ولعلي هنا أحضر بعض الإستشهادات من القرآن الكريم
لأن فيها تتبين خصوصية ( العقل ) ومشتقات اللفظ عند ( المكلفين فقط )
يقول تعالى : {واتقون يا أولي الألباب } [البقرة: 197].
هنا خص سبحانه وتعالى أصحاب العقول بالمعرفة لمقاصد العبادة
وقال تعالى : {ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب } [البقرة: 179].
وهذه الآية واضحة ، ولا تحتاج إلى تعليق في أن القصاص لا يكون إلا في من يملك اللب وهو العقل ( المكلف )
فلا قصاص بين البهائم مثلا أو الطيور ( في الدنيا )
وقال عز وجل: {ومايذكر إلا أولوا الألباب } [البقرة: 269]
وهنا قصر الله الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول
وكما قال عز من قائل : {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } [يوسف: 111]
وقال سبحانه : {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون } [العنكبوت: 35]
وقال تعالى في سورة [آل عمران: 190-194] ذ {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض }
حيث ذكر الله أصحاب العقول، وجمع لهم النظر في ملكوته، والتفكير في آلائه، مع دوام ذكره ومراقبته وعبادته
وقال عز وجل: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنآ أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولايهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون } [البقرة: 170-171]
وهنا ذم الله عز وجل المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها رضاً بما كان يصنع الآباء والأجداد
وقال عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } [المائدة: 90] وهنا حرم سبحانه وتعالى شراب المسكر والمفتر وكل مايخامر العقل ويفسده ، لأن في ذلك اعتداء على العقل ويعطله عن إدراك منافعه
وقد جعل الإسلام الدية كاملة في الاعتداء على العقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه
قال عبدالله بن الإمام أحمد: "سمعت أبي يقول: في العقل دية، يعني إذا ضرب فذهب عقله " قال ابن قدامة: "لانعلم في هذا خلافاً ".