العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: اللحق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطلع فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجج فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخفا فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انتخابات (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المسح في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال طه ليس إسماً للرسول محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال الفرقان في تعريف الزبر والزبور في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الوزر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مفهوم الواحد والواحدة والمثنى والمثاني والاثنين في الوعي القرآني (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-06-2009, 05:19 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : في حضرة قلم
اسم العضوة:خاتون
(19)

دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة
ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب

قرأتُ:

قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة


ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية



أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك


فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:30 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-06-2009, 05:24 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة خاتون :
من جماليات العمل الأدبي أيًا ما كان صنفه هو أن يتسم بقدر كبير من الديناميكية وأن يتبادل المبدع فيه الموقع مع الأشياء ويتحدث بلسانها ، ويستبطن أحاسيسها ومشاعرها. وبعد ذلك ، فإن الحديث عن بعض جوانب الحياة الخاصة بالشاعر كدخول صفحات المنتديات أوتناول قهوة الصباح أو غير ذلك من الجوانب الشخصية يعد ذا قيمة كبرى إذا كانت كيفية التناول تبعد به عن كونه شأنًا شخصيًا خالصًا لتحوله إلى شأن يتشارك الجميع فيه ، ويتحول إلى ظاهرة إنسانية رائعة ، وهذا ما لمحته في آخر الأسطر . والآن إلى الخاطرة الماتعة :
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة

ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب
جميل للغاية أن تكون البداية بهذه الكيفية التي دخل فيها كل من الموروث الصوفي المتمثل في عبارة المكاشفة والتي تعبر عن شفافية نفسية وإنسانية ، والتناص مع الآية القرآنية في عبارة الأمارة بالسهر ،وكان الاستخدام لهذه الأفعال الرقص والغناء يميز الخاطرة ويجعل للحالة الحركية حركة القلم دلالة أكثر بعدًا وعمقًا وتغدو فلسفة الأشياء بهذه الكيفية لأنها تجعل للأشياء قيمة أكبر من القيم الاعتيادية التقليدية لها.

قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة

هنا يكون للفعل قرأت دلالة غير تقليدية فهي قراءة بالقلب وليس بالعين ،وهذا دليل المكاشفة ، والمقصود أن الإنسان الذي ارتبط بهذه القيمة يستطيع استبطان هذه المشاعر من خلال تصويره حالة الجفاء بينه وبين القلم أو خواء الذهن من الكتابة ليأتي بهذه القطعة الجميلة ، خاصة في السطر الأخير سلام على روحك الراقدة والذي يأتي موزونًا على بحر المتقارب ، ويسير معنا الاستخدام لهذا الموروث الصوفي في هذا السطر الأخير ليكون القلم هو ذلك الرفيق المجادِل للمرء في صمته وحديثه ، والسطران الأولان يعبران عن حالة الحيرة التي تعتري المبدع عندما لا يجد ما يكتبه أو يجده مجرد تصورات لا تطاوع المرء للخروج من ذاته إلى رحاب ا لورقة .والصوت المنبعث من القلم يجعلني أشعر أننا إزاء هذه الحالة الحالمة التي يكون القلم فيها كالذي يظهر في الحلم يقول كلمته ثم يختفي بعدها تدريجيًا . وهنا يكون جميلاً أن تكون العبارة مؤدية إلى تصورات ذهنية تتعلق باليقظةوالمنام ، وهي بذلك تؤكد بشدة على معنى المكاشفة التي ربما يمكن القول بأنها مفتاح العمل الأدبي.
ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية

في هذه الجزئية يكون من الجميل للغاية أن يتحول الحديث من القلم إلى الحديث للمبدعة ذاتها وهذا التنوع في الأصوات يُكسب الخاطرة حالة من الحيوية حتى كأنهما خصمان على المتلقي أن يحكم لصالح أحدهما!
كان السطر الأول جميلاً للغاية خاصة في هذه التشبيهات الرائعة الممثلة في التعبير الأول يحيا على نزيف عشقي ، إذ يغدو العشق ذلك الجرح الذي يلهم القلم الوجود ، من هنا تبرز علاقة بين الأشياء المختلفة كالجرح والإنسان ،والجرح والقلم.المبدعة ترينا نظرتها إلى ذاتها العزيزة التي يكون الجرح فيها أداة حياة للآخرين وهذا دليل التضحية تضحية بالوقت بالمجهود من أجل ذلك القلم ذلك القط الذي يظفر بالأفكار التي تتحرك بداخل الذهن كالفأر المتلصص الذي لا يكف عن المشاغبة.وكذلك الحكايات المتدفقة من شراييني ، كان هذا التعبير على درجة كبيرة من الإيحاء بالألم والصدق الممتزج به إذ أنها حكايات صادقة آتية من منبع الدماء ولا تكون تضحية الدماء كذبًا أبدًا.وأتى استخدام لفظة التجلي ليعبر مرة أخرى عن هذه الحالة التي تتولد من فعل المكاشفة وكأنه تنبيه إلى أهمية وجود هذه الدلالات المشوبة بالإنسانية المتوهجة والصفاء اللامتناهي.
كان جيدًا للغاية استخدام لفظة الألفاظ المحمومة لتعبر عن حالة تشبه الشغبطة ممثلة في تحريك القلم بشكل حائر وهذا دليل على حسن الاستمداد لأوجه التشابه والاختلاف.
والسطر الأخير لا دفء إلا تحت جناحيه كان مميزًا من حيث تعبيره عن هذه النشوة التي تتلبس الإنسان بخروج هذه الأفكار إلى الأسطر معلنة ميلاد فجر جديد يأذن بتجليات ما في الخبايا.غير أن تعبير تحت جناحيه لا أرى له مبررًا ، فالقلم ليس فيه ما يشبه الجناحين لهذا تنبتّ الصلة بين المشبه والمشبه به.
كان تشبيه العباءة البالية للأشواق رائعًا من حيث هو تعبير عن هذه الحالة من الجدب والتي لا تتمكن فيه الأشواق من تحقيق الدفء المطلوب المتمثل بخروج هذه الأفكار إلى الصفحة ،ذلك الموقد الذي يستعصي دفئه على أعتى الأعاصير المسماة أشواقًا.

أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

هنا تأتي العبارة الرجيم معبرة عن حالة من التفاعل الذي يكون فيه أحد الطرفين معتادًا شغب الآخر ن بل ويتلذذ به ، كان فعل الركض وراء الأحاسيس متماشيًا مع حركة القلم كما أن تشبيه الأحاسيس وحركتها بهذه الطريقة يجعل النص أكثر ثراء لأنه يصنع تكاملاً في بيئة التشبيه عندما يشبه القلم بالراكض والأحاسيس بالهاربة ، وهذا ينطبق أيضًا على السطر الثاني وإن كان مختلفًا بعض الشيء عن السطر السابق عليه. ففي حالة هي تهرب منه وفي حالة منه هي تحاصره مما يجعل التجاذب بين الطرفين والإثارة الذهنية المتعلقة بهذا المولود المسمى بالخواطر دائمًا على طول الوقت ، ويكون القارئ هو ذلك المشاهد الأخير لهذا المسلسل وهو على أريكته يصفق لانتصار الإبداع .
فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني
هنا الخواطر قد تكون خواطر بالمعنى التقليدي وقد تكون تورية بعنوان(بوح الخاطر)وهي إحدى التكنيكات الناجحة للإيحاء بدلالات ثرية للعمل.


خاتون: على عتبة الخواطر

كلنا ننتظر خطوات حروفك!

أختي العزيزة خاتون:
أنت بذلك تضطرينني إلى الكشف عن شيء كنت أود إخفاءه وهو كتاب أقوم بنقله إلى القارئ عن القصيدة الحديثة ، فيه جزئية هامة تتعلق بمعاناة المبدع في عملية تأليف العمل ونقله إلى الذهن وكيفية الجهد المبذول من أجل صيد فكرة أو عبارة ، والذي يعنيني من هذا الكتاب مقطوعة شعرية رائعة لخليل حاوي وأخرى لصلاح عبد الصبور تتعلقان بنفس المضمون الذي وضعتيه ، فما أجمل تعانق الشعر والخاطرة!
لك من الشكر بمثل ما للشوق لك على رؤية التعليقات ومن التحية بمثل ما لك من رياضة الحرف ورشاقة التعبير . دمت مبدعة وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:33 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-06-2009, 11:18 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : تنهيدة الغروب
(خارج منتدى الخيمة)
(20)
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر ..

حملقتُ باتجاه النافذة
المكسور زجاجها ..
نحو خيوط الشمس ..
وهي شارعة في طريقها
الى عالم آخر ...
الخيوطٌ تحمل الطهر والفجيعة ..
تحملُ تضاريس اللقاء الاخير ..
الذي جمعنا عند باب حارتها
يوم أن أوصدته خيوط الشمس .. ذاتها
في ذلك المساء المشؤم ..
المكتظُ ايضاً .. بالحنين لذلك الباب !

دخول الانثى هذه المرة ..
كان شاحبا ...
على عكس دخوله .. في الماضي البعيد القريب
كنتُ في الماضي انتظر دخولها ..
لأغامر مره اخرى ...
مغامرة يحتضنها باب !

بابٌ ومارة تحملق أعينهم وهلة ..

ثم يمضون نحو المدينة .. المهجورة
التي تمنيت أن تسكنها اشباحي ..

دَخَل المساء ..
وذهبت بضعُ روحي الباقيه معه

http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=456102

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 22-03-2010 الساعة 07:36 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2009, 12:04 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

تعتمد العديد من الكتابات الإبداعية على عنصر اللقطة، ذلك العنصر الذي يرى المبدع أن الكثير من الرموز تصل من خلال عملية الوصف للموقف باستخدام الرمز مع إضافة بعض المفاتيح التي تهدي القارئ إلى الأبواب التي يدخل منها إلى النص ، وفي حالة تعذر وجود أو صدء هذه المفاتيح فلا تثريب على القارئ إذا تلثم وقفز من النافذة أو إن تسلل من البوابات الخلفية ولو حتى قام بكسرها !!
والعمل الذي بين يدينا هو عمل يتسم بطابع شديد من التركيز والاستخدام الدقيق للألفاظ والعبارات معتمدًا على عنصر الحركة التي تتعلق بالرمز . وكذلك كانت البداية من نقطة المنتصف أو النهاية flash back تلك البداية التي تُعمل ذهن القارئ للنظر من الزوايا المتعددة إلى العمل والذي أتى كأقرب ما يكون إليه مشهدًا تنقصه الموسيقى التصويرية اعتمادًا على إيحاءات الرموز وتأثيرات الصور ..
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر .

يبدو التركيب ذا طابع لغوي أصيل ، إذ يعتمد على التقديم والتأخير فتقدير القول تلتحف أريكتي هذا المساء بتقهقر ما تبقى من زوايا النور ، والملاحظ أن الذكاء في هذا التعبير ينبع من أن التقهقر عملية رجوع للخلف لذلك جعلها المبدع في نهاية الفقرة لتتواءم مع البداية من الرجوع إلى الخلف ،ولأن التقهقر أمر غير مرغوب فيه جعلها المبدع العزيز مطر في نهاية الفقرة ليكون التقهقر هو الباعث على الكتابة وهو محور الحالة الإنسانية .
والذي يبدو من النص أن المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه قد ظل على الأريكة يتذكر هذا الواقع الأليم في لحظة صفاء مسائية حزينة ، وجاء اللفظ تلتحف ليوهم القارئ بأن الأريكة قد امتلأت نورًا في واقع صاخب غير أن لفظة ما تبقى من زوايا النور جاءت لتشير إلى هذه الحالة من التلاشي فالملتحَف ليس زوايا بل بقايا+زوايا النور ولو أن المبدع الجميل قد استخدم كلمة نور نكرة دون تعريف لزاد ذلك من قيمة تأثير اللفظ . والحالة التي هي التحاف بقايا زوايا النور هي حالة تعرٍّ تتعرى فيها الظلمة كاشفة عن قبح مضمونها وتبدو المقارنة بين النور الباقي معبرًا عن الأمل محزنة حينما يكون الوجه الآخر منها هو هذه الظلمة وهي اليأس .وكان المزج بين النور والأنوثة مزجًا عبقريًا يؤكد هذه النظرة ذات الشفافية الوجدانية التي لا تغدو فيها المرأة إلا رمزًا للنور ذلك الحب الطهور .

حملقتُ باتجاه النافذة
المكسور زجاجها ..
نحو خيوط الشمس ..
وهي شارعة في طريقها
الى عالم آخر ...

من هنا غالبًا يبدأ الحدث أو يعود بنا المبدع العزيز إلى لحظة أخرى من لحظات التذكر قد تكون هي الحدث أو إحدى مفرزاته .
التعبير حملقت يؤكد وجود حالة من الخوف والترويع ولم يعطنا المبدع السبب للخوف بل بدأ بالصدمة والرعب والضربة الاستباقية وهي ذلك النافذة مكسورة الزجاج .
ورغم أن هذا الرمز مكرر ومعروف دلالته لكنه على صعيد التخيل ومع اقترانه بالمؤثرات الصوتية يبدو أكثر قوةو إيصالاً للشعور . هنا الزجاج المكسور يأتي رمزًا للقلب والشمس هي تلك الأنثى والعالم الآخر لا يستبعد أن يكون عالم ما بعد الحياة لكن الغالب أنه ذهاب إلى عالم بشري آخر ، وما أعظم أن يغدو الإنسان في ذاته عالمًا ولكن إنسان هذا العالم هو القارة المتجمدة.
الخيوطٌ تحمل الطهر والفجيعة ..
تحملُ تضاريس اللقاء الاخير ..
الذي جمعنا عند باب حارتها
يوم أن أوصدته خيوط الشمس .. ذاتها
في ذلك المساء المشؤم ..
المكتظُ ايضاً .. بالحنين لذلك الباب !


ميز هذا الجزء أن تتخذ الشمس دلالة مادية ملموسة وتجسيدها كإنسان يغلق الباب ،والتعبير
اعتمادًا على السياق يبدو رائعًا للغاية إذ تبدو الشمس في دلالتها الحقيقية مسئولة عن هذا الحزن مما يجعل الرؤية لدى الشاعر متعلقة بالشمس .إذًا الشمس كانت ذات سمة مجازية وأخرى حقيقية ولعل استخدام كلمة في ذلك المساء المشئوم جاء ليعبر عن اختراقها سحر الليل وجمال ضيائه وعذب حديثه ليأتي الباب في دلالة على إمكانية الدخول لهذا القفص الذهبي المنتظر أو ما شابهه وتعبير مساء مشئوم مكتظ .. هذان النعتان أضفيا على التعبير حالة من البؤس وكلمة الحنين زادتها اعتمادًا على السياق الذي وردت فيه وليس اعتمادًا على دلالة الكلمةمفردة .
دخول الانثى هذه المرة ..
كان شاحبا ...
على عكس دخوله .. في الماضي البعيد القريب
كنتُ في الماضي انتظر دخولها ..
لأغامر مره اخرى ...
مغامرة يحتضنها باب !

هذه المرة .. وكانت النقطتان .. مؤديتين دورًا كبيرًا في عنصر التنغيم أي تخيل طريقة الإلقاء كأن شخصًا يحرك شفتيه يمنة ويسرة إشارةإلى سوء منتظر .وهذا يعني أن ثمة خولاً كان خطبة أو عقد قِران أو حتى أيام أُنس طفولي ذوبتها حرارة الشمس .ويأتي هذا الباب مرة أخرى ليكون معبرًا عن انسداد الأمل بعد أن كان وجهة للحنين .كم أنت غدار أيها الباب ، ولماذا أوصدت أمام شجرة أحلام ذهبية ..
بابٌ ومارة تحملق أعينهم وهلة ..
ثم يمضون نحو المدينة .. المهجورة
التي تمنيت أن تسكنها اشباحي ..
دَخَل المساء ..
وذهبت بضعُ روحي الباقيه معه

كأن الحملة هي الحسد الذ قد أدى دوره في نقل هذه التضاريس لتصبح على هذه الشاكلة !
إنهم الغربان التي انتظرت سقوط الثمرة! تعبير المدينة المهجورة كان وجهًا ثالثًا من وجوه التعبير عن المحبوبة بعد الشمس وبعد النافذة الزجاجي وتأتي المراعاة للنظير بين المدينة والأشباح تلك المحبوبة التي تمنى المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه لتزيد الحالة بؤسًا إذ يغدو المحب متمنيًا -بعد فقدان كل الأمل -بعض الأشباح ليقنع بها في ذاكرة المدينة المهجورة.
ويأتي التعبير دخل المساء ...ليعود بنا إلى الحالة الأولى :
تلتحفُ أريكتي هذا المساء
ما تبقى من زوايا النور
التي اختلست أنوثتها المكان .. بتقهقر ..

وكان ما بينهما من الخواطر هو ما يتذكره المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه سببًا لهذه التنهيدة التي أتت لشمس ظاهره الشروق وباطنها الغروب . هذا المساء بدلالاته المتعددة يغدو الصورة النهائية للمشهد +رحيل بضع الروح وما أعظم هذا التعبير الذي يؤكد على طهر ووجدانية هذا الحب الإنساني السامي .
وأخيرًا كان عنصر الحركة في دخول المساء في مقابل ذهاب بضع الروح كان مؤثرًا على صعيد الصورة
والمعنى معًا. دمت مبدعًا وفقك الله

آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 28-11-2009 الساعة 06:38 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .