لغة جسدك وارتباطها بإبداعك الوظيفي

[اليمامة]

الكثيرون لا يلاحظون الإشارات التي تنبعث من أجسامهم ولا أجسم الآخرين ويتجاهلونها .. فالقدرة على اكتشاف حقيقة الآخرين والتوافق مع الظروف المحيطة بهم هي قدرة فطرية .. إلا أنها تختلف في طبيعتها من شخص الى آخر .. وتلك هي الطبيعة البشرية .. فترى أن البعض يقرأ الآخرين من خلال النظر الى أعينهم وجهاً لوجه في حين يفضل البعض الآخر ذلك بطرق مختلفة .
في العادة حينما تتصل بالآخرين أو تراهم فإنك تستجيب فقط لما يقال أو يُسمع أو يُشاهد .. غير أن هناك أكثر من ذلك بكثير حيث لغة الجسد التي تستطيع بواسطتها أن تعبر عما لا تستطيع آلاف الكلمات التعبير عنها .
ويعتقد علماء النفس بأن أكثر من 75% من تصرفات البشر تتم بصورة لا إرادية وال 25% الباقية تتم بطريقة إرادية .. والتصرفات اللاإرادية تتم في الغالب بصورة غير شفهية أي عن طريق الايماءات والإيحاءات والرموز لا عن طريق الكلام واللسان .. وهذه ذات تأثير أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات .. ومن الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها جميعاً هي تجاهلنا للغة الجسد والايماءات عند محاولتنا فهم ما يقوله لنا الآخرون وقراءة أفكارهم بل أننا نمضي ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها لأننا لا ننتبه بالشكل الكافي إلى لغة الايماءات .

وتشير الأبحاث أن لغة الجسد هي الجزء الأهم من أي رسالة تنتقل إلى الشخص الآخر وأن الرسالة الشفوية المنقولة هي غنية ومعقدة في طبيعتها وتحتوي على تعابير الوجه والقرب من الشخص المتكلم وحركات اليدين والقدمين وملابس الشخص المتكلم ونظراته وتوتره وانفعالاته وما إلى ذلك .. ورغم أن الكلمات هي الوسيلة المثلى لنقل مانريد لآخرين .. إلا أن للجسد دوراً كبيراً في هذه المهمة .. وقبل الخوض في تفاصيل هذا الجزء دعونا نتعرف قليلاً عن لغة الجسد .

لغة الجسد : هي إرسال بعض الإشارات بتوصيل معنى معين عبر التواصل بالجسد وحركة اليدين وحركة الوجه مما ينعكس على حالات الفرح والحزن والإعجاب وغيرها ..
كما أن لغة الجسد هي أيضاً تلك الحركات اللاإرادية التي تقوم بها مستخدماً يديك أو تعبيرات وجهك أو قدميك أو نبرات صوتك أو هز كتفك أو رأسك لتفهم الأشخاص الآخرين بشكل أفضل بالحد الذي تريد أن تصل إليه .. أما استخداماتها .. فيستخدمها القادة والمديرين في مجال العمل لتساعدهم في نقل معلوماتهم لمرؤوسيهم ويستخدمها الطبيب للمريض أو العكس .. وقد يفهمها أكثر ضعاف السمع أو ذوو الاحتياجات الخاصة .. أما وسائلها هي الحواجب .. الأنف .. الأذنان .. الأكتاف .. الأصابع والعين .