العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلمة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: السجل فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حكم تارك الصلاة فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد أحاديث المولد النبوى (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-02-2009, 10:34 AM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

2ـ استجابة التربية العربية لتحولات الهوية الثقافية تحت ضغوط العولمة.

التربية ابنة مجتمعها، ونتاج عصرها، وفلسفة التربية هي: الإطار الذي تطرح فيه مشكلات الوجود الإنساني في علاقتها بالتربية، وإذا كان هدف التربية الرئيسي: إنتاج كائنات إنسانية تستوعب شروط مجتمعها وعصرها، متجاوزة إياه الى المستقبل، فإن هذه العملية لا تتم (إلا إذا جعلنا مرجعنا الواقع الحي، الواقع التربوي بمقوماته المختلفة، والواقع الاجتماعي بميادينه المتعددة، واستجواب هذا المرجع، وتقليبه على وجوهه المختلفة توضيحا وتحليلاً ونقداً، وهذا يستلزم توسيع حوار التربية مع المجتمع)*1

من الضروري البدء في تأسيس تربية عربية جديدة تأخذ بنظر الاعتبار تأثير العولمة وتهديدها للهوية العربية.

أولا: تأثير العولمة الثقافية

نعني بالعولمة Globlization ضغط العالم، وانكماشه عبر تآكل الزمان/ المكان (أي تحول العالم الى مكان واحد: كما يذهب " رونالد روبرتسون "*2 . ويعرف البعض العولمة بأنها: ترجمة لكلمة Globality وهي العملية التي تمتلك آليات التطبيق، أي تحويل أجزاء العالم الى شكل موحد يلغي الحدود بين الدول والأمم، ربما على المستوى النظري المجرد لا على الصعيد الواقعي*3

والعولمة كما يصفها (السيد يسين) بأنها عملية تاريخية نتجت عن تفاعلات معقدة، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية، مؤشرات المجتمع الكوني المعولم: تراجع الأيديولوجية، عولمة السوق الكونية الاقتصادية، الهيمنة العسكرية الأمريكية، التعددية الثقافية، صعود قيم حقوق الإنسان والديمقراطية، سيولة السكان في العالم، شيوع المعلوماتية، كونية العلم، زيادة الأنشطة غير المشروعة *4

العولمة والهوية

في عمليات تشكيل الهوية، تقوم الأسرة والقبيلة والمدرسة والمسجد والتلفاز والإعلام والحزب بالعزف على لحن مميز: تحديد خصوصيتنا ومدى اختلافنا عن الآخرين، لأن الهوية تعني بالضرورة، ما هو فينا وليس في الآخرين.

يخشى البعض أن تقوم العولمة بتدمير الشخصية القويمة القائمة على وحدة اللغة، وحدة اللغة، ووحدة العقيدة، وخاصة في البلاد العربية والإسلامية*5

ويتساءل (فؤاد أبو حطب): إذا كانت الهوية القومية تقوم على أسس أربعة: مفهوم الأمة، وخصوصية الثقافة، والظاهرة الوطنية، والحدود الجغرافية، فهل تعني العولمة القضاء على ذلك كله؟

فيجيبه أرفع تقرير اجتماعي عربي، وهو تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003[الصادر عن منظمة الأمم المتحدة والمطبوع في عَمَان 2003] بقوله: تجد الثقافة العربية نفسها الآن قبالة رياح الثقافة الكونية، وأذرعها الإعلامية الجبارة، وقواها الاقتصادية العملاقة... فهواجس انقراض اللغة أو الثقافة أو تضاؤل الهوية أو تبددها باتت هواجس شاخصة تفرض نفسها على الفكر العربي والثقافة العربية*6

التطور الفلسفي لمفهوم الهوية

تشكل الهوية Identity قلب عملية التنشئة الاجتماعية، وهي سؤال الأسئلة في كل تربية، فالهوية تشكل الملاط أو اللاصق (المادة الإسمنتية) التي تضفي التماسك على أفراد الجماعة الإنسانية، وغيابها يعرض الوجود الحي للفرد والجماعة الى الانفراط والاغتراب، كما أن تعظيمه وتضخيمه يؤدي الى الفاشية، والعنصرية والعداء للآخر.

والهوية: هي الشفرة التي يمكن للفرد عن طريقها، أن يعرض نفسه في علاقاته بالجماعة الاجتماعية التي ينتمي إليها والتي عن طريقها يتعرف عليه الآخرون، باعتباره منتميا الى الجماعة، وهي شفرة تتجمع عناصرها على مدار تاريخ الجماعة (التاريخ) من خلال تراثها الإبداعي (الثقافة) وطابع حياتها (الواقع الاجتماعي).

وقد تم الانتباه لموضوع الهوية منذ القدم، فسقراط عبر عنها بعبارته الشهيرة: اعرف نفسك بنفسك، ووضع أرسطو قانونا لها بمعادلته (أ = أ) وديكارت اعتبر الهوية أساس الفعل وأصل الوجود.

وطرح (هيوم) و (جون لوك) مشكلة الهوية بالسؤال التالي: (كيف يمكن التفكير في وحدة (الأنا) في الزمان؟ هل أنا الشخص نفسه الذي كنته قبل عشرين سنة؟ فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا لأنني أذكر مختلف المراحل التي مر بها وعيي أو شعوري.

أما في الفكر الإسلامي: فقد أُعتبر الوجود هو (الهوية)، فابن رشد في تلخيص ما بعد الطبيعة يقول: إن الهوية تقال بالترادف للمعنى الذي يطلق على اسم الوجود وهي مشتقة من (الهو) كما تشتق الإنسانية من الإنسان.

أما (الجرجاني) فاعتبر أن الهوية هي الأمر المتعلق من حيث امتيازه عن الأغيار (أي الآخرين). وكذلك أقر الفارابي تعريف الجرجاني واتفق على أن الهوية هي عين الشيء ونفسه، واختلافه عن الآخر.

يتبع في باب الهوية



هوامش (من تهميش مؤلف الكتاب)
*1ـ عبد الله عبد الدائم/ نحو فلسفة تربوية عربية/ بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية 1991/ ص 60
*2ـ رونالد روبرتسون: العولمة والنظرية الاجتماعية والظرف الكوني/ ترجمة: احمد محمود و نور أمين/المشروع القومي للترجمة/ المجلس الأعلى للثقافة/ القاهرة: 2000 ص 78.
*3ـ احمد مجدي حجازي: العولمة بين التفكيك وإعادة التركيب/ الدار المصرية السعودية: القاهرة 2005 ص 24.
*4ـ السيد يسين: الوعي التاريخي والثورة الكونية/ مركز الأهرام للنشر/ القاهرة 1996 صفحة 99 و صفحة 173.
*5ـ عاصم الدسوقي: عروبة مصر في زمن العولمة/مجلة الهلال/ القاهرة يونيو/حزيران 2004، صفحات 42ـ45
*6ـ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 /المطبعة الوطنية/عَمَان 2003 من المقدمة.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-03-2009, 04:59 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


مكونات الهوية

أبسط تعريف للهوية الفردية هو: تعريف الشخص لنفسه، إذا ما سُئِل هل أنت؟ ويشير التعريف القاموسي الى أن مفهوم الهوية Identity، "ماهية ـ ما هوية " يعني كون نفس الشيء أو شبيهه المماثل، جوهر ثابت، ولها ثلاث معانٍ: ذات الفرد، الشخص، حال.

فيما يخص الهوية الثقافية، تتحرك الهوية الثقافية على ثلاث دوائر متداخلة ذات مركز واحد: الهوية الفردية، والهوية الجماعية، والهوية الوطنية أو القومية، فالفرد عبارة عن: هوية متميزة ومستقلة، وعبارة عن (أنا) لها (آخر) داخل الجماعة نفسها، والجماعة أنا خاصة بها، وآخر من خلاله وعبره تتعرف على نفسها بوصفها ليست إياه.

والهوية الثقافية: موضوع صيرورة شأن الوجود (Being) وهي موضوع ينتمي للماضي، وتنبثق الهويات الثقافية في أماكن لها تاريخ، تاريخ من يعانون ويكابدون التحول الدائم، فهي بعيدة أن تكون ثابتة بشكل ثابت في الماضي، والهويات هي: أسماء نطلقها على طرق مختلفة، افترضناها أنفسنا في داخل وأحاديث الماضي*1

وبدون هوية اجتماعية، يغترب الأفراد عن بيئاتهم الاجتماعية والثقافية، بل و عن أنفسهم تماما، وبدون تحديد واضح للآخر، لا يمكنهم تحديد هوياتهم الاجتماعية، وكما يشير " برهان غليون " لا تستطيع الجماعة أو الفرد إنجاز مشروع ـ مهما كان نوعه أو حجمه ـ دون أن تعرف نفسها، وتحدد مكانها ودورها، وشرعية وجودها كجماعة متميزة تعرف ما هي؟ وما تريده، وما تريد أن تكون عليه؟ فقبل أن تغير وتنهض لا بد لها من أن تكون ذاتاً أي إرادة*2

إشكالية الهوية

الهوية مفتوحة لا مغلقة:

لم تنتج هوية الجماعة الإنسانية مرة واحدة، والى الأبد، إنما تستمر صيرورة الهوية وتشكلها، فهي لا تاريخية، ويعني ذلك الإغناء المستمر للمفهوم وانفتاحه على مختلف التجارب الإنسانية للفرد، والجماعة، والعالم. وربما تزداد الأوزان النسبية لعنصر أو عناصر في تكوين الهوية الفردية أو الجماعية، وقد تنقص درجة الانجذاب للماضي حسب الجهات التي تنفتح عليها الهوية.

أزمة الهوية Identity Crisis

ثمة اتفاق على أن: ظاهرة طرح هوية الفرد أو الجماعة على المحك، تعبر عن وجود أزمة بنيوية. تعاني الذات/ النحن انجراحاتها، وتشكك في وجودها وسلامة معتقدها، ونجاعة خياراتها الرئيسية في التعامل مع العالم.

ويشير " محمد حسنين هيكل " الى واقع أزمة الهوية بقوله: ( العالم العربي فقد الإحساس لهويته، وتملكه نزعات القبائل المتحاربة، ونتيجة ذلك: فقد ضاع منه جامعه المشترك، ومواقفه المشتركة، وهدفه المشترك)*3

واهتزاز الثقة بالهوية يتأثر بالظروف المحيطة والأحداث الجارية، ويشير الى ذلك " محمود العالم " بقوله: (لا يثار سؤال الهوية في بلد من البلدان إلا حين تكون الهوية في أزمة مجتمعية كاملة)*4

جدل الذات/ الآخر

تنطوي عملية تحديد هوية الذات ـ بالضرورة ـ على إنتاج الآخر، وكأن الآخر هو مرآة الذات التي تتعرف فيها على نفسها. الآخر بهذا المعنى من صنع الذات، وبالمثل لا ترى الذات نفسها إلا عندما يراها الآخر.[ بالإمكان الرجوع الى عرضنا لكتاب: صورة الآخر: العربي ناظرا ومنظورا إليه].

ضغوط العولمة على الهوية الثقافية العربية

يتفاوت موقف المفكرين العرب من توصيف تأثير العولمة في الهوية العربية، فبعضهم يبالغ في تأثيره، وبعضهم يرى في تلك المبالغة تعبيرا عن عجز وخوف لا مبرر لهما.

هناك من يرى في الثقافة ميدانا لمعارك ثقافية بين الخاص والعالمي، وقد يستفز العالمي خصائص الخاص، فيجعل المدافعين عن الخاص يتمترسون خلف خصوصيتهم يعيدون استنطاقها وترميمها لتكون مستعدة للوقوف أمام العالمي الذي يريد أن يبتلعها ويزيل خصائصها.

الهوية الثقافية العربية: أزمة الواقع، مسارات المستقبل:

إذا كانت الهوية العربية ذات تراث إنساني عريق وقيم إنسانية سامية، فإن إحياءها يُعَدُ ضرورة للمستقبل، وبوصلة للتربية، ثمة اتفاق حول دلالة مفهوم " الهوية القومية " للمجتمعات العربية، مع اختلاف الصيغة، إلا أن المحمول يظل واحدا.

ففي حين يراها البعض (محمد جابر الأنصاري) بأنها مخزون وموروث جمعي تاريخي طويل الامتداد في الزمان والمكان، مليء بالأمجاد والإيجابيات والتناقضات والتعارضات ضمن تجربة الأمة العربية الطويل*5

يرى البعض الآخر (محمد عابد الجابري) : أن التعددية الثقافية في الوطن العربي واقعة سياسية لا يجوز القفز عليها، بل بالعكس، لا بد من توظيفها في إناء وإخصاب الثقافة العربية القومية وتوسيع مجالها الحيوي*6

ثمة ملاحظة مهمة: العرب أمة موجودة بالقوة لا بالفعل، موحدون وجدانيا ونفسيا، متفرقون واقعيا. أي أننا لسنا لدينا جهاز نفسي واحد، وشخصية معنوية مشتركة، ولكن لدينا 22 أمة عربية على أرض الواقع متمثلة في طغيان الدولة القطرية.



هوامش (من تهميش المؤلف)
*1ـ جورج لارين: الأيديولوجية والهوية الثقافية/ ترجمة: فريال خليفة/ القاهرة: مكتبة مدبولي 2003 صفحة 268.

*2ـ برهان غليون: اغتيال العقل/ القاهرة: مكتبة مدبولي 1990ص 32
*3ـ محمد حسنين هيكل: العرب على أعتاب القرن 21/ مجلة المستقبل العربي/مركز دراسات الوحدة العربية 1994/عدد شهر12 ص 25

*4ـ محمود أمين العالم: الفكر العربي بين الخصوصية والكونية/ دار المستقبل العربي: القاهرة 1995 ص 27.

*5ـ محمد جابر الأنصاري: أية هوية عربية في عصرٍ لا سابق له؟ / مجلة شؤون عربية ـ جامعة الدول العربية عدد115 سنة 2003

*6ـ محمد عابد الجابري: العولمة والهوية الثقافية / مجلة المستقبل العربي/مركز دراسات الوحدة العربية 1998/عدد 228 ص 22
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .