18-11-2008, 04:41 AM
|
#2
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
قد تكون المسألة مرتبطة بنمطية التفكير تجاه تلك المسألة، وهي في بلادنا مقترنة بخاصية الامتلاك .. فأبو فلان و أم فلان لا تقال إلا في مجتمعاتنا، وقد تعرفنا على صديق هولندي كان له ولد اسمه ميشيل، وكنا عندما يستضيفنا هذا الهولندي (ضمن برنامج يتعلق بشركته) يناديه بعض من يرافقنا من العرب ب (أبو مشعل) وقد استفسر الهولندي عن سبب ذلك وأجبناه، فكان إذا زار بلدنا ويتصل بالتلفون يعرف نفسه بأبي مشعل.
كثير من الكائنات الحية عندما تقطع الحبل السري لوليدها تقطع العلاقة به نهائيا، وهناك من يبقى الوليد برعايته شهور أو سنين.. ولكن بالنهاية فإن الابن تنتهي علاقته بذويه بعدما يطمئنوا على قدرته في إدارة أموره.
في بلداننا، يكون لفراغ الأهل أو لعدم استغناء الابن عن دعم ذويه، حتى بعد زواجه أو للسببين معا، مبررا لتدخل الأهل، فلذلك كان تدخل الوالدين يسبب 25% من حالات الطلاق (حسب دراسة 2007).
عموما تلك القضية من أكثر القضايا أهمية، خصوصا بعد أن انتقلت نمطية العائلات الكبرى التي يتواجد فيها أكثر من جيل (الجد والأبناء والأحفاد). فلا زالت الصورة ماثلة في شكل السلوك الذي يجتهد فيه الأب أو الأم إزاء ابنهم أو ابنتهم، حتى لو كان سكنهم ليس بكنف ذويهم ..
احترامي و تقديري أختنا الفاضلة
|
أخي الكريم ابن حوران
لقد راقني كثيرا توصيفك لطبيعة المنظومة الاجتماعية في بلادنا العربية، وأتفق معك فيما ذهبت إليه بيد أن أسباب تدخل
الوالدين في حياة أبنائهم يمكن أن تتداخل فيه عوامل أخرى، فتفشي الأمية مثلا في صفوف النساء يمكن اعتباره من ضمن المعيقات
الأساسية في تكريس هذه المفاهيم الخاطئة غير أن ما لا أفهمه حقيقة هو ما ذكرته حول استمرارية نهج الأسر هذا النمط السلطوي
المتعسف في حق أبنائهم وإن كانوا على قدر لا يستهان به من الوعي!!! بماذا إذن يمكن أن نفسر هذا السلوك ؟؟
أظن بأن أكثر الأسر تعاسة هي من تعيش حياتين في حياة واحدة، فهناك شباب متزوجون لكنهم غير قادرين على الانفصال
عن والديهم معنويا بمعنى أن نمط التربية التي تلقونها تنبني على إلغاء الذات وعدم القدرة على مواجهة مصاعب الحياة في
أدنى تجلياتها دون اللجوء إلى الحماية أي السلطة المركز المتمثلة في الوالدين فيتولد لدى الطفل إحساس بالتبلد الذي ينمو
بداخله حين يصبح رجلا فلا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة دونما العودة إلى مركز الحماية الذي هو بمثابة العقل المدبر
لحياته فيصبح متواكلا عاجزا عن اتخاذ أي قرار جريء في حياته وهذه فعلا مشكلة عويصة حيث نجد الأم مثلا هي من
تختار لابنها الزوجة التي تراها مناسبة له كما كانت تختار له قميصه! وتطعمه حسب ذوقها! ولا تتخيل معي الجحيم الذي
ستعيشه الفريسة الزوجة التي ستقع بين مخالب أم زوجها والعكس بالعكس، نجد نساء متزوجات لا تجدن المتعة إلا في عرض أدق
تفاصيل حياتهن الخاصة على مسامع أهاليهم وقد رأيت بأم عيني عينات من النساء من تحمل سماعة الهاتف لكي تقدم تقريرا
مفصلا إلى الأم حول أدق تفاصيل حياتها بل تصف لأمها لون الجورب الذي ارتداه زوجها ذلك الصباح !وما دار بينهما
من كلام ...ما أثار استغرابي حقيقة!! كان الله في عون الزوج.
لهذا استنتجت بأن طبيعة التربية الخاطئة التي تلقاها الأبناء تقوم في أساسها على هدم الاستقلالية الذاتية للشخصية لتحل محلها
شخصية مريضة تابعة للمثل الأعلى في كل شيء، فلا مجال للخاص هنا ولا فواصل بل نجد للأسف الشديد تبعية مطلقة عمياء
لأولياء الأمور، ولا تحتد العواصف في وجه هذه العينة من الناس إلا عندما يرتبطون فيدخلون في مشاداة مع أزواجهم وغالبا
ما يحدث الطلاق بسبب عدم قدرة الشخصية المريضة على الاستقلال بذاتها فكم من حالات نجد فيها الزوج يحاول إقناع زوجته
بالكف عن جعل والديها يتدخلان في حياتهما لكن دون جدوى...
وعليه يجب إعادة النظر في أنماط تفكيرنا بنشر ثقافة احترام الذات أولا وعدم السماح للآخر باختراق حدوده ونحن بحاجة إلى
التعجيل لإرساء هذه القواعد الحقوقية لإبعاد شبح الطلاق والحد من تفاقمه بسبب حب الامتلاك والتعسف على حقوق الغير.
أخي ابن حوران، إن الحديث معك ممتع للغاية 
شكرا لمشاركتك ، وفي انتظار المزيد من مداخلاتك القيمة
تقبل مني أجل التقدير
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|