووسط مطالب جنكيز خان بتسليم قتلة التجار، أبى الحاكم المسلم العام خوارزم شاه إلا أن تُطبق عليهم أحكام شريعة الإسلام إن ثبت خطأهم .

ربما يظن كثيرون أنه لولا بيرل هاربور لما كانت أمريكا اليوم أو لولا حادثة التجار لما كانت حملات المغول ، بل الحقائق تؤكد أن بيرل هاربور أو حادثة التجار لم تكن سوى الشرارة التى فجرت هذا البركان والذى كانت ثورته حتمية لولا أن عجلت بها الاقدار .

الحرب النفسية

المغول وأمريكا اليوم تستخدمان ذات التكتيك فى الحرب النفسية . فالحقائق المؤكدة ان كلتا القوتين فى كل تاريخها العسكرى لم تواجهان عبر إنتصاراتهما المتكررة قوة حقيقة مكافئة لها بل كل القوى المحيطة كانت ضعيفة مهترئة لا تملك الدفع عنها ناهيك عن الهجوم .

سُئل ذات مرة عنترة العبسى عن سر قوته وشجاعته فابتسم وقال :
"كنت أعمد إلى الضعيف الجبان فأضربه ضربة قاصمة ينخلع لها قلب القوى الشجاع وكنت لا أدخل مدخلا إلا وأرى لى مخرجا منه"

بالطبع لم يبرع ألأمريكان فى نصف مقولة عنترة الأخيرة حيث شهدنا فيتنام وأفغانستان والعراق ومشهد سقوط بطىء واستنزاف مرهق .

إذا ، كانت إستراتيجية القوتين العامة هى خلق إنتصارات متعددة وهمية لبث الرعب والذعر فى قلب العالم عن أنهما لا تعرفان الهزيمة وأنهما لا تقهران .

فكانت إنتصارات المغول المتتابعة على ممكلة الخوارزميين المسلمة وهى التى تفشى فيها الضعف والهزال وتلتها الخلافة العباسية وهى أضعف قوى الارض وقتها ، وبعدها إجتياح ممالك الشام وإماراتها المتناحرة المتفرقة وإجتياح شرق أوربا .

وتابعنا إجتياح الأمريكان لأفغانستان وهى دولة لا تمتلك جيشا نظاميا ، والعراق وهى دولة أنهكتها الحروب المتتابعة والحصار ولن تكون على القائمة الفعلية سوى أمثال هؤلاء .

فى حين أن هاتان القوتان رغم إمتلاكهما آلة عسكرية ضخمة فهى حين تواجههما قوة صغيرة لها من العزيمة والإرادة الشىء الكثير فهى تنكسر أمامها ، هكذا انتصرت قوة صغيرة بقيادة القائد الخوارزمى جلال الدين على إحدى جيوش التتار وهكذا سقطت أمريكا فى مستنقع الفايتكونج فى فيتنام .

إجتاح المغول كل العالم حتى وصلوا إلى حدود مصر فأرسل هولاكو رسالة تبث الرعب فى نفوس أمراءها ، لكنهم أخطأوا الطريق ، فهاهنا نفس واحدة تعادل ألف جنكيز والذى كان اسمه وحده يبث الرعب فى نفوس المغول وغيرهم على حد سواء . إنه سيف الإسلام قطز ، إنه ومن جديد يُرى هذا البطل أمة الإسلام والكون باسره أن شخصا واحدا باستطاعته تغيير مجرى التاريخ ، كان شعاره الأول (واإسلاماه) وكانت مقولته الشهيرة :"من للإسلام إن لم نكن نحن"

لاحظ قطز التردد والخوف فى نفوس قادته فأمر بقتل رُسُل المغول كى لا يكون هناك طريقا للعودة ويكون بمثابة إعلان حرب ، وبدأ بترتيب الجيش وإعداد الدولة باسرها لهذه المواجهة الحاسمة . وكان السقوط المروع وكان الإنتصار العظيم .

لقد تعامل قطز ببراعة فى حل الأزمة الإقتصادية التى اجتاحت مصر من جراء الحروب الصليبية المتلاحقة وتفكك البلاد وتنازع السلطة بين الامراء وكوّن جيشا قويا وكل هذا فى عام واحد ،
هل تصدق ؟

إن أبرع الإقتصاديين وجنرالات الحرب ليس باستطاعتهم تحقيق أيا من كل هذا فى هذه الفترة المستحيلة ، لكن من قال أن المسلمين يخضعون لقاعدة الأرقام فى أى وقت وفى أى زمان .

نعود للتشابه العسكرى فى إستراتيجيات الحرب والهجوم .. كلتا القوتين لا تركزان القوة العسكرية كلها فى مكان واحد وإتجاه واحد بل تتعمد الضغط من كل مكان والإنتشار السريع الذى يفقد الخصم أى أمل فى النجاة .

حصار بغداد

كانت خطة إجتياح بغداد لدى الجيش الأمريكى هى ذاتها خطة المغول ، فهل تعجب لهذه الصدفة أم أنها خطة مدروسة ..

كان المقرر إجتياح بغداد من ثلاث جهات :

الجهة الأولى : هولاكو وجيشه من الشرق

الجهة الثانية : كتبغا من الجنوب

الجهة الثالثة : بيجو نزولا من شمال أوربا .

تأمل معى خطة الجيش الأمريكى القائمة على الهجوم من ثلاثة محاور:

المحور الأول: من الكويت عبر الصحراء الكويتية وعبر الصحراء غرب الفرات.
المحور الثانى: من تركيا عبر الحدود الشمالية للعراق.
المحور الثالث: من الأردن شرقا فى اتجاه الفالوجة إذا لم يستخدم المحور الشمالى من تركيا. أما إذا استخدم المحور الشمالى، فأن محور الأردن يكون احتياطيا تتقدم فيه القوات الإسرائيلية إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك.

وبعد ..

هل لاحظت وجه الشبه والغرابة فى كل ما سبق ، ربما صدقت المقولة أن التاريخ يعيد نفسه ، وعندها فنحن فى إنتظار قطز آخر وسقوط حضارة وبزوغ نجم أخرى ..
هم يقرؤون التاريخ جيدا أما نحن فلم نعد نجيد القراءة .

هى سنة الله فى الأمم والحضارات ما بين سقوط وعلوّ ..
__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .