العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الطلع فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجج فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخفا فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انتخابات (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المسح في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال طه ليس إسماً للرسول محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال الفرقان في تعريف الزبر والزبور في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الوزر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مفهوم الواحد والواحدة والمثنى والمثاني والاثنين في الوعي القرآني (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العكف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-12-2008, 01:29 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المرأة العربية والقيادة

القيادة: هي القدرة على معاملة الطبيعة البشرية أو التأثير في السلوك البشري لتوجيه جماعة من الناس نحو هدف مشترك بطريقة تضمن بها طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم*1
والقيادة في تعريف آخر: هي مجموعة المواصفات الشخصية الحائزة على تقدير واحترام الآخرين والتي تجعل من الفرد إنسانا قادرا على توجيه الأنماط السلوكية الأساسية عند جماعة كبيرة من البشر، ذلك أن القيادة تتمتع بإمكانية التوجيه لامتلاكها لسلطة اتخاذ القرار*2

ويفهم من هذين التعريفين أن القيادة السياسية هي المعنية فيهما، فيذهب البعض الى إزالة هذا اللبس، فلا يحصر القيادة بالسياسة بل شمل معها القيادات الفنية والعلمية والاجتماعية *3

حسنا، هل هناك ما يمنع أن تكون المرأة شاملة لمواصفات القيادة التي وردت في التعريفات الثلاثة؟

ما الفائدة من أن تشترك المرأة في شؤون الدولة؟

إذا كانت الحروب والأزمات التي تمر بها البلاد (أي بلاد)، تترك مجالا لأن تحل النساء محل الرجال في كثير من المواقع الإدارية والصناعية وإسعاف الجرحى، فإن الحاجة للنساء في أن تتبوأ مراكز قيادية في مفاصل الدولة في غير ظروف الأزمات، هو توجه لا يحتمل باب الضرورة واللزوم. هذا رأي من يعترضون على المبالغة في إشراك المرأة في الشأن العام.

في حكومة (جوبييه ـ بعهد جاك شيراك/فرنسا) عُينت 14 وزيرة، في سابقة لم تلجأ لها أي دولة متقدمة في العالم، وكلهن من خريجات (البوليتكنيك: المدرسة العليا للإدارة) وهي أكبر معهد علمي لإعداد قادة الوظائف العامة في فرنسا، وكانت الغاية هي مكافحة الفساد المستشري آنذاك، وقد أبرز تقرير المدرسة الفرنسية للإدارة أربعة عوامل رئيسية كانت وراء ذلك القرار كلها تصب في صالح المرأة:

1ـ إن المرأة أقل ميلا من الرجل الى الاستبداد الإداري.
2ـ المرأة أقل من الرجل الى الفساد الحكومي كالرشوة والمحسوبية الخ.
3ـ المرأة أكثر قبولا لمبدأ تداول السلطة الذي يحول دون التشبث بالمناصب وعرقلة التغيير.
4ـ المرأة أكثر ميلا للعمل بروح الفريق والاستعانة بالاستشاريين والعمل في هيكل تنظيمي تغلب عليه العلاقات الأفقية والمشاركة الاجتماعية في اتخاذ القرارات*4

هل تسعى المرأة العربية لتتبوأ مركز القيادة؟

المرأة وإن كان الزعم أنها جزء لا يتجزأ من المجتمع، فإن علاقاتها وارتباطاتها الأنثوية الاجتماعية تتشكل منذ عهد الطفولة المبكرة، فجماعات الأطفال تنقسم الى أطفال ذكور وطفلات إناث، وترتسم معالم المنافسة الأولى على قيادة المجموعة منذ وقت مبكر، فللأطفال الذكور هناك من ينبري لقيادتهم وكذلك الحال عند الإناث.

تكتفي بعض النساء من الارتكاز على المجد الذي يحققه موقع زوجها، فتصبح تلقائيا (سيدة البلاد الأولى) إن كان زوجها هو الملك أو الرئيس، أو تكتسب أهميتها بالحي أو البلدة أو العشيرة، إذا كان زوجها هو من يتصدر ترتيب تلك الأماكن.

ولأن مجتمعات النساء هي مجتمعات أكثر تواصلا من مجتمعات الرجال، من خلال الزيارات المتكررة في نساء الحي، واختراع المناسبات الاجتماعية التي تتيح للنساء أن يلتقين ويتحدثن (مناسبات الفرح والولادة والموت الخ)، فإن هموم المجتمع (مجتمع الرجال) سيكون لها نصيب ضخم في تلك الأحاديث، ومن خلال مواضيع التفاخر والتي ستتحدد فيها أي واحدة من تلك النساء الحاضرات أكثر أهمية وأجدر أن تكون قائدة لهذا (المجتمع المحاذي لمجتمع الرجال)، فإن بعض الأحاديث تكون تسريبا لأسرار مجتمع الرجال، وستقطع بعض النساء عهدا على نفسها لتحديد مصير رجل ما بتعيينه أو فصله أو حل مشكلته. وهذا أول خط أساس للاقتراب من الاشتراك بالحياة العامة للمرأة.

دور المرأة في تغيير وقائع خاصة بالدولة (تاريخيا)

لا نستطيع فصل مجتمع الرجال، عن مجتمع النساء حتى لو ذاع صيت أحد الرجال واشتهر فإن علاقته مع زوجته أو زوجاته ومدى تأثره من تلك العلاقة، سيؤدي الى اتخاذ قرار قد يرسم مصير الدولة.

هند بنت عتبة: هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية الهاشمية، وهي إحدى أربع نساء أهدر رسول الله صلوات الله عليه دماءهن، وقد عفا عنها بعد أن جاءت مسلمة تائبة بعد فتح مكة. وهي زوجة أبي سفيان (زوجها الثاني إذ تزوجت قبله حفص بن المغيرة).

وهند تلك هي التي رتبت للتمثيل بجثة (حمزة بن عبد المطلب)، وذلك انتقاما لأبيها الذي قُتل في معركة بدر، وكادت أن تقنع أهل مكة بقتل أبي سفيان (زوجها)، عندما أمرهم بالاستسلام، فأخذت برأسه وقالت: (بئس طليعة القوم أنت، والله ما خُدشت خدشا، يا أهل مكة عليكم الحميت الدسم فاقتلوه، قُبِحَ من طليعة قوم) فقال أبو سفيان: (ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به)*5

زبيدة بنت جعفر بن المنصور: وهي زوجة هرون الرشيد وأم الأمين والتي كانت وراء تعيين الأمين وليا للعهد، والتي حرضت ابنها عندما استلم الخلافة على نقل ولاية العهد من المأمون (حيث كانت وصية الرشيد) الى ابن الأمين، مما أثار الفتنة التي تم فيها قتل الأمين، وبداية دخول العنصر الفارسي (أخوال المأمون) لشؤون الدولة.

والتاريخ القديم مليء بالنساء اللواتي كان لهن دور إما في إدارة الدولة مباشرة، أو من وراء الكواليس، فمن نفرتيتي الى بلقيس الى كليوباترا الى زنوبيا الى شجرة الدر الخ.

ولا تزال دوائر الاستخبارات في العالم توظف النساء في سبر أغوار أعداء الدولة وخصومها.

يتبع في هذا الباب

هوامش:
*1ـ معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية/د احمد زكي بدوي ص 242
*2ـ معجم العلوم الاجتماعية/ د فريدريك معتوق ص 212
*3ـ العرب والقيادة/ خليل احمد خليل ص 12ـ13
*4ـ المرأة والاصلاح الإداري/د عبد العزيز الشربيني ص10// كما وردت في: ورقة المرأة القيادية والتنمية المتواصلة: بحث سوسيولوجي إحصائي مقارن للدكتورة: فاطمة بدوي/مجلة دراسات عربية الصادرة عن دار الطليعة بيروت/عدد9/10: 1997/ صفحة 48.
*5ـ موسوعة شهيرات النساء/سليم الرمال/ بيروت: دار اليوسف 2005/ صفحة 111
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل  
غير مقروءة 28-01-2009, 03:36 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أطر العمل النسائي

تحركات النساء في العهد العثماني:

قبل القرن التاسع عشر، كانت نظرة الغرب للمرأة العثمانية، بأنها خاضعة ومذعنة وتابعة اقتصاديا للزوج أو الأب، وكانت تُربى لتصبح زوجة وأُماً. أما بعد ذلك وبعد أن أنهكت الحروب الدولة العثمانية، أصبحت المرأة العثمانية شبيهة للمرأة الأوروبية في انشغالها بالهم الوطني العام. ولنلقي نظرة على هذا التلخيص الشديد لوضع المرأة في آخر القرون التي حكمت بها الدولة العثمانية، ولنقارن الكيفية التي تطورت بها أوضاع المرأة في تركيا، في حين لم تُحسم القضية عندنا بعد.

تم افتتاح أول ثانوية للبنات في تركيا عام 1858 ثم مدارس مهنية خاصة للبنات عام 1869 ودار للمعلمات عام 1870وفي عام 1868 ألحق في الصحف اليومية ملحق خاص بالمرأة وتبع ذلك إصدار صحف ومجلات خاصة بالمرأة، وفي عام 1873 قامت مظاهرات نسائية دعما لإضراب عمال أحواض السفن، وأنشئت أول رابطة للمرأة (اتحاد نسائي)

وفي عام 1914 تم تأسيس أول جامعة نسائية، وفي نفس العام بلغت نسبة النساء العاملات في الصناعة 30%.و كانت نسبة الأمية عند النساء في تركيا عام 1935هي 90.2% وفي عام 1965 كانت نسبة الأميات 67.2% وفي عام 1985 انخفضت النسبة الى 31.8%. ومن ناحية أخرى فإن نسبة النساء المنتخبات في البرلمان التركي كانت عام 1939 هي 4.08% *1

عدم التوافق بين (التشريع والأدب) من جهة والتطور الحضاري من جهة أخرى.

تعاني المدن في الدول النامية من انتشار البناء العشوائي في أطرافها، وبعد أن يصبح هذا البناء حقيقة واقعة، تنتبه إدارة بلديات تلك المدن في وقت متأخر الى شمول تلك الأبنية المخالفة في التنظيم، ولكن هذا الشمول سيترك شكلا مشوها، لا يتناسب مع مخططات البلديات الأصلية، وسيبقى سكان تلك الأحياء الملحقة بالتنظيم يعانون من اضطراب الخدمات، أو أحيانا تسقط بعض الأبنية فوق رؤوس ساكنيها.

هذا ما يحصل في موضوع المرأة، ففي حين تزخر الجرائد والأدبيات بمواضيع تتندر أحيانا بقضايا لا أخلاقية تخص المرأة، وتهاجم الذين يقفون وراء دوافع تلك الظواهر السيئة، من إعلام سيء وإدارات اجتماعية وحكومية الخ، نجد أن تطور أوضاع المرأة يسير بشكل لا يعطي وزنا لتلك الاحتجاجات، سواء في التحاقها بالمدارس والجامعات أو اشتراكها في وظائف حكومية وأهلية، وحتى في طموحاتها للاشتراك بالحياة السياسية العامة.

أي أن استعدادات الثقافة النخبوية وما بعدها الثقافة الشعبية، لم تكن كافية لتتهيأ لمثل تلك الأدوار، حافظة للمرأة كرامتها وصورتها الملتزمة بالقواعد الخلقية الإسلامية، ومستثمرة لما يفيض من جهدها بعد الجهد الذي أوكل لها تاريخيا كأم وربة بيت.

أين المسكوت عنه في المساواة وكيفية معالجته؟

لم تكن فكرة مساواة الرجل بالمرأة طارئة على تراثنا، ولم يكن إعادة إثارتها بدافع يُقصد منه تقليد الغرب، بل كانت فكرة المساواة موجودة في النصوص الإسلامية باعتبارات المساواة الفعلية. بمعنى إن كان للشريك نصف حصة شريكه فإن العدل يفرض إعطاءه ثلث المربح وعليه أن يتحمل ثلث الخسارة، هذا من باب العدل.

لقد راعى الإسلام الجوانب البيولوجية للمرأة فأناط بها مسئوليات تتناسب مع إمكانياتها الجسمية، وفيما يخص نسيانها نتيجة تلك الأوضاع فقد جعل شهادتها بنصف شهادة الرجل، وكون الرجل هو من أوكله الشرع في الكسب والصرف على الأسرة، جُعِل نصيبه من الميراث ضعف نصيبها.

لكن فيما عدا ذلك، خاطبها كما يخاطب الرجل ولم يُحرِم عليها العمل، بل حدده بشكل نفهمه من واقعة نبي الله موسى عليه السلام مع الفتاتين (ابنتا شعيب عليه السلام) {ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امراتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير}[القصص 23]

من يتأمل الآية الكريمة، سيجد أن مبررات العمل هي شيخوخة الأب، وعدم وجود معين، كما سيجد أن الأنثى لا حرج إن خرجت مع أختها، وأن لا تزاحم الآخرين من الرجال على إنجاز عملها، كما سيجد أن إظهار جانب الشهامة من الرجل في معاونة النساء واجب، موقف النبي موسى عليه السلام*2
المرأة في عضويتها بالمجتمع كالرجل، من حيث موقعها الفردي (كعدد)، لا أهمية لكليهما إن لم ينخرط ضمن مجموعة فاعلة، فريق، منظمة، اتحاد، نقابة، حزب الخ. وإن كانت مواصفات ذلك الفرد عالية، ممكن أن يكون أديبا أو مفكرا أو فنانا، ولكن لن يكون فردا منتسبا لهيئة عامة تنقل الأفكار الدعائية التي يبتكرها المفكرون والأدباء وتحولها الى إجراء ضمن القنوات الإدارية.

أي إن كانت الجماعة تدعو لتغيير فهي جماعة دعائية، وإن كان من يترجم تلك الأفكار ويحولها لإجراءات فسيكون ضمن المجموعات الإدارية، فعليه تعتبر الأحزاب والروابط الثقافية والفكرية والاتحادات النوعية (كاتحاد النساء والطلبة والفنانين الخ) جماعات دعائية تناشد الجماعات الإدارية أن تتبنى أفكارها، وعليه فإن الدولة بمؤسساتها والبلديات والغرف التجارية والصناعية والأندية الرياضية هي مجموعات إدارية بحتة، يكتمل جهدها الحضاري بربطها مع مجموعات دعائية ضمن علاقات تحددها تقاليد الدول. *3

سنتتبع باختصار شديد، انتماء المرأة العربية لعضويتها ببعض الأحزاب العربية من خلال رصد نماذج واقعية، دون الإشارة لحزب بعينه أو (بلد) بعينه.

في الغالب تبدأ عضوية المرأة في الأحزاب أثناء الدراسة الجامعية، ويكون ذلك من خلال بعض النقاشات الأولية في الشأن العام، في نادي الطلبة أو أثناء وبعد احتفال أو حضور ندوة أو مؤتمر الخ، فيبدأ الحديث من شاب له القدرة على افتتاح الكلام بموضوع، أو من خلال تساؤل فتاة عن أمر يعني بالشأن العام، فيتناوب الموجودون من طلاب وطالبات على إبداء آراءهم، ولا يخلو الحديث من استخفاف ببعض الأفكار المطروحة، ومن ثم تبدأ التحديات ودفع الفتاة الى خوض مجال التفكير في الشأن العام، وقد يسوقها هذا السلوك الى الانتساب لحزب ما.

الفتاة كمتلقية في الحزب

غالبا، ما يكون من يقوم بتثقيف الفتيات المنتميات الى الأحزاب من الشباب الذين سبق انخراطهم في الحزب الفتيات، وستكون حلقة الفتيات بالبداية من المستجدات في الانخراط بعمل عام، وقد تكون تجربة الشاب المثقِف هي الأولى في عمله هذا، وعلينا أن نتصور تلك الأجواء التي تضع هذا النوع من اللقاءات في مساحة معزولة، محكومة باعتبارات اجتماعية ونفسية وغيرها. فقد يتشتت تركيز الشاب في إخراج أفكاره بشكل منتظم ومفهوم، وقد تتشتت أفكار الفتيات بشيء من الحرج في مثل تلك التجربة، التي غالبا ما تنتهي دون إعادتها.

في بعض الأحزاب الإسلامية، يُترك مجال التثقيف لزوجة أحد الأعضاء التي تتولى تنظيم الخلية الحزبية، وتكون المواضيع بالغالب تدارس القرآن الكريم وتفسيره وحفظه. ويتم التناوب في مكان الاجتماع من منزل الى منزل، وتكون الاجتماعات في الغالب في وضح النهار، من دوافع تنظيمية بحتة، حتى لا يكون التردد على نفس المكان مثارا لتطفل الآخرين وإثارة الاحتمالات التي تكون من وراء تلك الاجتماعات.

في الأحزاب اليسارية، يختفي الحرج مما سيثار حول مثل تلك العلاقات، فتتوجه الفتيات الى مكان قد يكون نفسه في كل الاجتماعات وقد يكون ليلا، لا يهم، وهذا يتم في حالات الطالبات الجامعيات اللواتي يدرسن خارج نطاق مدنهن أو بلدانهن، أو يتم ضمن نطاق علاقات أسرية وحزبية، فتكون زوجات أو بنات الحزبيين يلتقين بشكل طبيعي فيما بينهن مع إفراد مسئول أو مسئولة عن مثل تلك الخلية التنظيمية.

هذا في الأحزاب التكاملية، أي التي لها أيديولوجيا و نظرية تنظيمية. أما في الأحزاب التمثيلية، أي التي لا يشترط فيها الاجتماع الدوري، كالأحزاب الليبرالية التي تعتمد أساليب أحزاب أوروبا وأمريكا، فيكفي أن تنتمي المرأة الى الحزب، لتطلع على برامجه إما من خلال الموقف العام لقادة الرأي، أو من خلال الاطلاع على أدبيات الحزب المكتوبة*4

أدوار النساء المنتميات الى أحزاب:

غالبا، ما توظف جهود المنتميات الى الأحزاب السياسية في لعبة الصوت الانتخابية في مختلف الانتخابات البرلمانية أو البلدية أو النقابية، وتستفيد بعض الأحزاب السياسية من هذا النوع من النشاط في حصد المقاعد الانتخابية، خصوصا في النقابات، فدأبت بعض الأحزاب على تسديد اشتراك النقابيات خصوصا (حديثات التخرج) فتسدد عن ألف أو ألفين من خريجات كليات الهندسة اللواتي تخلفن عن تسديد اشتراكهن منذ التخرج، وتتكفل بنقلهن الى صناديق الاقتراع فتتعمق الصلة فيهن وتوظف تلك العلاقة بانتخابات أخرى. وتتفوق الأحزاب الإسلامية (الإسلام السياسي) على الأحزاب القومية واليسارية وحتى الليبرالية في ذلك الشأن.

كما أن هناك توظيف لدور المرأة، من خلال التجمعات (التنظيمات) الإدارية، كالجمعيات الخيرية والأندية والنقابات وغيرها، والتي تكون بمثابة الذراع الإداري للتنظيمات السياسية، والتي تكون أيضا كواجهات للعمل السياسي الأقل ملاحقة أمنية والأكثر أريحية للمنتميات لمثل تلك التنظيمات، أي باختصار إنها أوعية للعمل العام أو الرأي العام، التي تتباهى فيها التنظيمات السياسية أمام غيرها.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل  
غير مقروءة 28-01-2009, 03:36 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

خلاصة

إن إخضاع موضوع المرأة لقواعد، لم تستطع الجهات المتوكلة في تعديل تلك القواعد لمقتضيات التطور الحضاري، هو ما يقف وراء تلك القضية وجعلها قضية مستهجنة وتنمو بعيدا عن أطر التوافق الفكري والخلقي العام، الذي يعاني هو الآخر من حالة من عدم التوافق الشعبي والشرعي .

فالمرأة التي تتصل بدائرة المجتمع الواسعة من خلال وظيفتها، أو جلوسها على مقاعد الدراسة، أو مشاركتها في الاجتماعات العامة، أو الهيئات الاجتماعية الطوعية، مع إطلاعها الإعلامي على ما يجري حولها، تجعلها تلك الأوضاع أن تتطلع للمشاركة في الحياة العامة، وإذا ما تم ضبط علاقات المرأة في انتماءاتها (بنت، زوجة، موظفة، عضو في سكان عمارة أو حي أو حزب أو مدينة، أو مقرة بالنظام الخلقي العام)، فإنه بالإمكان الاهتداء لنهج يتم فيه استثمار دور المرأة في كل المستويات العامة.

انتهى

*1ـ مجلة المستقبل العربي العدد 184 شهر10/1994 أوضاع المرأة التركية ـ عناصر الاختلاف والتشابه/ سيما كالايسيوغلو ـ جامعة بلديز التقنية ـ استانبول ـ تركيا (صفحة 96 وما بعدها)

*2ـ مكانة المرأة في الإسلام/ الداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي/ تحرير: احمد الزعبي/ بيروت: دار القلم 2000/ صفحة 192

*3ـ البعد الاجتماعي للأحزاب السياسية/د عبد الرضا حسين الطعان/ بغداد 1990/ صفحة 134

*4ـ الأحزاب السياسية/موريس ديفرجيه/ ترجمة: علي مقلد و عبد الحسن سعد/ بيروت: دار النهار/طبعة رابعة ومنقحة 1983 صفحة 236.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل  
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .