بسم الله الرحمن الرحيم
أعاود الحضور إليكم مرة أخرى في ذات الموضوع ويطيب لي أن أتطرق إلى جوانب أخَر ربما لم تكن مطروحة في هذا النقاش تتعلق بالكيفية التي يتعامل بها الآباء مع الطفل في المسجد.
إذاكانت التربية عملية -من خلال التنشئة- تهدف إلى إكساب الفرد العديد من السلوكيات والقيم التي تجعله إنسانًا صالحًا متطبعًا بطبع المجتمع وأخلاقه ، فإن هناك العديد من الآليات المستخدمة في ذلك كالثواب والعقاب ،والتعزيز بشقيه السلبي والإيجابي ،والتجاهل ،والتأنيب،والثناء .....إلخ
وفي المسجد يأتي على عاتق الكبار دور مهم في عملية التربية وهو إكساب الطفل القيم السوية التي لابد له من التحلي بها ليتحول من كونه كائنًا بيولوجيًا إلى كائن اجتماعي .
ومن المنطقي أن يكون توجيه الطفل مباشرًا ، فعندما يبدو منه سلوك غيرسوي ،فإن التدخل يأتي لتعريفه بقيمة ما يفعل هل هو سوي أم لا .
وبطبيعة المرحلة فإن كثيرًا من الأطفال يلجؤون إلى اللعب مع بعضهم البعض والضحك وغير ذلك من السلوكيات المنطقي حدوثها ممن هم في عمرهم (وأنا أتحدث عن الأطفال من سن3-5).
ومن المنطقي أن يكون اهتمام الطفل منصبًا على ما فيه مصلحته أو إشباع حاجاته الوجدانية والحركية والتي بطبيعة الحال تختلف مع هيبة المسجد وضرورة الالتزام بآدابه.
في حالة تجاوز الطفل لهذه الحدود : كيف يكون السلوك السوي من جانب المصلين؟ بمعنى أصح :هل ترى أنه يمكن التضحية بالخشوع في الصلاة من أجل تعزيز قيمة المسجد لدى طفل لا يصل عمره إلى سن الست سنوات ؟ وهل يعطي ذلك المبرر للمصلين (لا سيما الكبار) لعقاب الطفل بدنيًا أو معنويًا ؟ وما حدود عملية التقويم في هذه الحالة ؟
أنتظر ردودكم مرة أخرى ، وأعتذر عن الإطالة .