العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الذرية فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: رقص و قذارة سفيرة (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخنق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-11-2009, 02:57 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

غير بيتٍ
لم يكن لنا
... حجرتان

قلبي
وقلبكْ
وزجاجيٌ شفيفٌ جميلٌ
سياج الهوى

كانت البداية بالتعبير(غير بيت) مشوقة للقارئ ومعطية للشيء المفقود قيمة
كبيرة من خلال البدء به .البدء بالمغايرة كان الغرض منه لفت الانتباه إلى أن
ثمة شيئًا يختلف عن المألوف حدث مما استدعى البدء بالحديث به.

وكنا نزرع الاطفالَ ليلا ً
في عيون النجومْ
وصبحاً

في المناقير الصغيرةِ
للطيور


كان التعبير شاعريًا للغاية وزراعة الأطفال هي كناية عن أحلام المستقبل والرغبة
في الاستمتاع بمن هم قرة الأعين (الأطفال) كما أن فيها تعريضًا بالجانب الحسي
من الحياة الزوجية ،التعبير عن عملية استلهام الأمل والحلم من خلال الوجوه الجميلة
خاصة المناقير المعبرة عن التقبيل وبراءة الحب

وكنا.. وكنا وكنا
ولكنا اختلفنا
فعدنا

كانت لفظة اختلفنا مباشرة للغاية ، ومؤثرة بشكل سلبي على سلاسة العبارات المستخدمة
وأدت إلى تشويش الجو النفسي الجميل المحيط بالقصة وأدت إلى صدمة مردها إلى الاستخدام
المفاجئ وغير المنتظر لهذه الكلمة
من بواقي الليل ِ
نزرع غابات الضبابْ

ربما كان لفة نحصد هو الأصح لكن يأتي هذا الفعل ليعبر عن التغير الحادث بعد أن كان الواقع "نزرع الأطفال"
صار المزروع غابات الضباب ، الضباب أتى في مكان مناسب إذ عبر عن انتفاء حالة الصفاء وعرقلة رؤية
الحياة بالشكل الجميل التي كانت عليه وكانت مناسبة لكلمة غابات إذ الغابات ترتبط بالوحوش والحيوانات
المفترسة لهذا كان الانتقال من خلال جملة غابات الضباب أحسن بكثير من اللفظ (اختلفنا) وكان من الممكن أن يستخدم بلاً منه لفظ آخر .
/وفي الصبح .....
غيماته البكائيه

للغيمة شكل جميل بهيج يسر الناظرين ، غير أن استعارتها لحالة الدمع هنا كانت مناسبة للغاية مع الموقف،وكانت تفلسف الغيمة على أنها بكاء مستمر مطّرد.
وحين انكسر السورُ
/ بأحجار الألسن ِ

السور تعبير في الغالب عن الحاجز أو الحائل المانع بين شيئين ، ووجود سور يعني وجود
حواجز لهذا كان استخدام السور في غير موضعه والأصح لو أن الكلمة المستخدمة أو الجملة
هي :" وانكسر الزجاج الشفاف الذي كان يطل منه كل منا على قلب الآخر "
وتشبيه عنف ما تأتي به الألسن بالحجارة كان تشبيهًا جيدًا للغاية وفيه تشابه بين المشبه والمشبه به.
تداعت حجرتا بيتنا
كل واحدة باتجاه
.
جميل في هذه النهاية أن كل واحدة تداعت باتجاه ، لأن هذا يدل على انمحاء أي أثر في إعادة الترميم،ويحمل
هذا التعبير رؤية مفادها أنهما قد اختلفا في كل شيء حتى الوقعة التي وقعاها ، وقع كل عكس الآخر ، مما يدل
على الاختلاف الجذري الذي لا يمكن إصلاحه ومدى تأصله في النفس بعد أن كانا متوحدين ببعضهما البعض .
الخاطرة أتت على جانب من جوانب الحياة الزوجية وهو الخلافات التي تنتهي بالطلاق وكان من الممكن أن تأتي الخاطرة على بعض التفاصيل لكنها ظلت في الإطار الخارجي حتى تكون فكرة الاختلاف من حيث هو واقع وليس سبب الاختلاف . الاتكاء على عنصر الصورة كان جيدًا وأتى بالكثير من التداعيات الصورية والذهنية وإن
كانت بعض الأخطاء البسيطة بحاجة إلى إعادة الصياغة مرة أخرى .عمل رائع أهنئك عليه دمت مبدعًا.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-11-2009, 08:37 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : عتق في المساء الأخير
اسم الكاتبة : عايدة بدر
(خارج منتدى الخيمة)
(7)
عتق فى المساء الأخير

جلسنا متقابلين كما اتجاهات الكون الأربعة

واجهناما كان مجهولا منا و غامضا

تعرت نوازعنا التي طالما أخفيناها

وكانالإتفاق على تبادل الرهائن

سجينك أنا ... و انت أسيرتي

فليحرر كل مناالآخر

ردى لي عيني فطالما تعودت ألا ترى إلا طيفك

حين يمر بخاطريفأظل أتحدث معه حتى يغفو على صدري

و أذناى لم تشغفا لحديث إلا لصخبصمتك

حين تدوى ضحكاتك الطفولية تداعب نبضات قلبي

أليست تلك شفتاىالمرتسمتان على جبينك

لم تتعلما حين النطق سوى الهمس بحرف إسمك

وتلكيداى لم تزل أناملك الصغيرة تحتضنها أصابعي

لترسمك كل يوم زهرة لربيع دائمالخضرة

إعطنى كل ما تركته لديك من وهج و ألق و إنتصار

كل ما أودعتهصدرك من قلق و ألم و زخم

ردى لي عمرى و أيامى و دقائقى الكثيرة فىإنتظارك

و لتأخذى كل ما وهبتنى إياه ...

علبة فارغة من أحلامجوفاء

كانت يوما ها هنا

و فضلت الرحيل

حرة أنت الآن !!!

فقد حررت جميع إمائي يوم أعتقتك

***
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=8506
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-11-2009, 08:59 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

كثيرًا ما يتفرد المبدعون بجوانب لا تكون في غيرهم عند تناولهم بعض النصوص ، وهذا التفرد قد يكون تفردًا منتظمًا كل الأعمال الأدبية أو أغلبها ، وقد يكون عارضًا عابرًا متحققًا في عمل واحد أو عدة أعمال لا تتجاوز أصابع اليد الوحدة .
وكيفما كان الأمر فالأهم دائمًا هو أن يتوافر في عمل المبدع بعض العلامات
التي ما يسمى (ماركة مسجلة) خاصة به ، وتميزه عن الآخرين.
وفي هذا النص –رغم أن الموضوع عادي للغاية- إلا أن ثمة شيئًا ميز النص بشدة يتحقق في هذا الاستخدام لمفردا الحياة اليومية بشكل غير معتاد
ويذهب إلى مزجها في خميرة العمل الأدبي لتُخرِج وجبة بنكهة هذا المفرد المستخدم في العمل .



وفي هذا النص تبرز بدرجة كبيرة هذه الخصيصة وهي الاستخدام للتعبير تبادل الرهائن كواجهة أو مدخل للنص وركيزة يقوم عليها ، وتبادل الرهائن ها هنا جاء
ليكون تعبيرًا عن التأثير المتبادل ، فكل طرف من أطراف المعادلة العاطفية


يتفرد باستحواذه على شيء في وجدان الآخر .
ومن غير المصادفة (إذ لا مصادفة فكل شيء في الكون بتقدير الله تعالى) أن يكون ما قبل الأسر هو ذلك الشكل الممهد له وهو الاتجاهات الأربع ، تلك التي لي من مكان إلا وهي فيه تلك المسلّمة تأتي تمهيدًا للأسر في إطار يوحي بالمواجهة ، فالشرق بفعل هذا التقاطع مفصول عن الغرب والشمال مفصول عن الجنوب ، هذا الجانب الرمزي
أكد على فكرة المواجهة والتي هي وليدة عملية الأسر .
والأسر في نطاق التواصل الوجداني يتخذ شكلاً مختلفًا إذ يبدو محيرًا أهو ما لا يعيش الإنسان إلا في رحابه ؟أم هو سجن يفوق السجن المادي في صعوبة التخلص منه ؟
عمومًا فإن المبدع في هذه الخاطرة قد بدأ يسرد محتويات هذا الأسر والذي يعبر به عن حب كان لازمًا التخلص منه .
وتبدأ المبدعة في سرد هذه الأشياء التي سُلِبت لتصبح الدهشة الأولى ، وأن الذي أُسِرَ ليس العمر ، ولا الذهن ولا الفكر وإنما هو واحد من أدق التفاصيل الجسدية وأغلاها وهي العين غير أن مبدعتنا العزيزة قد انجرفت إلى سيل السرد والبرهنة
غير المطلوبة حين كانت هذه العبارة تعبيرًا عن حديثها على لسان الرجال :

ردى لي عيني فطالما تعودت ألا ترى إلا طيفك
حين يمر بخاطري فأظل أتحدث معه حتى يغفو على صدري

والأنسب أن تأتي المبدعة بما يؤكد معنى الأسر كأن تقول مثلاً لقد كانت غزوات طيف عينيك لا تجدي معها حصون قلبي ..غير أن هذا لا يقلل من قيمة العمل بوجه عام
وذات المأخذ تكرر بنفس الطريقة في السطرين التاليين لهما :


و أذناى لم تشغفا لحديث إلا لصخب صمتك

حين تدوى ضحكاتك الطفولية تداعب نبضات قلبي




لأن الأذن والعين أخذتنا سمة القيام بالفعل الإرادي أظل أتحدث ، تشغفا ، وإن كان تعبير صخ بالصمت تعبيرًا عبقريًا عن شدة الأفكار المتتابعة في الذهن ولكنها تظل صامتة لأنها لم تخرج إلى حيز الشفتين.تعبير صخب الصمت من التعبيرات التي تحدث روعة من خلال تعبير صخب الصمت من التعبيرات التي تحدث روعة من خلال
المفارقة في التكوين ، إذ أن هذا الصمت يتجمع ويتوالد حتى يحدث تراكمه ما يسمى لغة
وصخبًا ، إذ أن فلسفة الصخب والصمت تنسحب لتكون تلك الحالة التي يحدث فيها
الصمت وقعًا لا يفعله الحديث . ولهذا السبب فإن كثيرًا من حالات الصمت تعطي دلالة نفسية
أعمق من ألف كلمة اتكاء على السياق الموقفي .
ولكن تأتي المفاجأة الأقوى في هذه الصورة :


أليست تلك شفتيّ المرتسمتين على جبينك؟


إذ يغدو الجبين هو مكان الشفتين وإن كانت لفظة مرتسمتين تغير من قوة هذا التعبير
لكن التعبير أعطى صورة ذهنية تشكيلية جميلة للشفاه حينما ترتسم على الجبين ، وتقبيل الجباه يدل على شيء من الرقة كما يدل على تعظيم للآخر وهذا يعطي
الشعور بقوة هذا الطرف الآسر الذي لم تتحدثي على لسانه وفضلتِ الحديث على لسان الطرف الآخر ، ربما نكاية وربما تضامنًا مع كل عواصم الضعف الإنساني !
وكان التعبير الآتي عبقريًا لولا بعض الأخطاء المنطقية :
وتلك يداى لم تزل أناملك الصغيرة تحتضنها أصابعي
لترسمك كل يوم زهرة لربيع دائم الخضرة
فالتركيبة اللغوية في السطر الملون بالأحمر (علامة الخطر) كان ركيكًا بشكل أو آخر
ومفضيًا إلى قدر من التعقيد ، وغير المنطقي أن تعانق اليد يدًا أخرى لتتم عملية
الرسم إذ أن من يرسم يكون حر اليدين وفي أسوأ الحالات فلو كان أحدًا
يمسك بيده ليرسم فإن في هذه الحالة استعلاء وليس معانقة.
لكن ميز السطر التالي له هذا الشكل الذي فيه تنسحب دلالة الربيع ليكون عشقًا
وأيامًا جميلة وليس مجرد صورة زاهية فحسب .ويأتي هذا التعبير ليعبر عن عدم التكافؤ اللهم إلا الشكلي فقط دون الجوهري :

علبة فارغة من أحلام جوفاء
كانت يوما ها هنا

عبرت هذه التركيبة عن حالة التلاشي إذ أن العلبة الفارغة (العقل –المشاعر) لم تكن
مصنوعة من شيء سوى الأحلام الجوفاء وهذه الاستحالة في التشكيل تجعل في
النص عنصرًا جماليًا ممثلاً في تصغير دلالة الأحلام لتكون إطار علبة فارغة وليس
علبة مملوءة ، ولتكون الأحلام هي نفسها جوفاء في ظل هذه المعادلة
علبة فارغة +أحلام جوفاء
من أين يأتي للشيء وجوده ؟ هذه فكرة عبرت عن تلاشي الأمل فلو كانت العلبة مصنوعة
من أحلام جميلة لكان هذا شافعًا لها أن تكون جوفاء ولو كانت مملوء لما ضرها أن تكون الأحلام جوفاء
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 07-11-2009 الساعة 10:28 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-11-2009, 09:01 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي


وهذا تعبير رائع للغاية فيه تتعانق الأشياء المادية والمعنوية لتكوّن شيئًا واحدًا فقط ..الهباء.
وتأتي النهاية صارخة معبرة عن الانفكاك ، وانتهاء العلاقة :
و فضلت الرحيل
حرة أنت الآن !!!
فقد حررت جميع إمائي يوم أعتقتك
تأتي هنا الحرية بمعنى غير المعنى الإنساني الجميل لتكون حرية أشد عذابًا من السجن ، تلك
الحرية الممثلة في تبادل الأسرى ، إذ تنتهي جميع مواجده ولواعج الشوق في داخله ،
وتصير هي بعيدة عنه أو عن سجنه (الوردي مخملي الجدران).
العمل جيد ، وبه الفكرة كنت ِقادرة على توظيفها بالشكل السليم داخل النص ، وهذا زاد
من تأثيره على الرغم من بعض الأخطاء التي من الضروري الانتباه إليها فيما بعد .
أستاذتي العزيزة : لقد تحدثت على ألسنة الرجال ، وإن لهم مراكب وعرة ، ونفوسًا نكدة ،
وطبائع كآبة ، وأثر ذلك في استعصاء الحديث على ألسنتهم ،بينما هم تماسيح تحسن
الحديث على لسان الأنثى ، وهذا من عجائب مكرهم . وأنت إما أن تكوني
قد حاولت سبر أغوارهم فكان ردهم في صعوبة الحديث على ألسنتهم وما يعتمل في نفوسهم، وإما
أن تكوني كتبت ذلك تضامنًا معهم ، وهم حينئذ للصنائع نُكْرُ ، فاتركيهم وأمرهم وهم ببعضهم
يقتتلون ، واحذري منازلهم فإنما هي منازل جانّ في شكل إنسان ، تلك رسالتي إليكن جميعًا بني
حواء ، دعنهم في حالهم ولا تقربنهم ولا تتحدثن على ألسنتهم حتى لا يصيبكن منهم أذى.
وإن جروح هذا النص وأورام الحروف وكسور الكلمات خير دليل على ما أقول (أمزح)
دمت مبدعة وفقك الله ، وتقبلي تحياتي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-11-2009, 10:29 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : السفر نحو الجذور
اسم الكاتب : مجدي جراح
(خارج منتدى الخيمة)

(8)


السفر نحو الجذور


ثمة طفل يقيم في ذاكرة الشعور
يدهشه جمال ألوان الشفق
هو في الحقيقة ريشة ومن قلبه مداد الألق
حكايات جدته تحلق أسرابا في فضاء خياله
يغري سندباد رغباته كنز يقيم في جيب ثوبها الفضفاض
حفنة من تين مجفف وزبيب وجوز
تكسو سجادة صلاتها هالة قدسية
كثيرا ما كان يبحر في ثنايا رسوم نقشتها رطوبة غزت سقف غرفتها
كان يغمض عينيه ليرى بوضوح عالمه المضيء بنور قلبه
ها أنا ذا أسافر نحو الجذور لعلي آتي نفسي بقبس
فربما يزهر الحرف على أغصاني قناديل شعر




***


http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=11718
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-11-2009, 10:32 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

يكتسب النص قيمة من خلال العنوان السفر نحو الجذور ، حيث تغدو الجذور ذات دلالة زمنية ترتبط بالماضي ، وحيث أن حب الرجوع إلى عهود الطفولة هو عشق إنساني متأصل في الإنسان فإن العنوان جاء ليحدث حالة من الدهشة مردها إلى تشكيلية الصورة حيث تغدو الجذور طريقًا يسافَر من خلاله . إلى ذلك فمن جمال العنوان أنك تجد المعرّف قد أخذ شكل النكرة ، فالسفر رغم تعريقه بأل إلا أنه غير معروف سفر من ؟سَفَر الإنسان أم الذكرى؟ أم الحلم أم....إلخ؟ وحيث أن السفر يتبعه عودة (بعكس الهجرة غالبًا) فإن العنوان قد احتوى هذا المعلَم دون أن يحدد أمده ليبقى السفر من حيث هو فكرة وما يختلجه من مشاعر المغزل الذي نسج به المبدع ثوب هذه الأمسية الجميلة .
وقد تأكدت الفكرة من خلال الألفاظ السندباد ، فضاء الخيال ، الشفق ليعطي النص حالة من التمازج اللوني والتداعي الفكري المؤكدين لهذه الرؤية التي يرى العالم من خلالها مبدعنا العزيز الأستاذ ..
ونأتي إلى الأسطر الثلاث الأُوَل :
ثمة طفل يقيم في ذاكرة الشعور
يدهشهجمال ألوان الشفق
هو في الحقيقة ريشة ومن قلبه مداد الألق
لنجد أن فكرة الجذور قد بُرهِن عليها من خلال الطفل ، ذلك الذي يعبر عن الجذور الأولى للحياة ومعانيها الخبيئة ، وتأتي الجملة يقيم في ذاكرة الشعور لتعبر عن استحقاقية السفر إليه ، إذ أنه مقيم لا يتحرك من مكانه ولا يبرحه مما استدعى السفر إليه ، وكانت الاستعارة في الذاكرة لتكون اسم مكان مؤثرة في ثراء الدلالة ،كما أن الشعور تأتي لتعرّف هذه الذاكرة ، وهذه الإقامة في الذاكرة هي التي تقابل لفظة الجذور . وذاكرة الشعور جاءت لنفي احتمال معنى آخر غير الشعور كأن تكون ذاكرة الألم أو الحلم أو النسيان .
وإذا كان الشعور يمثل الجزء الخارجي من الجبل الجليدي الذي يحتوي اللاشعور على ثلثيه كما يقرر السيكولوجي فرويد، فإن
الرحلة ها هنا رحلة بمحض الإرادة تتواءم مع السلوك الشعوري المتعمد الذي يقوم به الإنسان لتؤكد أن الإنسان هو الذي بيده أن يغير هذه الأجواء الآسنة الطافية على السطح برحلة إلى الجذور .
وتأتي ألوان الشفق الجميلة لتجعل القارئ في أسر الصورة والتي كانت بحاجة إلى التكثيف أو الفلسفة أي أن يضفي عليها مبدعنا العزيز فلسفته لتكون مبررًا لهذا الجمال .
ويأتي السطر الثالث في تقفية تعطي النص إيقاعية غنائية هادئة تتوازى مع موسيقية أنغام الرحلة تلك التي يعزف الجمال ألحانها وقت الشفق .وهذا الطفل هو فعلاً ريشة ، إذ هو جزء من طائر الخيال الذي يعبر حدود المعقول ليستقر دهِشًَا عند اللامعقول ، وهذا الطفل هو أيضًا ريشة في مهب رياح هذه الحياة ، والطفولة هي ريشة في سماء هذه المشاعر المعبأة بالحزن والضيق ولابد أن تسقط – عاجلاً أو آجلاً – في وقت ما ، وهذا يجعل لكلمة ريشة اتساعًا دلاليًا يزيد النص حيوية وعمقًا ووصولاً إلى الجوانب النفسية الخبيئة
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-11-2009, 10:33 PM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وحين ننتقل إلى هذه المجموعة نجد شكلاً انتقاليًا للمشهد من الداخل :



حكايات جدته تحلق أسرابا في فضاء خياله
يغري سندباد رغباته كنز يقيم في جيب ثوبها الفضفاض
حفنة من تين مجفف وزبيب وجوز



تكسو سجادة صلاتها هالة قدسية
ترتبط الطفولة بالحكايات دائمًا ، وهذا الارتباط الوثيق بينهما جعل المبدع العزيز يقدم ذكر حكايات الجدة عن التحليق ووجود الجمل الاسمية يدل غالبًا على سيطرة الجانب العاطفي بينما تكون الجمل الفعلية معبرة عن سيطرة الجانب العقلي وفي هذا النص تتوهج العاطفة من خلال البدء بالجملة الاسمية ، واستكمالاً لمسلسل السفر واتكاء على الصورة الذهنية تأتي هذه الحكايات طيورًا محلقة ، وتأتي كلمة أسرابا لتؤكد الكثرة والامتلاء وشيئًا آخر ..



ذلك الشيء هو الانتظام ، فكما أن لهذه الأسراب انتظامًا في حركتها فإن لهذه الحكايا ما يشابه الإيقاع المنتظم الذي يملأ فضاءات النفس وهذا الانتظام أدعى لبقاء الطفل في ذاكرة الشعور .

ثم تتأكد هذه الرحلة من خلال سندباد رغباته ذلك التعبير الساحر العبقري المعبر عن هذه الحالة من العبثية الطفولية التي تنتقل فيها الأفكار وتتغير ، وكان التعبير سندباد للرغبات مشتقًا من طبيعة هذه البيئة الجميلة التي يتفلسف كل جمال فيها ، لينتقل الوصف إلى محور آخر وهو الصورة الحقيقية وليست الفانتازيا ، تلك المكونة من التين المجفف والزبيب والجوز . إن للطبيعة القروية سحرها وعبقها ، وهذا العبق والجمال الأخاذ قد يتلاشيان في خضم هذا الزخم الرهيب الذي أفرزته حضارة وثقافة المدنية لهذا يكون التحليق في هذا الجو الشاعري بهذه الدرجة من الإتقان في الكتابة يعد سيرًا بل طيرانًا عكس التيار واسترجاعًا لصور لابد لها من البقاء على الأقل كحافظة لجزء من التراث كان يسمى يومًا ما بالأرض .
ويأتي السطر الأخير معبرًا عن طبيعة هذه النفس التي هي مربوطة دائمًا للإيمان ، بل ويمدنا بصور وأخيلات
جميلة للطفل –أيان البراءة- حينما كان يلهو ثم ينام متعبًا في حجر أمه وهي تصلي ، وتزداد بذلك براءة التعبيرات إلا من الجمال وبساطتها إلا من الدهشة .
كثيرا ما كان يبحر في ثنايا رسوم نقشتها رطوبة غزت سقف غرفتها
كان يغمض عينيه ليرى بوضوح عالمه المضيء بنور قلبه.
ربما كان الانتقال للتفاصيل مؤكدًا معنى هذه الجذور ، لكن –في تصوري- أن بهذين السطرين سردًا كان يمكن الاستغناء عنه وقد دل عليه ما قبله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 7 (0 عضو و 7 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .